الثورة اليمنية لا تعيقها الاغتيالات!!

yemen-flag1

صحيفة كيهان العربي:

في الوقت الذي تتجه الانظار الى حل الازمة اليمنية عن طريق الحوار بين الاطراف السياسية من اجل اخراج هذا البلد من الحالة غير الطبيعية التي يعيشها اليوم.

فان بعض الاطراف في الداخل اليمني والتي رهنت ارادتها بارادة بعض دول جوار اليمن وعلى الاخص السعودية لا تريد لهذا البلد ان يسير الى حالة من الاستقرار، لذلك فانها تقوم بعدة محاولات ومنذ ان تمكن انصار حزب الله من السيطرة على الاوضاع في هذا البلد بعد المؤامرة التي قادها الرئيس المستقيل هادي ونقضه الاتفاق الذي كان من الممكن ان يدفع عن المزيد من المشاكل والازمات.

وكما اسلفنا ولما اعلنه بالامس القريب زعيم الحوثيين عبدالسلام الحوثي من ان هناك حوارات غير مباشرة مع السعودية للوصول الى حل للازمة اليمنية مما يعكس ان الحوثيين الذين يسيطرون على الاوضاع في اليمن والذين يسعون لادارة البلد من خلال مجلس رئاسي وتشريعي يضم جميع الاطراف السياسية هناك يتبنون الحل السياسي للازمة اليمنية وانهم لم يألوا جهدا في هذا المجال، الا اننا نجد ان هادي وجوقته يسيرون في الاتجاه المعاكس وهو انهم ان يبقى اليمن محكوما بمظلة بعض الدول، ولذلك فانه يعمل المستحيل من اجل افشال كل ما يجري في صنعاء. ومن هنا جاء اغتيال الاعلامي والسياسي القيادي الحوثي عبد الكريم الخيواني بالامس والذي كان يعرف بمواقفه الواضحة والشفافة من حكومة صالح والتي دخل فيها السجن لعدة مرات ضمن هذا الاطار، خاصة وان هذا القائد الحوثي يعتبر من الذين يعملون على تغليب لغة الحوار في حل الازمة اليمنية على أي لغة اخرى.

ولكن والذي لابد من الاشارة اليه ان هذا الاسلوب القمعي في قهر او اجبار الطرف المقابل على الرضوخ لارادة الاخرين، قد اصبح باليا وغير ذات فاعلية. وهناك الكثير من التجارب التي مرت بها الثورات في المنطقة سواء كان في ايران والعراق ولبنان وغيرها والتي استهدفت قادتها الا انها بقيت صامدة وثابتة بل وفي الواقع استطاعت ان تحقق اهدافها بصورة اوسع مما كانت عليه قبل استهداف قادتها، واللافت في الامر ان الخيواني وفي اخر مدونته على الفيسبوك قد اشار الى هذا الاسلوب القميئ وكأنه يدرك انه سيتعرض لمحاولة الاغتيال بالقول : “الابتزاز أسلوب الفاشلين للحصول على ماليس لهم به حق لايلجأ إليه ولا يقبل به إلا مجرد من كرامة وذليل تسكن الخسه نفسه”.

اذن فان هذا الاسلوب معلوم من هم وراءه وماذا يهدفون منه الا انه سيكون وفي الواقع الدافع الاقوى للثورة اليمنية ان تبقى راسخة وثابتة في موقفها بل ويعزز وجودها في الداخل اليمني، وان الذين يعتقدون سواء كان الرئيس المستقيل هادي او من يدعمه أويقف وراءه من بعض الدول الخليجية ان هذه المحاولة البائسة قد تضعف موقف الحوثيين او تجبرهم على التخلي عن اهدافهم والاستسلام لارادة الاخرين فانهم واهمون، بل ان هذه الحادثة رغم ما تتركه من الم الا انها ستكون فاتحةخير في ان يحقق الثوار من ابناء اليمن اهدافهم في حياة آمنة مستقرة غير خاضعة للاملاءات او العيش تحت مظلة هذه الدولة او تلك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.