“الجمهورية” تكشف قصة الشيخ والمخبر في تفجيرَي طرابلس

 

علمت “الجمهورية” انّ شخصاً يدعى مصطفى. ح.، إتصل قبل شهر بشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي زاعماً انّ لديه معلومات مهمة جداً، واتخذ صفة “مُخبِر” مبلّغاً عن شيخ في طرابلس يخطط لعمل ما ضد النائب خالد ضاهر واللواء اشرف ريفي والشيخ سالم الرافعي.

وقال “المخبر” مصطفى انّ الغريب يسعى باهتمام شديد الى جمع معلومات تتعلّق بضاهر وريفي والرافعي: أين يتواجدون؟ ساعات تنقلهم والسيارات التي يتنقلون فيها؟ وطرق الحماية التي يعتمدونها؟ الى ما هناك من معلومات يمكن الحصول عليها والإفادة منها في عمل ما ضدّهم. وادعى انّ الغريب يريد تصفية ضاهر وريفي والرافعي.

وقبل حصول الانفجارين بأيام أبلغ هذا “المخبر” الى الشعبة معلومة اضافية مفادها انّ هناك انفجاراً أو أكثر سيحصل في طرابلس وانّ الغريب قد يكون متورّطاً فيه. وفي خلال هذه الفترة كانت شعبة المعلومات ترصد حركة الغريب عن كثب تحوّطاً لأن تكون معلومات “المخبر” صحيحة، لكنّ الانفجارين وقعا بالفعل فأوقف “المخبر” والغريب وبدأت التحقيقات معهما لجلاء الحقيقة وكشف ملابسات الجريمة الإرهابية.

إعترف الغريب أثناء التحقيق الأوّلي بأنه كان على صلة بمصطفى وأنهما كانا على علاقة عمل في سوريا، حسب ما زعم “المُخبر” في استجوابه سابقاً، ولكنه أضاف انّ مصطفى احتال عليه وأخذ أمواله في العمل بينهما وانه على علاقة بالمخابرات السورية (اي مصطفى) وانّ الأخير هو الذي ذكر الضاهر وريفي والرافعي “وأنا في حياتي ما جبت سيرتهم على لساني”، حسبما ابلغ الى المحققين الذين اتضح لهم انّ مصطفى لم يكشف في افاداته واستجوابه قصّة الدَين الذي عليه للغريب وعلاقته بالمخابرات السورية.

وهنا طرحت أسئلة: كيف عرف مصطفى قبل نحو شهر انّ ضاهر وريفي والرافعي معرّضون للتفجير في طرابلس؟ ولماذا أصرّ قبل يومين على انّ الغريب سيتولّى تفجيرهم؟ وكيف عرف مكان الانفجارين: أحدهما امام مسجد التقوى حيث كان الرافعي يصلّي، والثاني امام مسجد السلام الذي يقع منزل ريفي قبالته؟

من هو الصادق ومن هو المذنب؟ وهل تمّ اشغال شعبة المعلومات وإلهاؤها بقصّة الغريب لإبعاد الأنظار عن الجهة الحقيقية التي تقف وراء التفجير؟

وقد أطلعت شعبة المعلومات مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على مضمون افادات الغريب و”مصطفى”، فأمر بابقائهما موقوفين الى اليوم الاثنين لاستكمال استجوابهما. ومن المرجح ان يتم اطلاق الغريب فقط إذا لم يطرأ جديد ليس في الحسبان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.