الجيش السوري ينقل المعركة إلى ريف درعا الشمالي: قطع أهم طرق إمداد للمسلحين من الأردن

syria-rebbels

صحيفة السفير اللبنانية ـ
طارق العبد:

فاجأت القوات السورية المجموعات المسلحة في ريف درعا، وشنت هجوماً مباغتاً في منطقة لم تكن الفصائل المسلحة تتوقع أن يهاجم الجيش فيها، وأغلق عبر سيطرته على عدد من البلدات في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة درعا احد أهم طرق إمداد المسلحين من الأردن، ويؤمن طريقاً بين السويداء ودرعا.ويأتي الهجوم الجديد للجيش السوري والسيطرة على بلدات في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة درعا بعد ساعات من زيارة وزير الدفاع فهد جاسم الفريج إلى قواعد جوية جنوب البلاد.وذكرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، في بيان، «تمكنت وحدات من الجيش والقوات المسلحة من إحكام سيطرتها على بلدات مسيكة الشرقية والغربية والخوابي واشنان والدلافة، وتطويق بلدتي مليحة العطش وبصر الحرير في ريف درعا، إثر عملية عسكرية نوعية أسفرت عن القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين التكفيريين الذين تحصنوا في المنطقة وعاثوا فيها فسادا وتخريبا».

وأضافت «تأتي أهمية الإنجاز الجديد لقواتنا المسلحة كونه يعيد فتح الطريق الحيوي بين درعا والسويداء وتأمينه، ويقطع طرق إمداد التنظيمات الإرهابية المسلحة من خلال إغلاق بوابة اللجاة التي كانت تستخدمها لتهريب المرتزقة والأسلحة والذخيرة من الأردن باتجاه البادية والغوطة الشرقية بريف دمشق، فضلا عن أن هذا النجاح يشكل ضربة قاصمة للتنظيمات التكفيرية ومنطلقا للقضاء على البؤر الإرهابية الموجودة في المنطقة».

وبدأ الجيش التمهيد لهجوم على بلدة بصر الحرير. وقالت مصادر محلية أن الهجوم تم بقصف مدفعي وصاروخي، ثم تقدمت أرتال لمحاصرة البلدة والاشتباك مع المجموعات المسلحة التي أصرت على نفي أي سيطرة رغم تأكيدها وقوع اشتباكات عنيفة.

واللافت في هجوم الجيش هو نقل المعركة، للمرة الأولى، إلى منطقة ضمن الشمال الشرقي لحوران، في وقت كانت غالبية المعارك في الجهة الغربية والمثلث بين درعا والقنيطرة وريف دمشق.

وتعتبر المعركة في بصر الحرير تحديداً في غاية الأهمية، ذلك أنها محطة على طرق الإمداد من البادية والغوطة الشرقية إلى الأردن مروراً عبر اللجاة، التي تتمركز فيها «ألوية العمري» التابعة الى «جبهة ثوار سوريا»، كما تقع على طريق السويداء وتحديداً قرب مطار الثعلة العسكري، وتمتد شمالاً إلى بئر قصب حيث تتواجد مجموعات من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وتتصل أيضا مع جارتها مليحة العطش بمدينة ازرع حيث تقع ألوية عسكرية، مثل «اللواء 12» و«الفوج 175». كما يعني ذلك تأميناً إضافيا لمدينة إزرع، خاصة بعد تزايد الحديث عن احتمال شن هجمات على المدن الكبرى في الجنوب مثل درعا المدينة وازرع والصنمين وصولاً إلى مدينة البعث في القنيطرة .

واتحدت مجموعات تتبع إلى «الجيش الحر» و «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» في محاولة صد هجوم الجيش السوري، وهو ما بدا مستغرباً بعد بيانات مجموعات تابعة إلى «الجيش الحر»، أكدت رفضها القتال إلى جانب «النصرة».

في التطورات الميدانية شمالاً، يبدو أن الهجوم الذي شنه المسلحون في ريف حماه الشمالي لم يحقق غاياته، سواء بالتقدم أو تخفيف الضغط عن جبهة إدلب. وكانت ساعات الليل الماضي حفلت بإشاعات متضاربة حول نية «داعش» اقتحام مدينة حماه، مع سماع أصوات انفجارات قرب المطار العسكري، وذلك بالتزامن مع ضعف الاتصالات في المنطقة، قبل أن يتبين أنها صواريخ استهدفت سيارة مفخخة قرب المطار، بالإضافة لصد الاشتباكات في الريف الشمالي.

أما في الغوطة الشرقية، فقد أعلنت «حركة أحرار الشام»، في بيان، قبولها بحكم «القضاء الموحد» عقب اعتقال مسؤولها العسكري وتسليم الأسلحة والمقرات إلى «فيلق الرحمن» وذلك «بهدف درء الفتنة». واعتبرت أن «قرارها يأتي احتراماً لدماء المجاهدين».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.