الحوار الباكستاني – الهندي في مهب الريح

pakistan-india-flags

موقع العهد الإخباري ـ
عون هادي حسين:

التبست مفاوضات السلام بين باكستان والهند، بعد أن طلبت الأخيرة إلى الأولى اتخاذ خطوات صارمة ضد المتورطين في الهجوم على قاعدة باتان كوت الجوية بالهند، والتي أودت بحياة سبعة عسكريين هنديين وإصابة اثنين وعشرين آخرين، حيث أعلنت السلطات الهندية أن “المهاجمين دخلوا أراضي الهند عبر باكستان”.

من جهته أكد رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف التزام بلاده بالتحقيق في المعلومات التي قدمتها السلطات الهندية حول المهاجمين، وذلك خلال اجتماع حضره قائد الجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف  مسؤولون مدنيون وعسكرييون رفيعو المستوى.

إذن، من جديد الحوار الباكستاني – الهندي قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء قبل بدايته، حيث يقول فيكاس سواروب الناطق باسم الحكومة الهندية ” إن مصير المحادثات يعتمد على طريقة تجاوب باكستان مع المعلومات التي تلقتها، فالكرة الآن في الملعب الباكستاني “.

الهجوم على قاعدة باتان كوت، يسبق بأيام معدودة اللقاء المرتقب بين وكيلي خارجية كلا البلدين، حيث كان من المقرر أن يلتقيا منتصف الشهر الجاري في إسلام آباد، غير ان الهجوم وضع اللقاء في مهب الريح، وبات من غير الواضح إذا ما كان سيعقد أم لا، وبحسب خبراء فإن إمكانية توقف الحوار لا يصب في صالح البلدين على حدٍّ سواء، وعلى الجانب الهندي التمهل قليلا قبل اتخاذ أية خطوة أحادية.

يرى الخبير في الشؤون الأمنية الباكستاني فخر الرحمان، أن الاتهام الهندي لباكستان سابق لأوانه، ومن الأولى مناقشته على طاولة الحوار في إسلام آباد، وفي رأيه أن باكستان ترغب بالحوار ولها مصالح أمنية في ذلك، خصوصا على حدودها الشرقية، التي شهدت قبل فترة صولات وجولات من تبادل لإطلاق النار بين الجيش الباكستاني والهندي.

ويضيف فخر أن “الجانب الهندي له أيضا مصالح من هذا الحوار، فرئيس حكومتها تقلد السلطة متوعدا الشعب بطفرات اقتصادية، وهذه الطفرات لن تتكلل بالنجاح، دون الاهتمام بمفاوضات سلام مع جارتها، لأن الاقتصاد القوي يتطلب بيئة آمنة، لن تتوفر إلا بالتوصل إلى حل سلمي للخلافات مع باكستان”.

في الحقيقة، ليست المرة الاولى التي ترى فيها الهند أن هناك صلة لمن يقوم بعمليات إرهابية في الأراضي الهندية مع باكستان، وابرز هذه الاتهامات تفجيرات مومباي عام 2008، التي وترت العلاقات بين الجارتين النوويتين لسنوات متتالية، وأقلقت العالم لاقترابهما من حرب جديدة رابعة لا تحمد عقباها.

في حين يلح المتابعون للشؤون الباكستانية – الهندية، على ضرورة استئناف البلدين لمفاوضات السلام بينهما، ملمحين في الوقت نفسه، أن الهجوم على قاعدة باتان كوت، تقف خلفه قوى ترغب باستمرار التوتر في شبه القارة الهندية، ولا ترى في انتهائه مصلحة لها.

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.