السمّ في ما يطبخون

habib-fayad

صحيفة السفير اللبنانية ـ
حبيب فياض:
ان يصبح حديث نبوي شريف بالاضافة الى مدوّنة كتبت على موقع في «الفايسبوك» حدثا اعلاميا وخبرا تصدر نشرة اخبار متلفزة، فهذا يعني وجود نية مسبقة تستهدف تلفيق اتهام، يصيب عشوائيا، جمهورا واسعا يقصد الفاعل النيل منه، ومما يلتزم به.
مناسبة هذا الكلام، ما نشر على صفحة «الفايسبوك» من حديث نبوي: «لان تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من ان يراق دم امرئ مسلم»… وقبلها بأيام، نشرت مدونة في الصفحة نفسها وفيها: «مع مرور الايام تكشف لنا ان الازمة السورية لا تهدف فقط الى تدمير سوريا، بل تهدف ايضا الى صرف المقاومة عن معركتها الاساسية»، ليصبح القولان، في صدارة نشرة أخبار «المستقبل» المسائية بتاريخ 17 الجاري، ضمن تقرير تلفيقي متعمّد، مع اصرار على اعادة نشره في اليوم التالي في صحيفة «المستقبل». رغم الرد الذي ارسل الى المحطة واذاعته في نشرة الساعة الحادية عشرة والنصف.
تقصّد الخبر المذاع استنادا الى القولين، بلوغ نتيجة مفادها: «البيئة الشعبية والنخب الفكرية الثقافية القريبة من حزب الله ترفع الصوت عاليا تململا في مشاركة الحزب في القتال في سوريا».
ناشر القولين، هو كاتب هذا المقال، ولا بدّ من الايضاح، درءاً لسوء الفهم، ومنعاً للغش الاعلامي.
كان قصدي من نشر الحديث الشريف هم التكفيريين الذين يذبحون الناس باسم الدين… هذا بالإضافة إلى انه لم يصدر يوما عن «حزب الله» ما يفيد بمشاركته بالقتال في سوريا.
كيف يمكن الربط منطقيا بين ما ذكرت في المدونة من ان «الازمة في سوريا تستهدف صرف المقاومة عن معركتها الاساسية» والتململ المشار اليه؟ وكيف يمكن اعتبار توصيف المؤامرة التي يتعرض لها محور المقاومة رفعا للصوت ضد تدخل الحزب في سوريا؟ أي خيال كرتوني هذا الذي ذهب الى وضع الكلام عن حقيقة ما تهدف اليه المؤامرة على سوريا، في خانة الاعتراض على دور عسكري مزعوم لـ«حزب الله» في الازمة السورية؟
كيف لوسيلة اعلامية يـُفترض بها ان تراعي أبسط القواعد المهنية، كما يـُفترض بها ان تحترم عقل المتلقي، أن يتعدى خطأها الاعتماد على تأويل مفتعل لما أورده فرد، لتقوم بتعميمه على شريحة واسعة، بما يتلاءم مع توجهاتها ومصالحها السياسية غير عابئة بمصداقيتها… وما قيل عن (اعتراض كثيرين من داخل «حزب الله» بدأ يظهر على المناصرين وعلى بعض حاملي وجهة نظر الحزب من خارج التنظيم الحزبي لكن من داخل البيئة الفكرية والثقافية لـ«حزب الله»…) يبيّن ان التعميم بـُني على ما نشرته على صفحتي انا وحدي (… منهم (؟!) الدكتور حبيب فياض شقيق النائب عن «حزب الله» في الجنوب الدكتور علي فياض) هذا ومن المستغرب زج اسم شقيقي النائب علي فياض في الموضوع من دون مناسبة.
ينتهي معد التقرير من خطأ التعميم ليقع بخطأ أكثر فداحة وهو الإجتزاء والإيحاء. فقد اوحى من خلال صياغة ما كتبه بانني أدليت بتصريح له، واضعا اياه في سياق القولين من دون أن يوضح من اين اقتبس هذا الكلام (ويضيف فياض: «حزب الله» يقول حتى النظام اعترف بوجود أخطاء ، لذلك فلنبحث عن آليات سلمية في سبيل تجنيب سوريا وشعبها المشهد الدموي الذي يحصل). علماً أن هذا الكلام اجتـُزئ من مقابلة أجريت منذ شهور على قناة المستقبل مع الاعلامية بولا يعقوبيان .
لقد سمعت كثيرا عن مطابخ اعلامية تستهدف المقاومة. وكنت دائما احيل الامر الى المبالغة والاسراف في الترويج لنظرية المؤامرة، الى ان عاينت الامر بنفسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.