الصحافة الاسرائيلية

 

الصحف الإسرائيلية تعكس الهاجس من قرار أوباما تأحيل ضرب سورية، وتركز على دلالات سلوك الإدارة الأميركية إزاء التحدي الإستراتيجي المتمثّل في المشروع النووي الإيراني، وتعتبر أن الخلاصات المتبلورة بعيدة من أن تكون مشجّعة من وجهة نظر إسرائيلية.

اعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أنّ الرسالة الرئيسية من خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما هي أن “المشروعية أهم من التوقيت”.

ومضت تقول “بالنسبة إلى إسرائيل، فإنّ بيان أوباما يبشّر بالعودة الى الحياة الطبيعية، ويمكن الإفتراض أنه من اللحظة التي يتضّح فيها الجدول الزمني الجديد للهجوم، ستنخفض درجة الإستعداد في المنطقة الشمالية، في الإستخبارات وفي سلاح الجو. والمستوى السياسي والمؤسسة الأمنية في إسرائيل، سيضطّرون الى التعامل مع أحداث الأيام الماضية كمناورة كبيرة على كيفية الإستعداد.
وتخلص الصحيفة إلى القول “يبدو أننا أمام فرصة لمحاولة فهم دلالات سلوك الإدارة في واشنطن إزاء التحدي الإستراتيجي المتمثّل في المشروع النووي الإيراني، والخلاصات المتبلورة بعيدة عن أن تكون مشجّعة من وجهة نظر إسرائيلية”.

بدورها كتبت صحيفة “اسرائيل هيوم” تحت عنوان “حجم الخيبة والدهشة كحجم التوقعات” فأكدّت أنه لم يكن هناك أدنى شك لدى قادة الجيش الإسرائيلي في أن الهجوم الأميركي واقع بين اليوم وغد. لكن حجم الخيبة والدهشة جاء على قدر التوقعات. فبعد أن تبددّ الغبار، بدأت الأسئلة تطرح: هل سيكون هناك هجوم في نهاية المطاف؟ وكيف سيبدو؟، وماذا لو لم يعط الكونغرس الضوء الأخضر؟ ماذا سيحدث إلى حين الهجوم في سورية وعلى الحلبة الدولية؟، وهل سينجح أوباما في بلورة ائتلاف جوهري يمنحه غطاء لخطة عسكرية، أم سينجح معارضوه في اجهاض خطوته؟

وتطرح الصحيفة عدة أسئلة أكثر إثارة للقلق: “إذا كان الاستخدام المثبّت للسلاح الكيميائي غير قادر على إخراج العالم لمهاجمة سورية، فما الذي سيخرجه؟ وإذا كان على أوباما أن يتوّسل الكونغرس للمصادقة على هجوم بمستوى متدن جدا، ماذا سيحصل له إذا أراد مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟”.

أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” فقالت إنّ الرئيس أوباما تراجع، وهذا سيء لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها. فالرئيس الأميركي بثّ رسالة مشجعّة إلى الأنظمة القمعية والمنفلتة العقال التي تملك أو ستملك أسلحة الدمار الشامل.

واستدركت الصحيفة بالقول: قرار الرئيس أوباما التوّجه إلى الكونغرس وطلب مصادقته على توجيه ضربة عقابية وردعية إلى نظام الرئيس بشار الأسد لا يمنع ضربة كهذه بالضرورة، لكنه يؤجلها، والتأجيل هو رسالة.

لكن “يديعوت أحرونوت” تعقّب أنه في حال ايران مثلاً، التي تطوّر سلاحاً نوويا، يمكن للتأجيل أن يكون مؤذيا جداً من وجهة نظر إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين مثل السعودية. وثمة احتمال آخر وهو أن الرئيس أوباما قررّ التشاور مع الكونغرس لأنه ظهرت ملامح احتمال التوّصل إلى حلّ ديبلوماسي في موضوع السلاح الكيميائي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.