“الضغوط القصوى” بيد إيران وليست أمريكا

وكالة مهر للأنباء-

تقرير:

اللافت للأنظار والمراقبين في المنطقة والعالم هذه الايام و كما يقال هي بورصة الاعلام المفاوضات السعودية ـ الايرانية التي جرت وتجري في بغداد وقد قطعت اشواطها الاربعة وهي مرضية للطرفين لانها كانت بعيدة عن اية شروط مسبقة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لم هذا التاخير؛ كل هذه المدة في المفاوضات بين بلدين مهمين في المنطقة كان باستطاعتهما ان يتجنبا الكثير من المشاكل، والويلات التي كانت في المنطقة كانت جميع الدول في غنى عنها.

فعلى ما يبدو ان القرار والظروف هي من كانت تتحكم بالمنطقة والعلاقات الثنائية، وهنا نقولها بملئ الفم ان ايران قد بادرت بعيد انتصار الثورة الاسلامية اكثر من مرة وعلى لسان اكثر من رئيس جمهورية مد يد الحوار الى الاشقاء العرب خاصة في الخليج الفارسي، لايجاد تعاون امني بيني بعيدا على التدخلات الخارجية خاصة الاميركية، الان كل هذه المبادرات لم تذهب الى ادراج الرياح فقط بل قوبلت بمزيد من التشكيك والعداء والضغينة.

لكن هناك من يتساءل اليوم مالذي حدث لتختلف الصورة هذه المرة تماما ليبادر الجانب السعودي بمد يده للمفاوضات الى ايران وهذا ما جرى في بغداد واطلع العالم على مجرياته. فالاجابة ما ابسطها كما قلنا كان القرار وظروف المنطقة وكلاهما متلازمان.

وللاسف الشديد ان القراركان قرارا اميركيا حيث صرح مسؤولان امريكيان احدهما روبرت مالي والثاني مورفي بدفع السعودية للتفاوض مع ايران لتهدئة المنطقة هذا اولا وثانيا طلبت اميركا من الرياض مساعدتها للتفاوض على الملف النووي !! لان “المنطقة اصبحت مرتعا لايران”.

اميركا باتت اليوم لا تتحمل المزيد من الخسائر والفضائح لها ولحلفائها في المنطقة وفي المقدمة الكيان الصهيوني لذلك اختلقت الخطر الصين الذي لم يكن وليد الساعة لتتذرع بالهروب من المنطقة ذليلة مهزومة تحت هذا الغطاء المزيف

واليوم وباعتراف الاعداء قبل الاصدقاء ان ايران الاسلام هي من تملك بزمام الامور في المنطقة وبدونها لا يمكن حل اية قضية فيها، كل ذلك ما كان يحدث لولا التطورات المصيرية التي شهدتها المنطقة سواء من اجتثاث داعش من العراق وسوريا ولبنان وكذلك معركة “سيف القدس” ومرورا بالحرب اليمنية الظالمة التي كان الرهان عليها خلال اسبوعين واذا بها تمتد لسبع سنوات والمملكة لازالت غارقة في رمالها وعاجزة عن الخروج منها، وانتهاء بالهزيمة المدوية والمذلة لاميركا في افغانستان.

كل هذا التراجع والهزائم الفضيعة للمحور الاميركي ـ التطبيعي العربي قابله سلسلة انتصارات عظيمة حققها محور المقاومة في المنطقة وبعد ان فشلت اميركا في ممارسة الضغوط القصوى على ايران اصبحت اليوم القضية معاكسة تماما. فاميركا باتت اليوم لا تتحمل المزيد من الخسائر والفضائح لها ولحلفائها في المنطقة وفي المقدمة الكيان الصهيوني لذلك اختلقت الخطر الصين الذي لم يكن وليد الساعة لتتذرع بالهروب من المنطقة ذليلة مهزومة تحت هذا الغطاء المزيف.

فاميركا التي عجزت عن مواجهة فصائل المقاومة في العراق ومواجهة طالبان كيف تريد التصدي الى الصين الدولة الاولى والعظمى في العالم. انها نكتة القرن ال 21 السخيفة والهزيلة لان من تمارس اليوم الضغوط القصوى (على امريكا) هي ايران وليست امريكا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.