العقوبات ليست حلا جيدا للمسألة النووية الايرانية

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
حذر وزير الدفاع الامريكى ليون بانيتا يوم امس ايران من فرض مزيد من العقوبات بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، في الوقت الذي هدد فيه الاتحاد الاوروبي مؤخرا بفرض حظر على صادرات الغاز الايراني القادم إلى اوروبا.
إلا ان الضغط المتواصل من الغرب زاد من غلاظة خطاب الجمهورية الإسلامية، بدلا من اجبار ايران على التخلى عن برنامجها. ووصفت وزارة النفط الايرانية تهديد الاتحاد الاوروبى “بحملة دعائية”، في حين قال مشرع ايراني إن العقوبات “غير القانونية”، المفروضة على ايران من قبل الغرب تعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان. وقد وصلت المحادثات بين ايران والدول الخمس دائمة العضوبة بمجلس الأمن الدولي زائد المانيا، خلال الأشهر الاخيرة، إلى طريق مسدود بسبب سوء الفهم المتبادل، كما واجهت المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران مأزقا. واظهرت التجارب السابقة أن العقوبات والنزاعات لا يمكن أن تحل الخلافات، بل على العكس فإنها تزيد العداء وتثير ردود الافعال الثأرية.
فعلى سبيل المثال، سرعت ايران مؤخرا من برنامجها النووي، برغم العقوبات الغربية. وبحسب تقرير الوكالة الدولية، فإن طهران زادت بمعدل الضعف اجهزة الطرد المركزي بها خلال الاشهر القليلة الماضية وزادت كذلك من اليورانيوم عالي المستوى إلى اجمالي 189 كيلوجراما، وهو ما اثار مخاوف دولية.
وعلى الرغم من أن العقوبات جلبت بعض الصعوبات على الاقتصاد الايراني، إلا أنها فشلت في تغيير سياسة طهران النووية. وفي المقابل، أخذت المشاعر المعادية للغرب في الجمهورية الاسلامية في الازدياد، وتفاقم العداء بين الجانبين. وعلاوة على ذلك، فإن ضحية تلك العقوبات هو الشعب الايراني البريء. وقال الامين العام للأمم المتحدة بان كي- مون، إن الشعب الايراني يعاني من العقوبات الدولية، حيث تتواصل الزيادة في معدلات التضخم والبطالة كما تتناقص امدادات الأدوية الضرورية. وتعد قضية البرنامج النووي الايراني مسألة معقدة وحساسة. ويجب على الاطراف المعنية ألا تتوقع حل هذه القضية المزمنة سريعا.
ويعتبر الحوار هو النهج الانسب الوحيد، حيث يتعين اظهار حسن النية والمرونة في عملية التفاوض.ويجب على الغرب أن يدرك أن زيادة الضغوط على ايران لا يمكن أن تحل الأزمة.
فالسبيل الصحيح هو وقف العقوبات الجديدة والعودة إلى طاولة التفاوض. وبالنسبة لايران، فإنها بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لكي تثبت للمجتمع الدولي أن برنامجها مخصص للاغراض السلمية فقط.
ومن الافضل أن تفهم كافة الاطراف مخاوف بعضها لبعض وأن يلتزموا بمسار الحوار والتفاوض بدلا من الانخراط في حرب الكلمات وغيرها من التصرفات غير المثمرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.