المالكي يدعو جميع القوى السياسية العراقية إلى الالتزام بالجوامع المشتركة ونبذ الخلافات

iraq-conference

دعا نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي جميع القوى السياسية في بلاده إلى الالتزام بالجوامع المشتركة ونبذ الخلافات الجانبية من أجل مصلحة الشعب . وقال المالكي في كلمة له اليوم أمام المؤتمرالوطني للتوقيع على وثيقة الشرف ومبادرة السلم الأهلي “كنا نتمنى أن لاتجبرنا الضرورات على ان نلتقي ، وكان ينبغي ان يدفعنا إلى ذلك الشعور الوطني والحرص على مصلحة الشعب العراقي “.
وأضاف “إن التزامنا بالقواسم المشتركة لايعني أن نكون صورة مكررة عن بعضنا، لأن الاختلاف والتنوع لابد منه ، لكن الأهم هو الالتزام بالجوامع الكبرى والانتماء للعراق والهوية الوطنية وهي خطوط حمر فلو انهارت البلاد لن تنفعنا الخلافات الجانبية ، ولن يكون أحد في منأى عن الفتنة إلا في عراق موحد وقوي “.
ولدى إشارته إلى وثيقة الشرف التي اقترحها نائب الرئيس خضير الخزاعي ، أوضح أن أهميتها تأتي من كونها انطلقت من تشخيص دقيق للفتنة التي يعيشها العراق ، وقال “لاتوجد فقرة من الفقرات في وثيقة الشرف والسلم الأهلي نختلف عليها فهي تمثل ثوابت متفق عليها ، داعيا جميع القوى السياسية الى الالتزام والعمل بماتضمنته هذه الوثيقة .
من جانبه اعتبر الخزاعي ان الحضور اليوم على توقيع وثيقة ينتظرها العراقيون هو حضور مسؤول ومتجاوز لكل الصغائر والأمور الثانوية ومرتبط بالسعي بإبقاء الامل حيا في نفوس العراقيين .
ولفت إلى اعتماد الدقة والواقعية في التعاطي مع نصوص الوثيقة، وقال “لم نغادر فقرة إلا بعد إشباعها بحثا وتمحيصا، ولم نقر نصا إلا حينما نقتنع جميعا بمضامينه أولا ثم عباراته ومفرداته ثانيا “.
وتابع انه على الرغم من أهمية ما قطعناه من أشواط في هذا المجال، يبقى أن الأهم في كل هذا الالتزام العميق بالتفاصيل والتعهد الصادق بالعمل الجاد على تطبيقه وتجسيده . ومن جهته رأى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أن اعتبار وثيقة الشرف المطروحة كسابقاتها من المبادرات سيكون المسمار الأخير في نعش التفاهمات السياسية .
وشدد النجيفي في كلمته أمام المؤتمر على جملة من الأمور للانتقال بالمبادرة من وعاء النص والنية إلى التنفيذ والتطبيق، منها أثر فشل الحكومة في وضع الخطط الكفيلة لحماية المساجد والحسينيات والكنائس واضطرار البعض إلى غلق دور العبادة مرغما، وإخفاق الحكومة ممثلة بجهازها الأمني في منع عمليات التهجير المنظمة التي شملت مدن المقدادية وحزام بغداد والشبك في نينوى وآل السعدون في الجنوب، وإهمال مطالب المتظاهرين بالرغم من طول فترة اعتصامهم السلمي، وعدم الاستجابة لمطالبهم المشروعة والشروع بالتعامل بمبدأ المعيار المزدوج والكيل بمكيالين والانحياز الواضح لتظاهرة دون أخرى.
واستطرد قائلا “إن هذه المبادرة تأتي في أعقاب مبادرات عديدة ماتت ولم يجف حبرها واتفاقات عديدة سحقت فور التوقيع عليها . واننا إذ نلتزم بها وبميثاق الشرف الذي نصت عليه، انما نؤكد ان إهمال هذه الوثيقة لاحقا أو التجاوز عليها أو تطبيقها تطبيقا انتقائيا مجتزئا أو الكيل فيها بمكيالين أو شمولها جزءا من الشعب بها او التعاطي معها على أساس حزبي أو طائفي أو فئوي، وليس على أساس وي، أو اعتبارها وسيلة لتجاوز مرحلة ما، سيكون أمرا خطيرا لا نتمناه أبدا وان اعتبار هذه المبادرة كسابقاتها سيكون المسمار الأخير في نعش التفاهمات السياسية “.
أما رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي /عمار الحكيم/ فدعا من جانبه قادة الكتل السياسية للتوقيع على وثيقة الشرف الوطني للسلم الاجتماعي لخلق أجواء تساعد على تحقيق إصلاحات حقيقية والعمل يداً بيد لتحديد الأولويات الوطنية وخلق البيئة المناسبة التي تمكن من الوصول إلى مستقبل واعد ودولة عادلة مع الجميع وتنعم بمشاركة الجميع .
كما حث جميع المسؤولين في البلاد على استحضار مسؤولياتهم تجاه شعبهم ووطنهم من أجل وضع خارطة طريق للمرحلة القادمة والتزام الدقة في التفريق بين حدود الوطن وحدود السياسة، لأن ثوابت الوطن أكبر وأعظم من متغيرات السياسة .
وطالب الحكيم في كلمته أيضا بإنجاز قانوني الانتخابات والإحزاب كونهما يمسان طبيعة الحياة السياسية في العراق بشكل مباشر ويمثلان في ذات الوقت الماكنة السياسية لإنتاج الحكومة والمؤسسة التشريعية، وحث في الوقت نفسه المعترضين على بعض السياسات من المحتشدين في الساحات في الأشهر الماضية على الالتئام ضمن تحالفات سياسية تشترك في الرؤية والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحقيقية والمدروسة، لأن هذا الأمر يثري الحياة السياسية وينضج الأفكار والمشاريع ويضمن المشاركة الديمقراطية الواسعة والإيمان بالوطن الواحد .
وبدوره وصف رئيس إقليم كردستان /مسعود بارزاني/ الأزمة التي يعيشها العراق اليوم بأنها واحدة من أعقد وأخطر الأزمات منذ عام التغيير 2003 ، محذرا من أنها باتت تهدد العراق كدولة . وقال بارزاني في كلمة وجهها إلى المؤتمر الوطني للسلم الاجتماعي “إن تعدد المبادرات ، ومنها ميثاق الشرف، دليل إضافي على عمق الأزمة التي نعيشها”، منوها بأن التوصل إلى حلول يأتي عبر الالتزام بأن الدستور هو خط أحمر لايمكن تجاوزه ويعد مرجعا أساسيا للجميع والانطلاق نحو التوافق عبر الاتفاقات السابقة، ومنها اتفاق اربيل، التي على أساسها شكلت الحكومة ، إضافة إلى الالتزام بالاتفاق الأخير بين حكومتي المركز والإقليم ، والالتزام بمبدأ الشراكات الوطنية في الإدارة المشتركة مع اعتماد مبدأ التوازن الوطني في المؤسسات الحكومية واحترام المؤسسات القضائية .
ودعا إلى تبني المطالب الشعبية وإشراك مؤسسات المجتمع المدني الداعمة للعملية السياسية للعراق الفيدرالي الموحد وإشراكها في إيجاد الحلول والتصدي المشترك للإرهاب ومحاولات الالتفاف على الدستور . وانطلقت اليوم أعمال المؤتمر الوطني العراقي للسلم الاجتماعي لتوقيع وثيقة الشرف التي طرحها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي .
وحضر المؤتمر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ورئيس الوزراء نوري المالكي، ورئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم ، وعدد من رؤساء وممثلي الكتل السياسية، فيما قاطع المؤتمر كل من إياد علاوي رئيس ائتلاف العراقية، وصالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني.
وكان خضير الخزاعي قد أطلق في الثامن والعشرين من شهر مايو الماضي وثيقة شرف دعا من خلالها جميع الفرقاء السياسيين إلى العمل والالتزام بها من أجل وحدة وسلامة الوطن وأبنائه.
وتضمنت الوثيقة العمل على صيانة الوحدة الوطنية لابناء الشعب العراقي وحماية النسيج الوطني وعدم السماح لاي كان بإيجاد التفرقة الدينية أو القومية أو المذهبية واعتماد مبدأ الحوار سبيلا وحيدا لمعالجة المشكلات والعقد التي تعتري مسيرة العملية السياسية في البلد .
وتؤكد الوثيقة على الابتعاد عن استخدام وسائل الإعلام لطرح الخلافات والمشاكل واللجوء إلى اللقاءات الوطنية أو الثنائية، والبحث عن الحلول عبر الوسائل الدستورية، ونبذ التقاطع والقطيعة بين القوى السياسية عند حدوث الأزمات والخلافات والتماس الحلول لها من خلال الحوارات المباشرة، والعمل على تعزيز الثقة بين أطراف العملية السياسية في ما بينهم من جهة ومع الجمهور العراقي من جهة أخرى .
كما تؤكد أهمية العمل بروح الفريق الواحد لخدمة الوطن والمواطنين والوقوف بحزم لمواجهة أي خطاب أو نهج أو ممارسة تحريض على العنف والطائفية، وتجريم كل الأنشطة الإرهابية التي يمارسها أعداء العراق أو أي تجمع يستخدم العنف والإرهاب .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.