النصر على الفاشية والنيونازية

russia-victory-day

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح:

ترتدي الاحتفالات التي تعم الروسيا والعالم بمناسبة الذكرى الـ69 للنصر على فاشية موسوليني ونازية هتلر والأحقاد القومية والفصل العنصري مَعنى غير سابق لمَثِيله، وهي بالتأكيد فعاليات فاصلة بين حقبتين، سابقة، نازية وفاشية وعسكرتارية إمبرطورية يابانية عدوانية تم القضاء عليها، ولاحقة تشي بعودة الفاشية والنازية والعسكرتاريا الى اوروبا والعالم، مُهدِّدةً ومتوِّعدةً، ومدعومةً بقوىً دولية على رأسها الولايات المتحدة وبعض الانظمة الاوروبية الشرقية والغربية، التي باتت تستمرئ القتل والتدمير، وتتلذذ بسحل البُنى الحضارية وأرواح الناس.

في الحرب العالمية الثانية وقع الحِمل الأثقل على كاهل الاتحاد السوفييتي، فكان الشعب السوفييتي بمختلف قومياته وطوائفه ومذاهبه يُقاتل من أجل وحدة بلاده وتحريرها، وتحرير العالم أيضاً وبلوغ حريته المنشودة. فالأمن القومي متصل بالأمن الدولي، ولا يمكن بلوغه بدون شمول السلم في مختلف بقاع الارض. لذا، كانت رسالة الجيش الأحمر السوفييتي والشعب السوفييتي وقيادته السياسية والحزبية هي بلوغ النصر المؤزر، ورفع علم النصر الأحمر بمطرقته ومنجله فوق الرايخستاغ الالماني، والعودة الى الجبهة الشرقية الآسيوية، حيث الامبرطورية اليابانية تستعمر الصين ومنشوريا وشبه جزيرة كوريا ودول اخرى، فكان أن تمكّن الجيش السوفييتي البطل من إخضاع جيش “كوانتون” الاستعماري الياباني خلال أربعة أيام فقط، برغم غثبراته بأنه “جيش ياباني جبّار وجرّار لا يقهر”، ففتحت أمام الاتحاد السوفييتي أبواب آسيا بأكملها، فتحرّرت بلدانها واحدة بعد آخرى بفضل تضحيات هذا الجيش وشعبه، فقد وصل عديد الشهداء السوفييت الى أكثر من 28مليون إنسان، وشكلت أعظم تضحيات في الحرب، سجّلت بنور ونار مأثرة الاتحاد السوفييتي والشعب السوفييتي في تحرير الارض والانسان من الطاعون البُني المهلك.

في الحرب الضروس السابقة، خاض الاتحاد السوفييتي غِمارها لمدة أربع سنوات بلياليها الحالكة سواداً والطويلة، بينما الولايات المتحدة وبريطانيا لم تشرعا الإنزال العسكري في نورماندي سوى في الخامس من حزيران 1944، وهي السنة الأخيرة للحرب. فقد كانت واشنطن ولندن تنتظران هلاك موسكو وانكسارها وتوحّد الغرب برمته مع برلين النازية وروما الفاشستية لدحر “الشيطان” السوفييتي، على حَدَّ وصف تشرشل. واليوم أيضاً يَنتظر الانقلابيون في كييف ولندن وواشنطن وبرلين هلاك موسكو، وتدشين تحالف نيو نازي وفاشي يُعاضد فاشيي ونازيي اوكرانيا الجُدد ويجعلهم طعاماً لمدافع الغرب في مواجهة الروسيا وبُغية إحراقها، لكن موسكو لم تمت أمام جحافل التتر والمغول خلال مئات السنين، ولم تُزهق روحها في حملات العثمانيين والغربيين، ولن تمت، بل ماتت الهتلرية والموسولينية وقُبرتا في مزابل التاريخ،. إذ انتحر هتلر “شيكل غروبر” وعشيقته إيفا براون وأُحرقا على يد حرسهما من قوات “SS”، بينما عَلَّق الأنصار الإيطاليون موسوليني على خشبة، وأُعدم رأساً على عقب، فمات شرَّ ميتةٍ أغاظت هتلر وحتّمت عليه الانتحار، خشية من إعدامه بالمقلوب.

وفي مأساة مدينة أُوديسا الاوكرانية الروسية، هولوكوست أُوديسا ومحرقة أُوديسا، حيث خاطين جديدة، وحيث بحر بقر ودير ياسين وقانا اللبنانبة وقبية جديدة، تتجدّد الفاشية على أبواب موسكو وقبالة الكرملين،  مؤكدةً بأنها حَربَةِ العالم الاستعماري والإمبريالي على الروسيا وشعبها. فإخضاع الروسيا هو المدخل العالمي الأنسب لأخضاع العالم، ومن موسكو يتحرر العالم وتتحرر أُممه، وسيادة موسكو على نفسها ومستقبلها يَعني سيادة الشعوب على مستقبلها وعلى أمنها ومصيرها وثقافاتها، وهي معادلة يُدركون هناك في قيادات الدول الاستعمارية طبيعتها وأبعادها، لذلك نراهم يستكلبون في الهجوم على الروسيا من الخارج، وفي داخلها كذلك يحاولون استحمار شعبها ، وشعوبهم هُم كذلك، من خلال رغبات إخضاعها لتغريب ثقافي وإزاحات حضارية للخلف، وشلِّ قُدراتها المعنوية والمادية والعسكرية والأمنية، عودةً على سنوات القحط والطوابير الخامسة والعاشرة داخل الاتحاد السابق الذي نتمنى عودته.

وفي ذكرى النصر الكبير للشعبين الروسي والسوفييتي، المتحدان في كيان واحدٍ وأُقنوم واحدٍ، أنقذنا نحن العرب أيضاً من طاعونِ مُبَاغتٍ وأبدي.. ذكرى التضحيات العظيمة، نُطيّر نحن البوتينيون رسالة تضامن بالغة وتأييد كامل وشامل لفلاديمير بوتين وسياساته، وهو المُنقذ والروح العظيمة، وداعين سيادته إلى إنقاذ شعبه السلافي في اوكرانيا من الموت المؤكّد على يدِ قطعان النيوفاشيين والنازيين، لكييف التي هي واحدة من القِلاع السلافية الآخيرة النازفة وشقيقة موسكو رمز الاستقلالية والمَنعة والنصر العالمي، وليشدَّ أزر شعبنا الفلسطيني ويحل عقبته الكاداء التي طال زمنها ومستنقعها الآسن، وليشد من عزيمة الشعب السوري بوجه الارهابيين الدوليين، وليَجمع شعوب العالم من حوله مُعظِّماً قِيم العدالة والآمان والسلم والصداقة في رياح المعمورة كلها.

*صحفي اردني وكاتب، ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.