النظام القمعي في البحرين يدفع باتجاه عسكرة الميادين والمعارضة

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:

خمس سنوات على الاحتجاجات الشعبية في البحرين، احتجاجات اتخذت المسار السلمي ولم تحد عنه، رغم قمع النظام المتصاعد بمشاركة قوات سعودية غزت المملكة منذ سنوات، لمواجهة المعارضة السلمية، فسفكت الدماء واعتقلت، وبدأت بسحب الجنسية، من قادة المعارضة، الذين يؤكدون على سلمية الاحتجاجات مطالبة بالحقوق الانسانية المشروعة.
ويبدو كما تؤكد دوائر سياسية لـ (المنـار) أن النظام في البحرين، يستغل حكمة المعارضة وسلمية احتجاجاتها، ليس لتلبية المطالب العادلة، بل بمزيد من القمع والاجراءات الرفوضة غير العادلة وغير القانونية، فقد أصدر هذا النظام المتهالك قرارا بسحب جنسية الشيخ عيسى قاسم، وقبل ذلك، حكم بالسجن على عدد من قيادات المعارضة مواصلا سياسة البطش والقهر.
وتقول الدوائر أن نظام البحرين القمعي وبتعليمات من محتل المملكة، نظام آل سعود، يدفع من خلال اجراءاته الوحشية الى عسكرة الساحات، أي أن تتخلى المعارضة عن سلمية احتجاجاتها، وهذا كمين وهابي سعودي شارك النظام البحريني في نصبه، لغايات خبيثة، من بينها سفك المزيد من دماء أبناء البحرين تحت ذريعة استخدام المعارضة المسلحة في مواجهة النظام في المنامة، لأن هذا النظام ومعه النظام الوهابي السعودي لا يمتلك تبريرات لسياسة القمع التي يستخدمها ضد المحتجين، والمعارضة السلمية المستمرة منذ خمس سنوات، وبالتالي، لايجاد تبرير لقمعه، يقوم نظام المنامة باجراءات قمعية لدفع المعارضة الى استخدام السلاح، غير أن حكمة قياداتها أقوى من كمائن نظامي البحرين والرياض.
وتضيف الدوائر أن أصوات الاحتجاجات في الساحة الدولية على سياسة نظام البحرين القمعي آخذة في الارتفاع والتصاعد، وهذا يقلق النظام الحاكم، فكان اللجوء الى سحب جنسية الشيخ عيسى قاسم، يجعل المعارضة الرد على هذا الاجراء، بأساليب غير سلمية، وعندها، يتفادى نظام آل خليفة الانتقاد الدولي لسياسته الوحشية.
وتفيد الدوائر أن النظام الوهابي السعودي، هو الذي يرسم سياسة مواجهة المعارضة السلمية في البحرين، وحسب وثائق نشرت مؤخرا، فان الملك الوهابي السعودي هو الذي طلب من الملك البحريني، اتخاذ اجراء سحب الجنسية، لتحقيق هدفين، اثنين، الأول عسكرة الميادين والمعارضة، لتكون مبررا لاعمال القمع ضد أبناء البحرين، والهدف الثاني، هو جر الجمهورية الاسلامية الايرانية الى ميدان مواجهة مع واشنطن وحلفائها وفي مقدمتهم المملكة الوهابية السعودية، التي تنسق سياساتها ومواقفها في كل الميادين مع اسرائيل.
وتشير الدوائر هنا، الى أن القيادة الايرانية، تتسم بالصبر والحكمة والانضباط، وبالتالي، لن تسمح لال سعود وآل خليفة سحبها الى مواجهة، خاصة في ظل التطورات الخطيرة المتسارعة التي تشهدها ساحات المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.