الوزير محمد فنيش : نتمنى أن يعي البعض صعوبة الأوضاع ويفكر في مصلحة البلد

mohamad fniesh

 

زار وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش اللقاء السنوي للتسوق الذي يقام في مدينة صور.

واعتبر فنيش “أن هذا المعرض يعكس إرادة البقاء ومواجهة التحديات”، مؤكدا “أننا لن نسمح بسقوط الوطن في متاهات الإنقسامات أو آتون العصبيات أو دائرة أصحاب المصالح الذين لا يريدون الخير لهذا الوطن”، لافتا “إلى أن هذه الإرادة تلقي على المهتمين بالشأن العام مسؤولية كبيرة بأن يفكروا في كيفية ملاقاة إرادة المواطنين للمساعدة في عدم إنزلاق البلد نحو مشاكل أكبر”، ومشيرا “إلى أن الأوضاع في المنطقة ونتيجة للنوايا العدوانية الأمريكية والإسرائيلية تعكس بنفسها على لبنان في حين أن هناك إتجاهات وتيارات تحاول أن تستغل هذه الطروف لتجعل من لبنان ساحة لتحقيق غاياتها وأهدافها”.

وشدد فنيش “على أن مسؤولية القوى السياسية والحريصين على مصالح الوطن والشأن العام هي أن يبحثوا عن كيفية تجنيب لبنان هذه المخاطر وأن نبحث عن المشترك والتواصل وكيفية استمرار الحوار، فصحيح أننا نختلف بمسائل كثيرة ولكن لا ينبغي أن نسمح لهذا الخلاف أن يكون سببا للاضرار بمصالح اللبنانيين أو بتهديد مصير الوطن ومستقبله”.

من جهة ثانية، شارك فنيش في إحتفال تكريم رئيس بلدية عيترون السابق سليم مراد في مجمع الإمام الهادي، في حضور عضو المجلس السياسي في “حزب الله” الدكتور أحمد ملي وفعاليات.

واعتبر “أن الوضع السياسي على مستوى المنطقة يشعرنا جميعا في خطورة ما تسعى إليه الإدارة الأميركية من إقدام على عدوان بات واضحا أنه ليس ضربة وان ما يتم تداوله من إستخدام السلاح الكيميائي هو جزء من الإختلاقات و الذرائع التي إعتدنا عليها من السياسة الأميركية بهدف تحقيق مقصد سياسي”.

واشار “إلى أنهم سعوا جاهدين لأكثر من سنتين لأن يسقطوا النظام في سوريا و لم يكن همهم لا مصلحة شعبها “، معتبرا “أنهم لو أرادوا ذلك لكان لسوريا فرصة ذهبية و تاريخية أن تشهد تطورا جذريا في نظامها السياسي وأن تحافظ في نفس الوقت على سلامة أراضيها وأمنها ومرافقها وإستقرارها وموقعها في معادلة الصراع في المنطقة”، لافتا “إلى أنهم لا يريدون لسوريا الخير لذلك كانوا منذ البداية يتربصون شرا بها و يستغلون ما حصل فيها من أجل إسقاطها”.

وقال :”لقد أرادوا إلغاء سوريا من موقعها كجزء من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي والنفوذ الأميركي وداعمي المشروع الصهيوني، وإن هذه حقيقة باتت واضحة و جلية بعد سنتين و نصف تقريبا من التخريب في سوريا من دعم الجماعات التكفيرية ومن التعدي على سيادتها من إستخدام الإعلام والمال والقتل والعصابيات المذهبية”،

واشار “إلى أنهم بعد ما يئسوا من فشل هذه الأساليب و الوسائل أطلت الإدارة الأمريكية بشكل مباشر مما يؤكد أن الصراع في حقيقته ليس كما كانوا يزعمون و يختلقون من أسباب و شعارات بل في حقيقته كيف تخدم مسألة سوريا أمن الكيان الصهيوني وكيف تتمكن الإدارة الأميركية من توظيف الأحداث في منطقتنا من أجل تحقيق ما عجزت عنه أثناء غزوها للعراق ولأفغانستان وما فشلت به في حرب تموز من العام 2006”.

واعتبر “أن الأميركيين لا يتعلمون من دروس التاريخ ومن تجاربهم، وان هذا العدوان سيكون مصيره الفشل كما كان مصير الحروب والإعتداءات السابقة، وتجربة العراق وأفغانستان ولبنان ليست ببعيدة لأنهم يواجهون إرادة قوية و قوة ليست غافلة عن طبيعة المشروع الأميركي”.

وعن الوضع الداخلي تمنى “ألا يراهن البعض على أحداث سوريا لتنفيذ أوهام بإعادة الإمساك بالسلطة والإستئثار بها في لبنان، وأن البعض لا تزال أوهامه العودة مجددا للامساك بناصية السلطة وتهميش الآخرين وإن قبل بمشاركة فلن تكون هذه سوى مشاركة هزيلة شكلية”.

واشار “إلى أن البعض يضع هذا الشرط ثم شرطا آخر ثم يتخلى عنه ليقدم نفسه بإيجابية و يقول اننا قبلنا بمشاركة حزب الله في الحكومة”، متسائلا :”من أنت لكي تفرض شروطك وتقبل أو لا تقبل، من أعطاك هذا الحق”، مشيرا “إلى أنه هناك في لبنان معادلة شراكة وطبيعة النظام و التمثيل السياسي لا تسمح لأحد أن يتجاوز الممثلين الحقيقيين سواء كان المعيار سياسي أو طائفي او مذهبي أو مناطقي، وبالتالي لا يمكن لحكومة تلبي شروط نظامنا السياسي إلا أن تأخذ بالإعتبار طبيعة هذا التمثيل”، لافتا “إلى أن جماعة 14 آذار ومن يقف ورائهم من قوة إقليمية أو دولية لا يستطيعون أن يتجاوزوا المعادلة السياسية القائمة”.

وقال :”إن هذا البلد لا يحكم إلا بالشراكة، وأن البعض الذين يقدمون إغراءات بقبول تمثيلنا بالحكومة مقابل أن نتخلى عن قوة المقاومة و أن نقبل بمشاركة هزيلة شكلية ليست بمشاركة حقيقة بحيث نكون شهود زور كما اعتادوا أن يستخدوا شهود الزور لا يمكن القبول به”، آملا “أن نتجاوز هذه الشروط و العقبات من الفريق الآخر ويتحلى بالواقعية ويستفيد أيضا من تجاربه، لكنهم لايزالون يعرقلون تشكيل الحكومة ويعطلون المجلس النيابي، وأن هذا الأمر له إنعكاسات سلبية على الإقتصاد ومعيشة الناس ومصالحهم وإستقرار وأمن البلد لا سيما في هذه الظروف الحساسة التي تستغل فيها بعض القوة التخريبية التكفيرية الإرهابية الظروف لتمارس دورها التخريبي كما يحصل في سوريا أو في العراق أو في العديد من دول المنطقة مستفيدة من الأجواء التي يولدها البعض بتوسله للعصبية المذهبية مستفيدة من تأزيم الوضع السياسي”.

ورأى فنيش “أن لبنان في هذه الأزمة بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية”، متمنيا “أن يعي البعض صعوبة الأوضاع ويفكر في مصلحة البلد ونضع الخلافات جانبا”، ومشيرا “إلى أن هناك خلافات أساسية بيننا وبين العديد من المكونات السياسية دون الخوض في التفاصيل لكنها لا ينبغي أن تمنع إتفاقنا على الحد الأدنى منها وهي عدم تعطيل المؤسسات والإتفاق على تشكيل حكومة وإدارة شؤون البلد وأن من يريد إتباع المنهج الواقعي العقلاني و يفكر بمصلحة البلد يتبع هذه الطريقة ويسلك هذا الطريق و يعتمد على هذا المنهج. أما الذي لا يريد إلا الإستئثار بالسلطة ليس من أجل معالجة مشاكل الوطن ولا من أجل مصالح اللبنانيين بل من أجل حساباته ورهاناته الخاصة أو تورطته في علاقته و تبعياته السياسية هو المسؤول عن ما يصيب وأصاب البلد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.