الوساطة الايرانية مع أنقرة مستمرة حول سوريا

موقع العهد الإخباري-

محمد عيد:

خلال استقباله الاسبوع الحالي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وضع الرئيس السوري بشار الأسد ما بدا أنها شروط دمشق للانفتاح على أنقرة التي تمارس إيران دور الوساطة فيها. وإذ رحب الرئيس الأسد بانضمام الجانب الإيراني إلى الاجتماعات المعنية في بناء الحوار بين دمشق وأنقرة، أكد وجوب أن يكون هناك تحضير جيد لها يستند إلى أجندة وعناوين ومخرجات محددة وواضحة فيما جدد عبد اللهيان حرص إيران على ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم وحدة وسلامة الأراضي السورية.

انخراط إيراني فعال في الوساطة

المحلل السياسي الدكتور أسامة دنورة يؤكد أنه ومن حيث التوقيت فزيارة عبد اللهيان الى دمشق (وبعد زيارته لأنقرة) تحمل مؤشراً واضح المعالم على الانخراط الايراني الفعال في جهود الوساطة بين تركيا وسوريا، كما أن الاعلان عن عقد اجتماع رباعي يشترك فيه الايرانيون والروس الى جانب السوريين والاتراك يشير بوضوح الى ان الجهود الروسية والايرانية وجدت طريقها الى التنسيق والتكامل، وأن الحديث عن احتمالات وجود تباين في الاولويات ما بين الروسي والايراني قد تم تجاوزه، على الاقل فيما يتعلق بترتيب الوساطة مع تركيا وحيثياتها المعقدة.

وفي حديث خاص بموقع “العهد” الاخباري أشار دنورة إلى أنه من الممكن القول إن الظروف الدولية والاقليمية ساعدت باتجاه زيادة التشبيك الايراني – الروسي من جهة، والايراني- التركي من جهة أخرى. فعلى خط موسكو – طهران، لعبت سياسات العقوبات والعزل الغربية، والتي باتت تستهدف البلدين على حد سواء، دوراً مؤكداً في تعبيد الطريق أمام تعزيز العلاقات الثنائية، كما أن المجال الحيوي للبلدين يتقاطع في القوقاز ووسط آسيا، فضلاً عن تقاطعه في سوريا، واذا ما أضفنا الى المشهد المؤشرات التي تتحدث عن تطوير التعاون العسكري بين البلدين، فسنصل الى نتيجة مفادها أن العلاقات الايرانية – الروسية تعيش واحداً من أفضل أطوارها.
وأضاف دنورة أنه على خط طهران – انقرة، هناك العديد من المشتركات على المستوى الجيوبوليتيكي والسياسي، كالوضع في سوريا والعراق، ومسألة ناغورنو كرباخ وسواها، فضلاً عن ملف مكافحة الارهاب ايضاً، مشيراً إلى أن التصريحات الايرانية المتعلقة بأن “أمن تركيا من أمن ايران”، وأن هناك تعاوناً في مكافحة الارهاب، لم تكن اكثر حقيقيةً من اليوم، فاستخدام ورقة الارهاب المُشغَّل على أساس عرقي يبدو اليوم هماً مشتركاً لدى كلا البلدين، لا سيما بعد ان لعبت تنظيمات انفصالية، كالكوملا والبيجاك، دور رأس حربة في استهداف الامن الداخلي لايران.

وشدد دنورة على فكرة أنه على المستوى الانساني، قدمت طهران المساعدة الفعالة لأنقرة ودمشق بعد كارثة الزلزال، وزيارة عبد اللهيان الى اللاذقية تشير بوضوح الى أن رسائل الاهتمام الايرانية موجهة باتجاه الشعب والرأي العام السوريين، وليس باتجاه الحكومة السورية فحسب، وفضلاً عن مساعيها الكبيرة والمؤكدة في الاغاثة، يهم طهران أن لا تترك ساحة العمل الانساني بعيدة عن اهتمامها السياسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.