باكستان: السعودية تفرض وجودها.. عسكرياً وإعلامياً

pakistani-saudi-army

موقع إنباء الإخباري ـ
هادي عون*

تناقلت بعض وسائل الإعلام العربية خبراً عن موقع “فرهنك نيوز” الإيراني، بحسب ما أفادت هذه الوسائل الإعلامية ، يفيد أنه تم تشكيل فرع جديد لحزب الله، لكن هذه المرة في باكستان!!
وقد كان واضحاً في هذا الخبر أنه أكبر من كونه مجرد خبر عابر للوسائل الإعلامية، حيث أنه سرعان ما يترك في ذهن القارىء العديد من إشارات الإستفهام والتعجب.
وفي الحقيقة، إن هذه الإشارات أثارت في نفسي الأمارة شهوة الكتابة.
فهل الخبر صحيح؟؟
لماذا الآن؟؟
حزب الله في باكستان!!
ماذا يوجد في باكستان؟
هل لباكستان دور في إستراتيجية المملكة السعودية في المنطقة ونحن غافلون عنه ؟
الخبر، مطلق خبر، بحسب القاعدة المنطقية، يحتمل الصدق والكذب، وفي الخبر المتقدم لم نسمع نفياً من حزب الله أو اي قرينة تدل على عدم صحته .
بالتالي، فالمسألة متروكة للنقاش والتحليل، إلى أن يثبت بالدليل القطعي شيء ما حول الموضوع .
لا بد أن نشير أن هذا الخبر تزامن مع زيارة رئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف إلى طهران، ومع إعلان السفير السعودي السابق في لبنان علي العسيري سفيراً للملك عبدالله بن عبد العزيز في باكستان مع  ” صلاحيات واسعة “.
كُتب في الصحف الكثير عن إنتهاء مهمة العسيري في لبنان، وعن كونه مقربّاً من جلالة الملك عبدالله وعن دوره في جمع وتنظيم التيارات السلفية ومن ثم إرسالهم إلى سوريا، وعن كونه متخصصاً بالتعامل مع السلفيين وأنه ذو خلفية مخابراتية عريضة، لكن لم يتطرق أحد لسؤال: لماذا العسيري الآن في باكستان؟
لكل قصة تتمة، وتتمة إنتهاء قصة العسيري في لبنان بداية لقصته في باكستان، ولفهم تلك النهاية لا بد من فهم هذه البداية .
هكذا السياسة، لوحة فسيفساء معقدة في جمالها، وجميلة في تعقيدها.
شهدت باكستان زيارات مكوكية بين شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الفائتين، كما شهد حركة أعادتنا بالذاكرة كباكستانيين للثمانينات من القرن الماضي، عندما تولت السعودية تجنيد السلفيين حول العالم وتجهيزهم للقتال في أفغانستان ضد الجيش السوفياتي، وكل ذلك إنطلاقاً من باكستان، تحت ذريعة ما سُميَّ حينها “بجهاد أفغانستان”  .
فخلال  شهر واحد  يزورنا ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز(16 شباط/ فبراير)، ووزير الخارجية سعود الفيصل(6 كانون الثاني/ يناير)، ونائب وزير الدفاع سلمان بن سلطان (21 كانون الثاني/ يناير) .
ثم تلا ذلك زيارة العاهل البحريني حمد بن عيسى  لباكستان في( 18 آذار/ مارس ) ، فزيارة رئيس البرلمان البحريني خليفة الظهراني إلى باكستان في الأسبوع الفائت .
علماً أنه طوال خمس سنوات إبان حكومة آصف زرداري لم يزرنا مسؤول سعودي واحد، فما المتغير الذي دفع بهم في هذا الاتجاه؟
لوحتنا بدأت تتعقد أكثر فأكثر، من جهة خبر تشكيل حزب الله باكستان، ومن جهة ثانية الزيارات غير المألوفة وتعيين السفير ذي الصلاحيات الواسعة للمهمات غير المألوفة.
لعل في حضور قائد الجيش الباكستاني رحيل شرف المناورات السعودية (سيف عبد الله) التي أختتمت في الآخر من نيسان/ أبريل الماضي، وتصريح رحيل شريف بأن” باكستان مستعدة للتدخل للدفاع عن سعودية ” بداية فكفكة وحلحلة لغموض تراكم الأحداث هذا.
طبعاً لا بدّ من ملاحظة أن باكستان تكفلت بدعم ما سُمي بجيش الإسلام في سوريا تدريباً وتسليحاً مقابل مبالغ طائلة .
خلاصته، باكستان اليوم غير باكستان زرداري أوباكستان برويز مشرف الذي خاض مع الإرهاب حرباً جعلته على رأس لائحة المطلوبين لدى طالبان، وكلنا يذكر قضية المسجد الأحمر .
باكستان اليوم متماهية مع السعودية ومشروعها تماهي اللفظ مع المعنى، وعما قريب ستحضر الساحة الباكستانية في يومياتنا أكثر فأكثر، حيث أن المعركة الآن ليست مع الإتحاد السوفياتي بل مع الجماعات السلفية التكفيرية وفي سوريا والمنطقة .
لذلك نرى العسيري قد حل ضيفاً ثقيلاً علينا كباكستانيين، فأحد أهم مهامه استعادة تجربة بلاده في ثمانينات القرن الماضي، عندما تولت تجنيد السلفيين حول العالم وتجهيزهم للقتال في أفغانستان ضد الجيش السوفياتي، لكن هذه المرة تجنيدهم وإرسالهم إلى سوريا.

*كاتب باكستاني

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.