بايدن وديسانتس إستراتيجيتان مختلفتان لمواجهة ترامب

صحيفة الوطن السورية-

دينا دخل الله:

مع اقتراب دخول أميركا في السنة الانتخابية يتجه اهتمام المحللين والإعلاميين الأميركيين وغير الأميركيين إلى المرشحين المحتملين والتكهن بمن قد يكون ساكن البيت الأبيض المقبل، ويأتي هذا الاهتمام العالمي الكبير بساكن البيت الأبيض لأنه يؤثر في مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية والمحلية على حد سواء.

وبما أن الولايات المتحدة قوة عالمية فانتخاب رئيسها هو حدث عالمي وليس محلياً فقط، من هذا المنطلق يحق لنا كشعوب العالم أن نتعرف على من هم المرشحون المحتملون للرئاسة الأميركية.

كتبت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية مؤخراً مقالاً تتساءل فيه ما الذي يجمع بين المرشح الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن والمرشح الجمهوري المحتمل حاكم فلوريدا رون ديسانتس؟

تقول المقالة إنه «على الرغم من اختلاف الرجلين في طريقة إدارة البلاد إلا أنهما يشتركان في رغبة واحدة هي التغلب على الرئيس السابق دونالد ترامب».

يراهن جو بايدن في حملته الانتخابية على قدرته في التقليل من التأثير السلبي للمعركة الثقافية الدائرة حالياً على بعض الناخبين من خلال تسليط الضوء على إنجازاته في فترة حكمه، والتذكير بأنه استطاع أن يثبت الفكرة الرئيسية لحملته عام ٢٠٢٠ والتي تقول إن الحكومة الفيدرالية قادرة على تقديم ما يلزم لجميع الأميركيين.

لعل مواطن القوة في حملة بايدن تعتمد على إنجازين مهمين هما:

أولاً، التوصل إلى الاتفاق بين الحزبين حول رفع سقف الدين الأميركي الذي أصبح قانوناً بعد أن وقع عليه الرئيس بايدن السبت الماضي، ويقول مساعدو بايدن في البيت الأبيض إن «هذا القانون سيساعد جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة لأن الناس سيشعرون بآثاره ما قد يدفعهم إلى التصويت للديمقراطيين في الكونغرس والرئاسة»، ويقول مسؤول في البيت الابيض: «لا أعرف إذا ما كان الأشخاص البيض الغاضبون في أوهايو وميشيغان وويسكونسن سيكونون أقل غضباً إذا وفرنا لهم ١٢٠ ألف وظيفة إضافية، لكننا سنجري التجربة».

ثانياً، يرى مستشارو بايدن أن «قضية حقوق الإجهاض هي قضية قوية في الانتخابات المقبلة لأن الناخبين أثبتوا أن الحقوق الثقافية والمدنية قد تؤثر في ولائهم السياسي أكثر من ظروفهم الاقتصادية».

أما المرشح الجمهوري المحتمل رون ديسانتس فهو يراهن على قدرته على إقناع ناخبي ترامب بعدم التصويت له دون إبعادهم عن الحزب، فهو يقول إن «من يرد الحديث عن التغلب على ترامب فعليه التغلب عليه بالمطلق»، وعلى الرغم من أن حاكم فلوريدا تحدث أمام جمهور من الناخبين الجمهوريين أن البلد بحاجة إلى رئيس محافظ ليحكم دورتين متتاليتين وشدّد في الإعلام أن «دونالد ترامب أصبح يسارياً وهو لم يعد الرئيس الذي انتخبناه عام ٢٠١٦»، فهل هذا النوع من الخطاب سيساعد ديسانتس في التغلب على ترامب، وبالتالي إزاحته نهائياً عن الرئاسة الأميركية؟

إستراتيجيتان مختلفتان من رجلين ينتميان لحزبين متنافسين، إلا أن هدفهما واحد وهو الإطاحة بالرئيس السابق دونالد ترامب، فهل سينجحان في ذلك؟ أم إن دونالد ترامب سيفاجئ الجميع ويعود إلى واشنطن مرة أخرى؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.