برّي لـ”الجمهورية”: حكومة “9-9-6″ أو الحوار

 

على وقع هذه التطوّرات الإقليمية والدولية، تجدّد البحث في تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، على رغم استمرار ارتفاع منسوب التشاؤم في هذا الصدد.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه برّي في تصريح لصحيفة “الجمهورية” إنّه “في ظلّ الوضع السائد لم يعُد هناك من خيار سوى تأليف حكومة 9+9+6 أو العودة الى طاولة الحوار”. وأضاف: “أعرف أنّ فخامة رئيس الجمهورية يؤيّد هذا الحكومة (9+9+6)، والبعض في “المستقبل” يؤيّدونها، ولكنّهم يتشاورون.

وأعرف أنّ الرئيس المكلف تمّام سلام ليس ضدّها ولكنّه ينتظر ان تصدر الموافقة عليها عن غيره. وكذلك الاستاذ وليد جنبلاط يؤيّد هذه الحكومة، مع العلم أنّه المتضرّر الاوّل منها، فهو في موقعه الآن يشكّل “بيضة القبّان” ولكنّه قبِل بها لاقتناعه بوجوب ان تكون للبلاد حكومة.

وهو يدرك أنّه بموجب هذه التشكيلة الوزارية فإنّ انضمامه الى فريق 8 أو 14 آذار لا يغيّر في المعادلة الحكومية لمصلحة أيّ من الفريقين، ففي هذه الحكومة يحصل فريق 14 آذار على الثلث المعطّل مضافاً إليه رئيس الحكومة ووزيرا رئيسِ الجمهورية، بحيث يصبح لديه الاكثرية زائداً واحداً، وليس في حاجة الى انضمام وزيري جنبلاط إليه، علماً أنّ هذا الفريق هو الآن أشبه بمارد لا يملك شيئاً.

وفي المقابل فإنّ فريق 8 آذار الذي سيحصل على 9 وزراء، أي الثلث المعطل ايضاً، وانضمام وزيري جنبلاط اليه لن يُكسبه الاكثرية الوزارية، أي النصف زائداً واحداً كفريق 14 آذار.

واستعاد برّي كلاماً سابقاً له، متسائلاً: “لماذا لا يقبلون بحكومة 9+9+6، فهم الرابحون فيها، إذ لديهم الثلث المعطل والنصف زائداً واحداً ورئيس الحكومة الذي هو أهم من أيّ ثلث معطّل، لأنّ بموقفه تستمرّ الحكومة أو تستقيل حسبما يشاء”.

وشدّد برّي على وجوب إجراء “مداورة شاملة وعادلة في توزيع الحقائب الوزارية من دون أيّ استثناء في الحكومة الجديدة، بحيث يعطى كلّ فريق يتولّى وزارات اساسية في الحكومة الحاليّة وزارات مماثلة بديلة، لا أن يعطى من يتولّى وزارة الداخلية الآن وزارة البيئة مثلًا، وإنّما يعطى وزارة تكون في وزن وزارة الداخلية وحجمها وأهمّيتها، ولكن في أيّ حال فإنّ هذه المسألة تُبحث لاحقاً بعد تأليف حكومة 9+9+6.

وأشار برّي الى انّ حكومة 9+ 9 + 6 ينبغي أن تكون حكومة سياسية وليس حكومة حيادية أو غير سياسية، كما يقترح فريق 14 آذار. وذكّر برّي بواقعة حصلت عام 2007 حيث اقترح تأليف حكومة حيادية فعارضها الرئيس فؤاد السنيورة بشدّة سائلاً: هل هناك من حياديّ بعد في هذه الدنيا؟

واستغرب برّي في هذا الصدد طرح المستقبل وحلفائه الحكومة الحيادية التي رفضوها يومذاك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.