بعد إعلانها عن هدنة من جانب واحد وتقدمها ميدانياً… الناطق باسم الـ ” ي ب ك”: لسنا الـ ” ب ك ك” ولن نسمح بقيام “الإمارة” الإسلامية

يـ بـ كـ

 

وكالة أنباء آسيا:

في السادس عشر من تموز المنصرم، وأثناء قيام مجموعة من كتائب وحدات حماية الشعب الكوردية، بدورية اعتيادية، قرب حي المحيطة في مدينة سريه كانيه (رأس العين)، تعرضت المجموعة المكونة من أربعة مقاتلين وثلاث مقاتلات، لهجوم ومحاولة اختطاف من قبل إحدى الكتائب التابعة لجبهة النصرة الإسلامية عند حي المحطة، فصد مقاتلو الوحدات الهجوم، وكبدوا الكتيبة الإسلامية خسائر فادحة، لتشتعل بعدها مواجهات عنيفة بين الجانبين، تم على إثرها “تحرير” المدينة الحدودية بشكل كامل من مقاتلي “النصرة” ودولة الإسلام في العراق والشام، من قبل المقاتلين الكورد.

مقاتلو وحدات الحماية المذكورين، تمكنوا من صد اعتداءات عناصر “النصرة” في ذاك اليوم، ولكن أبناء سريه كانيه من الكورد والمكونات السورية الأخرى، عانوا خلال أربعة شهور من بطش الكتائب الإسلامية، التي ضيقت على كل جانب من حياتهم، فبعد تعاون مقاتلي الجيش الحر ووحدات الحماية الشعبية في السيطرة على المدينة التي تشكل مدخلاً حدودياً أساسياً مع تركيا، اتفق الجانبان، في شباط، على تسليم الجيش الحر أمن سريه كانيه، وتشكيل لجنة مشتركة من الأهالي لإدارة أمور البوابة الحدودية، لكن مقاتلي “الحر” سلموا أمرهم للإسلاميين، وبدأت منذ ذاك الوقت، رحلة المعاناة مع ما يسمى بلجنة “أمن المسلمين”، تكاثرت الانتهاكات، وتصاعد البطش تحت عنوان “الثورة”، فكانت حادثة “المحطة” الشرارة الأخيرة للانفجار، الذي مهدت تصرفات الإسلاميين له.

“مآذن الجوامع المسيطر عليها من قبل الإسلاميين، حرضت على الكورد، ونادت لسبي نسائهم، واغتنام منازلهم، وكفرتهم”، يؤكد أحد المواطنين الكورد من مدينة تل ابيض، الذي احتجز أيام عند جبهة النصرة.
الإسلاميون يردون عبر المجازر!

لا تزال المواجهات الدامية مستمرة منذ ذلك التاريخ، المعطيات الميدانية، تؤشر بتقدم وحدات حماية الشعب الـ” ي ب ك”، في العديد من المناطق قرب سريه كانيه (رأس العين) وصولاً إلى قرى محيطة بتل أبيض ومناطق أخرى، لكن ذلك يقابل بارتفاع في وتيرة الانتهاكات والمجازر الجماعية، والارتكابات التي تنافي حتى “أخلاق الحرب” بحق المدنيين الكورد، من قبل مقاتلي تنظيمي دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة، بمكشاركة وتغطية إعلامية لافتة من قبل كتائب في الجيش الحر تابعة لهيئة الأركان، التي اتهم قائدها اللواء سليم إدريس من أيام، دولة الإسلام بالعمالة للنظام السورية، إلا أن الألوية الأساسية في المنطقة الشرقية التابعة لهيئة الأركان، تشارك بشكل فعال ومكشوف، في الهجوم على المناطق الكوردية.

تحقيق دولي

استمرت الاشتباكات طيلة الاربع والعشرين الساعة الماضية على مختلف الجبهات بين وحدات حماية الشعب وجبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام وكتائب الجيش الحر.

مجزرة مروعة راح ضحيتها حوالي ٤٥٠ مواطناً كوردياً، حصلت في بلدتي تل عرن وتل حاصل في ريف حلب، ولا زالت عمليات الانتقام مستمرة بحق الأكراد، وخصوصاً في تل أبيض، فيما يحتجز مقاتلو “دولة الإسلام” مئات الرهائن الأكراد في المدينة، ويقومون بتفجير منازلهم، ونهبها، الأمر الذي استدى تحركاً اليوم، من قبل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي أكدت الناطقة باسمه سيسل باولي في تصريح صحافي، أن فريقاً تابعاً للمكتب يتحقق من التقارير الواردة من الشمال السوري “غرب كردستان” التي تتحدث عن وقوع اعدامات جماعية نفذتها المجموعات المسلحة التابعة لدولة الاسلام بحق المئات من المدنيين الكرد، حيث تصنف هذه الارتكابات في خانة جرائم الحرب، مشددة على ضرورة تقديم مرتكبيها للعدالة.

تطورات ميدانية

منذ الصباح الباكر، اليوم الخميس، قام مسلحو دولة الاسلام في العراق والشام وجبهة النصرة بحرق منازل المواطنين السوريين غير الكورد، في قرية اليوسفية جنوب مدينة كركي لكي بعد اقتحامها بالدبابات، انتقاماً لخساراتهم في مناطق مجاورة، إضافة إلى استمرار الاشتباكات بين الجانبين عند قرية كرهوك التابعة لكركي لكي.

يتزامن ذلك مع اشتداد المعارك في منطقة كوباني، التي تكبد فيها الإسلاميون خلال اليوميين الماضيين خسائر فادحة.

تتركز هذه الاشتباكات في الريف الغربي لكوباني، أي عند محور قرية قنايا وإيلجاغي، حيث تقوم وحدات حماية الشعب بالتصدي لعناصر “النصرة” و”دولة الإسلام” الذين يحاولون اقتحام هذه القرى منذ أيام، بالتوازي مع استمرار الاشتباكات عند جبهة صرين جنوب كوباني.

وكان مقاتلو الـ ” ي ب ك” قد قاموا ظهر اليوم، بـ”تحرير” قرية قوردينا الواقعة ٣٠ غرب كوباني والمجاورة لقرية القناية، من المجموعات المسلحة التابعة لدولة الاسلام في العراق والشام وجبهة النصرة.

أما في ريف مدينة تل أبيض، فقد تمكن مقاتلو الوحدات من استعادة السيطرة على قرية سوسكي غرباً، ليقع عشرات من المقاتلين الإسلاميين في الأسر عند وحدات حماية الشعب، إضافة إلى قتل العشرات الآخرين أثناء المواجهات، في ظل تقدم القوات الكوردية ميدانياً وتوسع رقعة المعارك يوماً بعد اليوم.

الهدنة.. هدية العيد

وبينما توقع العديد من المحللون، استثمار القوات الكوردية لمكاسبها الميدانية بشكل سياسي وعسكري، أعلنت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب وبمناسبة عيد الفطر، عن بدء هدنة تمتد لمدة ثلاثة أيام ابتداء من أول أيام عيد الفطر ومن جانب واحد، حيث أكدت القيادة العامة بأنها ستلتزم خلالها بإيقاف كل الهجمات من جانب وحداتهم على القوات الأخرى والتزامها لمواقعها شريطة عدم تعرضها لأي هجوم من الطرف الآخر.

وجاء في بيان القيادة العامة للـ “ي ب ك” والذي وصل وكالة أنباء آسيا نسخة عنه: “يعيش شعبنا الكردي في مرحلة عصيبة مع دخولنا أيام عيد الفطر المبارك، حيث تتزايد الهجمات الشرسة من القوى الظلامية العنصرية والكتائب التي تتستر بالإسلام ومجموعات المرتزقة دون رادع من ضمير أو أخلاق، و وصلت في وحشيتها إلى حد ارتكاب المجازر بحق المدنيين الآمنين في وضح النهار وسط صمت دولي وإقليمي وسوري مقيت ومريب، ولازالت وحداتنا ومنذ اليوم الأول للاشتباكات تتصدى بحزم وبطولة وتضحية لهذه المجاميع العبثية وتوقع في صفوفها الخسائر الكبيرة وتردها على أعقابها خائبة ذليلة”.

يتابع البيان: “استمرت الهجمات العنصرية على وحداتنا وشعبنا الآمن طيلة شهر كامل رغم إعلاننا لوقف الهجمات من جانب واحد فيما إذا لم تتعرض وحداتنا وشعبنا ومناطقنا لأية هجمات عنصرية احتراما لهذا الشهر الفضيل، ظنا من تلك القوى أنها قد تتمكن من اقتناص نصر أو إحراز تقدم في ساحة المعركة، لكن النتيجة باتت معروفة للقاصي والداني، وأكدت وحداتنا إنها بالمرصاد لكل من تسول له نفسه بالعبث بأمن شعبنا وجماهيرنا وأنها جاهزة دائما للرد بحزم”.

ما وراء “الاستفاقة”

توقيت الهجوم على الكورد ومبرراته التي أطلقها الإسلاميون وحلفائهم، فور سيطرة وحدات حماية الشعب على مدينة سريه كانييه (رأس العين) في تموز المنصرم، لم تبدو عفوية أو “ابنة ساعتها”, كل شيء كان جاهز، تهمة التحضير “للتقسيم أو الإنفصال”، التكفير، و”العمالة للنظام”! طيلة عامين من قيام الكورد بالانخراط بالثورة السورية بكل الأشكال، وخلال خمسين عاماً، وأكثر من معارضتهم للنظام، لم يستفق الإسلاميون وحلفائهم إلى هذه التهم، إلا بعد السابع عشر من تموز؟ فما الذي يتوارى خلف هذه “الاستفاقة” الفجائية!

وكالة أنباء آسيا تحدثت مع الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الـ “ي ب ك” ريدور خليل، الذي أكد “أن لدى وحدات الحماية معطيات تؤكد أن الهجوم على الكورد كان مخططاً ومدروساً، ولكنه دخل حيز التنفيذ بعد تمكن الإسلاميين من بسط نفوذهم في أكثر من منطقة، وتحضيرهم لإعلان الإمارة الإسلامية شمالاً، والتي يرفضها الأكراد جملة وتفصيلا”.

ويضيف الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب: “وقوع المناطق الكوردية على الحدود مع تركيا، يجعل منها هدفاً أساسياً لمسلحي جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق والشام، فإلى جانب أهميتها في تمرير السلاح والمقاتلين لهم، بتغطية تركية، فلهذه المعابر أهمية اقتصادية خاصة، كونها معابر تجارية، ومناطق بترولية في الوقت ذاته. مقاتلو “الحر” يعرفون ذلك، ولدينا وثائق عديدة تثبت تورط قادة كتائب في “الحر” ببيع قوت السوريين بذريعة شراء الأسلحة، سنقدم بعضاً منها لوكالة أنباء آسيا ليتم الإطلاع عليها من قبل الرأي العام السوري، حصل عليها مقاتلونا بعد سيطرتهم على مقر جبهة النصرة في سريه كانييه، مؤخراً، هناك وثائق أخرى سنعرضها في الوقت المناسب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.