بكركي لـ"حزب الله": هل ما زلتم تدعمون عون؟

150310074519439.jpg

موقع لبنان 24 الإخباري ـ
كلير شكر:

لم يجد “حزب الله” صعوبة تُذكر حين قرر تمتين جسور التواصل مع بكركي، بعدما صار بشارة الراعي سيدها، على عكس المعاناة التي كان يواجهها مع سلفه، نصر الله صفير.

مع الأخير، كان البحث عن مساحة مشتركة للركون إليها على طريق تهدئة خطاب بكركي، أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. فصفير استظل القرار 1559 وأطلق حملة إخراج سوريا من لبنان، ومن ثمّ صوّب بندقية منبره الأسبوعي نحو سلاح الضاحية الجنوبية… ولم يكلّ حتى أسلم الراية.

ومع ذلك، كان في إمكان “حزب الله” تجاوز كل هذه المطبات لسلوك طريق بكركي والجلوس في الصالون الأرجواني لحوار سيد الصرح. فعلها أكثر من مرة ،وهو يدرك تمام الإدراك أنّ الرجل أقسى من أن يصار إلى إقناعه بوجهة نظر “حزب الله” أو بموجبات حمل السلاح أو بكل منظومته الفكرية. ولكن الحوار شرّ لا بدّ منه حتى لو بقي كلاماً في كلام.

مع الخلف كانت المهمة أسهل. مذ أن وطأت قدما الراعي في الصرح البطريركي بدا الرجل أكثر ليونة وقابلية للأخذ والرد. استسهل “حزب الله” المهمة للجلوس في حضرة رأس الكنيسة المارونية من دون أن يغشّ نفسه بامكانية ضمّ البطريركية إلى خندق قوى الثامن من آذار أو صفوف المدفعين عنها، لكنّ “تحييدها” وارد. ولهذا فإنّ الحوار مع صاحب الغبطة له مفاعيله على الساحة المسيحية التي لا يمكن تجاوزها.

هكذا كانت زيارة التهنئة التي قام بها وفد “حزب الله” إلى بكركي بعد انتخاب الراعي بطريركاً، أكثر من معبّرة. بعدها أكد النائب محمد رعد على الرغبة “باستمرار التواصل واستئناف الحوار وتنشيطه”، فيما كسر البطريرك الجديد بروتوكول التهنئة في بكركي، مصرّاً على الإختلاء لنحو عشر دقائق مع الآتين من الضاحية على رغم عجقة المهنئين. نقل الوفد إلى الراعي تهاني السيد حسن نصرالله الحارة بانتخابه، وحمّله البطريرك “تحياته” إلى السيّد والقيادة في “حزب الله”، مع دعوة لحضور حفل التنصيب.

لا يعني ذلك أنّ العلاقة ستشهد سمناً وعسلاً، أو بإمكانها أن تنتج “تحالفاً تكاملياً”. فاشتعال الأزمة السورية وانطفاء الأنوار في القصر الجمهوري كانا كفيلين بتأجيج الخطاب البطريركي وبصبّ الزيت على نيران القوى السياسية جميعها، ليحملّها “خطيئة” الشغور التي لا تُغتفر.

لكن مشوار النقاش بين الضاحية وبكركي لم يُقفل. آخر تلك الجلسات كانت منذ نحو أسبوع، حيث اجتمعَت لجنة الحوار الثئائية في الضاحية الجنوبية لبيروت، في حضور النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم وعضو اللجنة الأمير حارث شهاب عن البطريركية المارونية، وعن “حزب الله” عضو مجلسه السياسي الحاج محمود قماطي والحاج مصطفى الحاج علي.

وفق مصادر مطلعة، فإنّ الأجواء إيجابية، من دون أن يعني ذلك أنّ الفريقين وضعا أمامهما خارطة طريق قد تقودهما إلى هدف مشترك. لا بل يمكن وصف ما يحصل بينهما، بالترف الحواري أو الترف الفكري. بمعنى أنّه يتمّ مناقشة كل شي… ولا شيء.

إلا أنّ ما يستوقف المطلعين على هذا الحوار، هو السؤال الثابت على لسان بكركي لوفد “حزب الله” والذي يكون في كل مرة طبق المائدة الحوارية: هل ما زلتم على دعمكم للعماد ميشال عون؟

وكأن هذا الحوار لا يبتغي إلا إسقاط ورقة دعم “حزب الله” عن حليفه البرتقالي، ليبدأ من بعدها البحث الجدي في الخطوات المقبلة…

(“لبنان 24”)

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.