بناء الثقة يحتاج الى حل معضلة العلاقات العسكرية الصينية – الامريكية

china-us-navy

صحيفة الشعب الصينية:
حكم العلاقات الصينية – الامريكية نظرية تقول ان اقصر ضلع فى البرميل تحدد سعته. ويكشف الحادث الاخير بين السفن الحربية الصينية والامريكية في بحر الصين الجنوبي ان فقدان الثقة وغياب التنسيق العسكري اصبح حلقة ضعيفة في تعزيز العلاقات بين بكين وواشنطن.

ففي الخامس من ديسمبرـ اقتحم الطراد الامريكى (كاوبنز)، رغم تحذيرات من مجموعة عمل حاملة طائرات صينية، مياه تدريبات البحرية الصينية ببحر الصين الجنوبي، وكاد ان يصطدم بسفينة حربية صينية كانت بالجوار. وفي الحقيقة، وحتى قبل التدريب البحري، نشرت السلطات البحرية الصينية اشعار الملاحة على موقعها الالكتروني، واصلت السفينة الحربية الامريكية، التي كان ينبغي ان تعلم بما تقوم به السفن الصينية هناك، عمدا مراقبتها لحاملة الطائرات لياونينغ الصينية ما نتج عنه هذه المواجهة. ولاعوام ظل التطور العسكري لبكين يوصف بانه تهديد للاستقرار الاقليمي ، سواء كان ذلك فى عدد كبير من تقارير الكونجرس القائمة على تخمينات او التصريحات التي تثير ضجة للسياسيين الامريكيين المنتقدين للصين.

ومقارنة بآليات التعاون الاقتصادية والتجارية للبلدين المتنوعة، فان منابر الحوار العسكري بينهما، التي ما زالت تقتصر على تبادل الزيارات بين قادة الجيش والتدريبات المشتركة، تميل الى كونها محدودة من حيث نطاقها وقدرتها على تحقيق نتائج ملموسة. والعلاقات العسكرية الهشة هي الجزء الاكثر تأثرا في العلاقة الشاملة بين البلدين، ما سيعيق حتما جهودهما الرامية الى بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى على المدى الطويل. ومن أجل حل هذه المعضلة، ينبغي على البلدين اقامة قنوات فعالة على كافة المستويات لاقامة اتصالات في حينها تتعلق بالتحركات العسكرية الهامة من اجل تجنب التقديرات الخاطئة والمصادمات. وعلى واشنطن ان تفهم ان لبكين الحق في رفع قدراتها الدفاعية الوطنية بما يتمشى مع مطالبها المشروعة لحماية مصالحها الوطنية. وقد أكدت الصين للعالم اكثر من مرة انها ستستخدم قوتها على نحو سلمي ومسؤول. ولذلك، فعلى مثيري الفتن التوقف عن صنع الجلبة بشأن التطور العسكري الصيني الذي هو دفاعي في طبيعته تماما. وفي عالم يعتمد على بعضه البعض، لن تتمكن الصين أو الولايات المتحدة من الوجود بدون الارتباط ببعضهما البعض. وتدرك بكين جيدا الخلل في العلاقة الثنائية، وحان الوقت لبكين وواشنطن لكي يعملا معا على اصلاح اضلاع البرميل القصيرة واقامة علاقات صداقة جديرة بالثقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.