بين يدي القيصر والقائد..عالم ما بعد الأحادية الأميركية

 

موقع العهد الإخباري ـ
بلال عسافتطورت العلاقات الإيرانية الروسية على مدى العقود الماضية وتزايدت في السنوات الأخيرة حتى وصلت الى قاب قوسين أو أدنى من التطابق خاصة في الملفات الساخنة التي تجتاح المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام. الجمهورية الاسلامية الايرانية أثبتت دخولها كلاعبة أساسية على الساحة الاقليمية والدولية من خلال توقيع الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1 ومن خلال تنبهها للإرهاب الذي يجتاح المنطقة والتصدي له. أما روسيا فقد عادت بقوة لإنهاء الأحادية الأمريكية في ادارة العالم التي لم تجلب الا الخراب والدمار إلى كافة ارجاء المعمورة.

المصالح المشتركة كثيرة بين موسكو وطهران إن كان في المجال الاقتصادي، او السياسي أو العسكري، فهي تبدأ بالتعاون النووي ومحاربة الارهاب، ولا تنتهي ببناء نظام عالمي جديد، ظهرت معالمه في القمة الرابعة لمؤتمر شنغهاي الذي يرى البعض فيه انه بديل عن المنظمات الدولية المخطوفة من قبل الولايات المتحدة الامريكية كالجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن والبنك وصندوق النقد الدوليين.

بين يدي القيصر والقائد..عالم ما بعد الأحادية الأميركية

لذلك يرى العديد من الخبراء ان زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ايران ولقاءه الامام السيد علي الخامنئي تأتي لوضع الحجر الاساس لبداية حياكة نظام عالمي جديد يقوم على التعددية، يكون أول عماده موسكو وطهران وإنهاء نظام عالمي اسر العالم لسنين طويلة. وهنا يؤكد الكاتب والباحث الإيراني محمد صادق الحسيني ان لقاء الرئيس الروسي والامام الخامنئي يأتي في سياق التحولات العالمية المتسارعة باتجاه وضع حد للاحادية الامريكية في التحكم بكثير من القضايا العالم منها الاقتصادية والسياسية والاعلامية وذلك لاعادة هيكلية وإصلاح النظام العالمي خاصة الامم المتحدة التي لطالما طالبوا بإصلاحها.

ويشير الحسيني في حديثه لـ “العهد” إلى انهم “سيركزون خلال مناقشتهم على وضع حد لما يسمى تحكم الامريكي في المعادلات الدولية والهيكليات الدولية والعلاقات الدولية والسياسات الدولية”، مضيفاً ان “موضوعا اخر ستتم مناقشته بشكل أساسي الا وهو عصر ما بعد الدولار الامريكي وهذا ليس مبالغا به بقدر ما هو حاجة ماسة الى كل من الاتحاد الروسي والجمهورية الاسلامية الايرانية وحلفائهم في المنطقة والعالم”.

بين يدي القيصر والقائد..عالم ما بعد الأحادية الأميركية

ويضيف أن ايران يهمها ان يأتي عالم ما بعد الدولار لكي يتحرر الاقتصاد العالمي من التحكم الذي تمارسه الولايات المتحدة عبر البنك والصندوق النقد الدوليين وسيكون هناك ايضاً نقاش جدي من خلال احياء فكرة (اوبك الغاز)، مشيراً إلى أن اتحاد الغاز ليس بمفهوم تصدير مادة الغاز وتسويقها بل يتعداه الى سياسات الطاقة العالمية.

ويرى الدكتور محمد صادق الحسيني ان اللقاء سيتطرق الى “الانتهاكات التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية بشكل مباشر او غير مباشر عبر ازلامها التي ضربت من خلالها وحدة الاراضي ودمرت الدول”، مشيراً الى انه “من الممكن ان يشكل هذا الثنائي نظاما عالميا جديدا يعمم على مستوى جميع الدول يكون هدفه حماية الامن الدولي من الارهاب”.

ويوضح الحسيني انهم “سيناقشون كل القضايا التي لها علاقة بالتكامل الاقتصادي والتعاون السياسي والطاقة ومناقشة ما يسمى بإيران ما بعد الاتفاق النووي وكيف يمكن ان يكون وكيف يجب ان تكون بالاضافة الى مناقشة التسليح بشكل واسع لان صفقة الصواريخ اس 300 قد انتهت وسيتم تسليمها الى ايران  في نهاية العام”.

اما في مسألة توقيت الزيارة يقول الحسيني ان “التوقيت له دلالة كبيرة واضحة جداً خاصة فيما يتعلق بالنجاح الكبير الذي حققته العملية العسكرية في سوريا اثر التعاون الروسي السوري الايراني العراقي وحزب الله، وهو من الممكن ان يكون نواة لانشاء حلف جديد قريب من حلف وارسو الذي تفكك في نهاية الحرب الباردة”، مضيفاً ان زيارة الرئيس الروسي تأتي لتتوج اول نجحات عاصفة السوخوي وبالتالي لتؤسس لفصل جديد في الجغرافيا السياسية السورية”.

بين يدي القيصر والقائد..عالم ما بعد الأحادية الأميركية

بين يدي القيصر والقائد..عالم ما بعد الأحادية الأميركية

ويشير الموسوي إلى ان “الامريكي يقرأ هذا اللقاء على انه هجوم استباقي او ردعي او تنظيم حركة ردعية وذلك عبر قيادة تحالف فاعل ضد الارهاب بعد ان فضح ادعاءه في محاربة الارهاب” لافتاً إلى “ان الايرانيين نجحوا في استقطاب الروس الى درجة عالية بالاضافة الى ان الروس نجحوا في الاستغناء رويداً رويداً عن تحالف يجمعهم بالامريكي ضد الارهاب الذي يناور ويكذب في محاربته وهذا يجعل الروسي يذهب الى ايران واثق الخطى مراهناً على طهران وحلفاء طهران”.

هذا ويوافق المحلل الاستراتيجي الروسي تسنو تسينونوف على ما قاله الحسيني، مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات بين روسيا وإيران في كافة المجالات العسكرية والاقتصادية ولتوقيع اتفاقيات جديدة ولتوسيع المحطة الذرية لتوليد الطاقة الكهربائية بالاضافة الى المجهودات الهادفة الى التسوية السياسية للازمة السورية”، مشيراً “الى ان نتائج اللقاء ستكون مشجعة ومتقدمة ومفاجئة للجميع”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.