تاريخ حروب تركيا في العراق

وكالة أنباء آسيا:

بدأت العمليات التركية على العراق في شكل غارات برية وعمليات أخرى عبر الحدود عام 1983 وكان الهدف منها استهداف “حزب العمال الكردستاني”، الذي تضعه أنقرة وواشنطن على قائمة الإرهاب.
وجاءت تلك العملية رداً على العملية التي نفذها حزب العمال الكردستاني والتي أودت بحياة جنود أو رجال شرطة داخل تركيا. وبحلول منتصف تسعينيات القرن الماضي، تمّ توسيع رقعة هذا الحزام الحدودي إلى 16 كيلومتر.
ولم يتمكن الحزب الكردي من إقامة قواعد في العمق العراقي. ورداً على ذلك، أرسلت تركيا وحدات مدرعة تقدمت ببطء وطاردت المسلحين إلى مسافة وصلت إلى 24 كيلومتراً في الجانب العراقي من الحدود، لينتهي المطاف بإقامة قاعدة دائمة للمدفعية والطائرات المروحية في بامرني، كمركز مراقبة أمامي ووسيلة لتوسيع حملة تركيا ضد «حزب العمال الكردستاني».
ومنذ عام 2008، بدأت الضربات الجوية التركية تدريجياً وتراجعت البرية. ووفر الجيش الأمريكي معلومات استخباراتية لهذه الضربات، لكن منذ ذلك الحين أصبحت تركيا أكثر اعتماداً على طائراتها المسيرة ومصادر الاستخبارات البشرية الخاصة بها.
وبذلت تركيا على مدار السنوات الماضية جهودا ومحاولات للقضاء على العمق الاستراتيجي الذي حققه الحزب الكردي. فعلى سبيل المثال في سوريا، نفذت عمليات واسعة عبر الحدود بهدف إرغام «وحدات حماية الشعب» الكردية (والتي نشأت كفرع من «حزب العمال الكردستاني») على الرحيل واستبدالها بميليشيات مدعومة من تركيا.
وفي العراق، مكّنها تعاونها مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني» من استخدام مجموعة واسعة من التكتيكات عبر الحدود، حيث نجحت في معظم الأحيان في تجنب نفس القدر من الاهتمام الدولي.
وبعد أن سيطر تنظيم الدولة الإسلامية ” داعش” على الموصل واحتجز موظفي القنصلية التركية فيها عام 2014، أنشأت أنقرة قاعدة زيلكان أكبر قاعدة لها في العراق.
كما قامت تركيا بتحديث عملياتها عبر الحدود – فبالإضافة إلى عمليات التوغل المؤقتة التي تقوم بها وحدات مدرعة غير منظمة، فإنها تشن حالياً حملات أطول أمداً في فصل الربيع.
ومع مرور السنوات أصبح نحو 1553 كيلومتر مربع من الأراضي في شمال العراق تعج بالمراكز ونقاط التفتيش التركية.
كما وسّعت تركيا نطاق ضرباتها الجوية بشكل ملحوظ بطائرات مسيرة، فلم تقتصر على الحدود ونفذت ضربات على عمق 281 كيلومتراً داخل العراق، مستهدفةً مناطق خاضعة للسلطة الاتحادية على غرار سنجار والموصل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.