تباين فرنسي – اميركي حول التحالف الروسي الغربي ضد ’داعش’

موقع العهد الإخباري ـ
نضال حمادة:

هل يمكن للتحالف الغربي الروسي ضد “داعش” و”النصرة” في الحرب ضد الارهاب أن يستمر؟ هذا السؤال مطروح بقوة في أوساط النخب السياسية والإعلامية الغربية والشرقية على حد سواء، وهذا  أيضا ما يراهن عليه التنظيم والجبهة والدول الإقليمية  والعربية الداعمة لهما من تركيا والسعودية مرورا بقطر.

 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحا في كلامه أثناء قمة العشرين، عندما قال: “إن أربعين دولة تدعم داعش من بينها دول تحضر في  هذه القمة”. كلام بمثابة إخبار لهذه الدول بأن روسيا  على دراية  بمن يقف وراء “داعش” ويمولها، وعلى الرغم من ذلك كله فإن موسكو مستمرة في حربها ضد التنظيم الارهابي، وعلى الدول الغربية تحديدا  أخذ علم بالموقف الروسي الحاسم.

الصين بدورها كان لها موقف حازم نُشر عبر صحيفة “غلوبال تايمز” الأسبوع الماضي عندما تحدثت عن النفاق الغربي في موضوع محاربة الإرهاب، فقد قالت الصحيفة في افتتاحيتها (فقط عندما تشعر الدول الغربية بخسائر جسيمة، أو عندما تكون تحت تأثير ضغوط كبيرة، تعلن عن استعدادها  لبدء تعاون ضد الإرهاب، مع قوى عظمى مثل الصين وروسيا، لا يمكن للتعاون ضد الارهاب بين الشرق والغرب ان ينجح فقط لأن الغربيين بحاجة له اكثر من غيرهم. إن التعاون الغربي مع روسيا  ضد الإرهاب وان كان امرا جيدا، لا يمكن له ان يتطور وسوف  يبقى محدودا في الحجم، ولن تكون مدته  الزمنية طويلة في حال لم يستمر تعرض الغرب للعمليات الإرهابية”.

obama-holland-putin

إذن، موسكو كانت وحيدة في بادئ الأمر عند الدعوة الى تحالف دولي ضد داعش، ولم تكن الدول الغربية متحمسة، بل ان واشنطن ما زالت تعتقد ان تحالفا دوليا لمحاربة داعش سيقوي نفوذ روسيا حول العالم. ففي افتتاحية صحيفة واشنطن بوست الاميركة مطلع الاسبوع الحالي قيل ذلك حرفيا، معتبرة أن هكذا تحالف سيفك الحصار الاقتصادي عن الروس.

في المقابل، فإن الامور تتغير بشكل بسيط بعد العمليات الإرهابية التي طالت باريس يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، حيث تعترف الكثير من الدول الغربية، أن تنظيم داعش هو الذي يمثل الخطر الحقيقي والعدو الاول وليس الرئيس السوري بشار الأسد. وحسب معلومات من مصادر فرنسية موثوقة حصل عليها موقع “العهد الاخباري”، فإن الفرنسيين أبلغوا الروس والأمريكيين أن مسألة تنحي الرئيس الأسد لم تعد  اولوية بالنسبة لفرنسا، رغم التصريحات العلنية التي من المتوقع ان تتراجع حدتها في هذا الشأن في الفترة القريبة القادمة.

بدورها استراليا وفي موقف متقدم، أعلنت تأييدها للموقف الروسي، وقالت انه لا يوجد مرشح بديهي يحل مكان الأسد، وأن تنحيه سوف يخلق فراغا في السلطة وسوف تكون له انعكاسات سلبية على الاوضاع، وفق ما نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن رئيس الوزراء الاسترالي مالكوم تورونبول.

ومن المتوقع أن يحتل ملف محاربة “داعش” من قبل التحالف الدولي، اهتمام الرئيس الفرنسي خلال زيارته لكل من واشنطن وموسكو الاسبوع القادم، حيث أدت العمليات الإرهابية  في باريس الى تغير في الموقف الرسمي الفرنسي والمزاج الشعبي في فرنسا لصالح قيام تحالف غربي روسي لمكافحة الإرهاب. وفي زيارته لواشنطن سوف يحاول هولاند دفع نظيره الأمريكي لتعاون عسكري اكبر مع روسيا ضد داعش، رغم اعتراضات وزارة الحرب الامريكية، التي لا تريد إعطاء الروس فرصة انتصار سريع وكبير في سوريا والعراق.

وعليه، فهل ستكون عميات باريس الارهابية المحرك لتحالف روسي غربي طويل الامد أم أن للاستراتيجيات الدولية  والسياسة  بين الدول الكبرى حدودها وواقعها الذي لا  يمكن لهذه الدول الخروج عنه بسهولة؟؟ نحن نعتقد بعدم قيام تحالف طويل الامد، لأن بعض الاميركيين يحبذون الدخول في حرب باردة مع روسيا في أكثر من موقع في العالم (من اوكرانيا إلى سوريا..) وخاصة وأن ولاية حكم الرئيس  باراك اوباما قصيرة ولن تسمح بتأسيس حلف طويل الامد بين الدولتين، حتى ولو كان ضد تنظيم ارهابي  كداعش اعتدى واستباح اوروبا ومستعد لضربها مستقبلا.

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.