تبقى المقاومة شوكة طعمها مرّ مهما مر من سنوات

yasser-rahal-resistance

موقع إنباء الإخباري ـ
ياسر رحال:

تعيد المقاومة في لبنان تشكيل الوعي الصهيوني على خلفية لن تغادر كل نظرياته القادمة.. “ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات”.
وحتى لا نبالغ فيما نقول، نقدم لكم شاهداً من الواقع اليوم، فلحزيران/ يونيو في ذاكرة اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين مكانة خاصة: هو شهر الاجتياح الصهيوني للبنان، وشهر احتلال أول عاصمة عربية بعد القدس الشريف.. وهو الشهر الذي اشتعلت فيه جذوة المقاومة من مثلث خلدة في العمليات المشهورة والتصدي البطولي الرائع لوحدات المقاومة الفلسطينية وجنود الجيش العربي السوري التي أرغمت هذا العدو على الانسحاب ذليلاً في العام 2000.
مناسبة هذا الكلام هو ما نشرته صحيفة “يديعوت احرونوت” بالأمس تحت عنوان: “حملة مشوشة”.
المقالة كتبها “سيفر بلوتسكر” أعاد فيها ما يرفض بعض اللبنانيين قبوله، حيث أكد ان حرب لبنان الاولى ـ وهو التسمية التي يطلقه العدو على اجتياح العام 1982 ـ كانت حرباً بحجة واهية لا علاقة للبنان ولا لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بها.
حجة العدو يومها كانت محاولة الاغتيال التي تعرض لها السفير الصهيوني في لندن “شلومو أرجوف”، بعدها انطلقت أبواق العدو لعزف سيمفونية تقول: “بفرقة موسيقية تمكنا من احتلال لبنان”، طوال أعوام كان المارد الصهيوني يفرض سطوته إعلامياً ليربح عسكرياً.
اليوم نتابع هذا “المارد” وكيف تحول إلى “فأر”، واليكم الوقائع:
ـ بعد أن كان الهدف واضحاً في الحروب والحملات السابقة جاء عنوان المقالة: “حملة مشوشة” أي غير واضحة الهدف ولا النتيحة.
ـ بعد أن تمكن العدو خلال أيام من الوصول إلى بيروت باتت تلك الحرب هذه الأيام “حرباً زائدة وغبية وطويلة وحجتها واهية”
ـ الفرقة الموسيقية تحولت إلى “سلاح وصخب”
أما قمة الإنهيار فتأتي إلى خلاصة أن تلك الحرب، والتي كانت لا تتجاوز الأربعين كيلو مترا في المساحة المفترضة لها، وطبعاً نتيجة الإنسحاب ـ ولو بعد 18 عاماً من الاحتلال ـ كانت: “حرباً عديمة الغاية استمرت لسنوات”.
ماذا بعد؟
لن نذهب إلى تحليل ما جرى في حرب لبنان الثانية 2006، والخسارة المعنوية قبل الخسائر العسكرية والمادية في هذه العجالة، وإنما سيأتي وقتها  لاحقاً، إنما نترككم مع هذا المقطع من تتمة المقالة: ” في حرب لبنان الثانية تمكنت حكومة اسرائيل من وقف القتال دون أن “يقضي الجيش الاسرائيلي من الأساس” على البنى التحتية لحزب الله وبالذات لهذا كانت لها انجازات استراتيجية بعيدة المدى وغير مسبوقة. والآن، في ظروف مختلفة، يهددنا مرة أخرى خطر التدهور إلى النموذج اللعين لحرب لبنان الاولى، رغم أن درسه معروف وواضح: من السهل الغرق في الوحل، من الصعب جدا الخروج منه”.
المقاومة تغيّر المفاهيم التي كان من المفترض أنها راسخة، وبعض اللبنانيين يعيشون في جلباب أقضيتهم وإقطاعاتهم بأوهام مفترضة وتحاليل خائبة.
بلد هويته مقاومة لن يكون لقمة في مهب ريح بعض الوريقات الصفراء في جريدة “عفا عليها وعلى صاحبها الزمن”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.