ترامب البيدق الاخير للمشروع الفوضوي

صحيفة كيهان العربي الإيرانية:

حفل التنصيب الرئاسي الذي شهدته مساء اليوم الولايات المتحدة الاميركية بكل تفاصيله وسط انقسام الشارع الاميركي وغضبه التي تداخلت معه مواجهات وصدامات بين مؤيدي الرئيس ترامب ومعارضيه، انهت مرحلة الرئيس المرشح بكل ما حمله من طابع جدلي اثار غضب وقلق الشارع الاميركي والعالمي معا وبدأ عهد الرئيس ترامب فعلا بصفته الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الاميركية الذي سيستخدم كل صلاحياته التي يتمتع بها طبقا للقانون الاميركي وسط ترقب وقلق داخلي وعالمي متزايد خاصة وانه يفتقد لخلفية سياسية وعسكرية ومنهجية واضحة اضافة الى انه عنصري متطرف ويحمل الكراهية لشرائح من الشعب الاميركي مع انه وبطبيعته ومزاجه رجل انتقامي يهدد مستقبل الولايات المتحدة الاميركية ويشكل خطرا على امن واستقرار العالم.

هذا الكلام لم نطلقه جزافا فما صرح به لحد الان حول ابتزازه لاقرب حلفاء اميركا اي الاوروبيين فما بالك بدول مجلس التعاون التي يعتبرها بقرة حلوب، تدل بوضوح ان الرجل ماض في انقاذ اميركا من الانهيار على حساب العالم حيث تواجه بلاده مديونية كبيرة تتجاوز الـ20 الف مليار دولار ناهيك عن ان 50% من الشعب الاميركي تحت خط الفقر.

فاضافة الى كل ما ذكر، فالرجل يحمل عقدة خاصة لما واجهه من حرب شعواء من مؤسسات النظام الاميركي اثناء منافسته الانتخابية لاسقاطه وقد انتخب باقل من ثلث اصوات الشعب الاميركي.وحسب استطلاعات الراي التي اجرتها بعض مراكز التحقيقات الاميركية انه اليوم الرئيس الاقل شعبية بين رؤساء الولايات المتحدة الاميركية لحد الآن وهذا ما سيزيد من عقدته للانتقام من خصومه خاصة انه لا يمكن الاعتماد على اقواله لطبيعته الرافضة للانتقاد لذلك ما يشهده الشارع الاميركي من غضب ومعارضة لتوليه مقاليد الامور في هذا البلد قد يخلق مصاعب ومشاكل كبيرة قد يصعب تجاوزها وسط انقسام الشعب الاميركي حوله. فالمعارضة التي تتخوف بشدة من سياسته الغامضة والمتهورة تسعى بكل جهدها اسقاطه على الاقل معنويا ان لم تستطع اسقاطه سياسيا.

فمشوار الرئيس ترامب لاعادة الهيبة للولايات المتحدة الاميركية امر صعب جدا ان لم نقل مستحيلا وقد بدأ عهده بهذا التشاؤم والانقسام في المجتمع الاميركي اذا ما القينا نظرة فاحصة للانكسارات العسكرية الاميركية في غزوها لافغانستان والعراق اضافة الى هزيمتها السياسية في المنطقة والتحدي الاقتصادي الكبير الذي تواجهه اليوم امام الصين مع حقيقة واضحة لن تقبل الغموض بانه يستلم قيادة الولايات المتحدة الاميركية وقد دفن نظام القطب الواحد وظهور اقطاب متعددة في العالم.

وقد فاجأ الرئيس الاميركي الجديد ترامب الشعب الاميركي والعالم على خلاف طوره بخطاب فضفاض ملؤه الوعود والطمأنة بمستقبل زاهر للشعب الاميركي وكأنه واثق من نفسه على انه رجل جدي وصادق في وعوده.

اليوم فان الانظار تتوجه للولايات المتحدة الاميركية لما سينتهجه الرئيس ترامب من سياسات داخلية وخارجية تضر بالعالم مقارنة لما فعله الرئيس بوش الابن من تصدير الفوضى الخلاقة الى المنطقة وما اقدم عليه الرئيس اوباما في صناعة داعش وتعريضه شعوب العالم الى القتل والدماء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.