“تشاتم هاوس”: السياسة الخارجية في عهد سلمان، ميل نحو استخدام القوة

ثمة صورة جديدة تتشكل عن السياسة الخارجية السعودية، مغايرة تماما للصورة التقليدية لها بوصفها سياسة دولة لا ترغب في الحرب، وتخوضها بالوكالة، وتبتعد عن المواجهات الحاسمة.

أخذت الصورة الجديدة التي بدأت مع العهد الجديد الخطوات الأولى في اليمن، عبر ما تسمى بعاصفة الحزم، ودخول الجيش السعودي عسكريا في الحرب هناك، وتمتد اليوم إلى التلويح بالتدخل العسكري البري في سوريا ، إلا أن السبب لم يعد خشية السعودية من إرسال قواتها إلى مناطق الحرب، بل لأسباب واقعية وميدانية.

هذا ما أشارت إليه نائب رئيس برنامج شمال أفريقيا والشرق الأوسط في المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الدولية “تشاتم هاوس” جين كينينمونت، في مقال لها بعنوان “السياسة الخارجية السعودية في تغيّر مستمر.”

الباحثة تناولت في مقالها التغييرات التي طرأت على السياسة الخارجية السعودية مؤخرا, مبيّنة أن السياسة الخارجية الجديدة تعتمد على الرغبة في استخدام القوة العسكرية وأوضحت أن أدوات وإتجاهات هذه السياسة لاتزال في مرحلة الإختبار، مع عدم وضوح نتائج الحرب في اليمن.

وأشارت جين إلى أن السعودية كانت تتبع سياسة محافظة طوال العقود الماضية، تقوم على الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط وعلى الترحيب بالوجود الأمريكي في المنطقة, ودعم حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.

بالمقابل فإن إيران وبعد إنتصار الثورة ظهرت كلاعب معاكس يسعى لدعم الحركات الثورية في المنطقة، وإلى إنهاء الوجود العسكري في المنطقة وإزالة إسرائيل.

ورأت الباحثة أن التوترات مع إيران متصاعدة هذه الأيام بسبب اعتراض السعودية على دور إيران في سوريا والعراق واليمن فضلا عن المخاوف السعودية بشأن فشل الولايات المتحدة في ردع إيران وتقليص نفوذها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.