تونس تعلن الحرب على الإرهاب والجيش يؤمن المدن

 أعلنت تونس أمس دخولها في حرب شاملة ضد الإرهاب، واتخذ مجلس الجيوش الثلاث أمس قرارات حاسمة، أهمها الدفع بالجيش إلى المدن الكبرى لتعزيز الحماية الأمنية بعد الهجوم الدامي على متحف باردو الذي تبناه تنظيم «داعش» أمس، وارتفعت حصيلته إلى 25 قتيلاً، وأعلن عن توقيف تسعة أشخاص على علاقة بالإرهابيين اللذين تم الكشف عن أنهما كانا يحملان أحزمة ناسفة لم ينجحا بتفجيرها..

وفي حين أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن البلاد تعيش أوضاعاً استثنائية بعد أن شهدت تحولاً نوعياً في العمليات الإرهابية من الجبال إلى المدن، وهو أمر يستوجب تعبئة عامة وحالة استنفار تفرضها ظروف البلاد وتتطلب توخي سياسة أمنية استثنائية.

وخلال اجتماع يجمع للمرة الأولى بين المجلس الأعلى للجيوش الثلاث والمجلس الأعلى للأمن انعقد أمس بقصر الرئاسة بقرطاج وأشرف عليه قائد السبسي وحضره رئيس الحكومة الحبيب الصيد ووزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني ووزير الداخلية ناجم الغرسلي وكبار المسؤولين في الجهات العسكرية والأمنية، ذكر بيان للرئاسة أن الاجتماع قرر «القيام بإجراء تأمين حماية المدن الكبرى بالجيش».

جملة إجراءات

وتم خلال الاجتماع اتخاذ جملة من الإجراءات، من بينها تدعيم التنسيق بين قيادات الجيش والأمن بمختلف القوات والأسلاك، ومراجعة منظومة حماية الحدود، وتوفير الإمكانيات لقوات الأمن والجيش التي تساعدهم على العمل ليلًا، والقيام بإجراءات تأمين المدن الكبرى من طرف الجيش، وتوفير الدعم اللوجستي لمختلف الأسلاك والقوات، ومراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية وتطوير الهيكلة وطرق العمل على مستوى وزارة الداخلية.

كما قرر الاجتماع مراجعة الميزانية التكميلية بهدف تخصيص نسبة أوفر لتجهيزات قوات الجيش والأمن، وإشراك المواطن في المنظومة الأمنية.

تحول نوعي

ونوه الرئيس التونسي خلال الاجتماع بالتضامن الكبير من قبل دول صديقة وشقيقة واستعدادها للوقوف إلى جانب تونس وتوفير التجهيزات والمعدات. بينما أكد السبسي ثقته في انتصار تونس على الإرهاب. وأكد أن «تونس شهدت تحولاً نوعياً في العمليات الإرهابية من الجبال إلى المدن، وهو أمر يستوجب تعبئة عامة وحالة استنفار تفرضها ظروف البلاد وتتطلب توخي سياسة أمنية استثنائية».

من جانبه، قدّم رئيس الحكومة معطيات تتعلق بالعملية الإرهابية، والتي تمت السيطرة عليها في ساعتين، كما ذكر أن قوات الأمن تمكنت من إيقاف أربعة عناصر على علاقة مباشرة بالعملية، وإيقاف خمسة آخرين يشتبه في علاقتهم بهذه الخلية، وذلك بجهة داخلية.

 هوية الإرهابيين

إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أنّه تمّ تحديد هوية منفذي الهجوم الإرهابي على متحف باردو، وهما: ياسين العبيدي وحاتم الخشناوي، مضيفاً أنّ العبيدي كان محلّ متابعة من الأجهزة الأمنيّة لكن لم يقع التعرّف إلى المجموعة التي ينتمي إليها، وقال إن الإرهابيين اللذين استهدفا المتحف الوطني بباردو كانا يحملان أحزمة ناسفة وأسلحة متطورة ما كان يهدد بخسائر أكبر.

وأكّد الصيد في تصريحات صحافية أمس أنّ تونس مرّت بيوم أسود أول من أمس، متابعاً أنّ الهجوم الإرهابي سيكون له «انعكاس رهيب» على المجال الاقتصادي، وسيؤثّر في الموسم السياحي الذي يشكو بدوره من عديد الصعوبات.

واعتبر رئيس الحكومة أنّ مثل هذه العمليات الإرهابية وقعت في أكبر الديمقراطيات في العالم، لأنّ أغلبها لا يمكن التحكّم فيها، مشيراً إلى أنّ ما وقع في تونس يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم على حدّ تعبيره. وقال إنّ «هذا العمل الإرهابي لن يمنعنا من الاستمرار في تعزيز الوجهة التونسية للسياح، وسوف نعمل على استرجاع مكانة تونس في أقرب وقت ممكن».

وأعلن أنه سيتم تكثيف المراقبة في كل أرجاء البلاد، في المناطق السياحية وفي المنشآت العمومية وكل الأماكن الحساسة التي من شأنها أن تكون هدفاً للإرهابيين. كما أقر بوجود إخلالات أمنية وقال: «تمت العملية لأنه طبعاً صارت بعض الإخلالات (…) في كامل المنظومة الأمنية بكل مراحلها، بدءًا من حماية المتحف وحتى حماية كل تنقلات السياح من الباخرة (السياحية) وحتى مكان الحادث».

تبن وأحزمة ناسفة

في الأثناء، وفيما أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي في تسجيل صوتي على الإنترنت مسؤوليته عن الهجوم الدامي، أفاد وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي أمس بأن العنصرين الإرهابيين منفذي الهجوم الإرهابي كانا يحملان أحزمة ناسفة، وإن عدد القتلى كان يمكن أن يكون أعلى بكثير.

وقال للصحافيين خلال حضوره موكب تأبين عون أمن من وحدات مكافحة الإرهاب قتل أمس في مواجهات مع المسلحين، إن العنصرين الإرهابيين كانا يحملان أحزمة ناسفة وأسلحة متطورة. وأوضح أن الكارثة كانت ستكون أعظم وكان يمكن لعدد الضحايا أن يكون أعلى بكثير لو لم تتدخل قوات الأمن في الوقت المناسب.

عدد القتلى

أعلن وزير الصحة التونسي سعيد العايدي أن الحصيلة النهائية لهجوم باردو الإرهابي بلغت 25 قتيلاً و47 جريحاً، مضيفاً أن من بين القتلى 20 سائحاً من جنسيات أوروبية وأميركية وآسيوية، في حين أن البقية هم ثلاثة تونسيين، من بينهم الإرهابيان ورجل أمن.

وقال العايدي إنه لا وجود لوفاة عاملة نظافة في المتحف أو سائق الحافلة في الهجوم الإرهابي.

700 مليون دولار

إلى ذلك، قال وزير المالية والاقتصاد التونسي سليم شاكر إن العملية الإرهابية التي شهدها متحف باردو أول من أمس ستكون لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد التونسي وعلى قطاع الصناعة والصناعات التقليدية. ورجح أن القطاع السياحي قد يتكبد خسائر تفوق الـ700 مليون دولار، مستبعداً إمكانية إيجاد حلول خلال الوقت الحالي. كما دعا وزير المالية إلى ضرورة التضامن، وذلك خلال جلسة استماع بلجنة المالية بمجلس نواب الشعب.

متحف باردو

أعلنت وزيرة الثقافة التونسية لطيفة الأخضر أمس أن متحف باردو في العاصمة التونسية، سيعيد فتح أبوابه الثلاثاء المقبل على أبعد حد. وقالت في مؤتمر صحافي في المتحف إن «المتحف سيعيد فتح أبوابه أمام الزوار بشكل طبيعي اعتباراً من مطلع الأسبوع المقبل، الاثنين أو الثلاثاء على أبعد تقدير». أ.ف.ب

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.