جعجع لـ”الجمهورية”: لا حظوظَ لعون

 

للمرة الخامسة على التوالي كان رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع يتابع وقائعَ جلسة انتخاب رئيسٍ للجمهورية من معراب الى جانب بعض المسؤولين في القوات وعددٍ من الاعلاميّين، وهي اختلفت عن الجلسات السابقة نتيجةَ اقتراب البلاد من الفراغ، الأمر الذي بدا واضحاً على ملامح “الحكيم” الذي سعى ليكون الإستحقاق الرئاسي لبنانياً مئة في المئة، وهو قدّم برنامجاً واضحاً ومفصّلاً يطال الجوانب الوطنية والحياتية كلها. ولكنّ ما حصل أمس، بالنسبة إلى القوات، مجزرةٌ بحق الحرية في لبنان ونسفٌ للعملية الديموقراطية.

عند الساعة الثانية عشر الّا عشر دقائق دخل “الحكيم” الى المكتب المخصّص لمتابعة وقائع الجلسة الانتخابية وجلس وسط الحضور المكثف من قبل المسؤولين القواتيين والاعلاميين، وأشار في دردشة مع الاعلاميين الى انّ الطريقة الوحيدة اليوم كانت ليُؤتى برئيس من الصف الاول، وكان على العماد ميشال عون أن يشارك في الجلسة، فيأتي أحدنا رئيساً”. وأعلن أنّ “حزب الله” لا يريد فراغاً ولكن في الوقت عينه لا يمكنه التخلي عن حليفه”.

جعجع الذي كان يتابع بدقة شاشات التلفزة ووصول النواب، ولحظةَ وصول النائب ستريدا جعجع وهي تصعد الدرج ممسكةً بيد أحدهم، علّق ممازحاً: “مَن هذا الذي يضع النظارات؟” ليرد عليه أحد الزملاء انه “من شرطة المجلس”.

وفي دردشة مع “الجمهورية” لم يتوقع جعجع أيّ مفاجآت بانتخاب رئيسٍ جديد قبل انتهاء المهلة الدستورية، مشدداً على “استمرار تمسّكه بترشحه حتى نصل الى حلّ”.

ورداً على سؤال حول حظوظ عون الرئاسية، أكد جعجع أنّ لا حظوظ لعون، لأنّ مشروعه السياسي والوطني، وفق أوساط في معراب، يختلف عن مشروع 14 آذار، الأمر الذي يحول دون تبنّيه من قبل الحركة الاستقلالية ولا التحالف معه، مذكِّرة بقول للدكتور جعجع بأنه في حال دعا عون “حزب الله” إلى تسليم سلاحه والانسحاب من سوريا سيكون اول الداعمين له، كما أنّ عون لم يعلن بعد ترشحه ولا برنامجه وقوى 8 آذار التي يشكل “الجنرال” جزءاً لا يتجزأ منها لم تقترع له، إنما صوّتت بالورقة البيضاء. جعجع الذي بدا متأسفاً من تطيير نصاب الجلسة بعدما دخل 75 نائباً الى القاعة العامة للجلسات، فيما يحتاج النصاب الى 86، علّق قائلاً: “والله والله لو كان هناك من رأي عام لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه”.

ورأى جعجع في مؤتمر صحافي عقده إثر تعطيل نصاب الجلسة الخامسة، “أنّ اليوم يومٌ حزين واستقامة الامور لا يمكن أن تقوم الا بالإنتظام العام”. ولاحظ انه “كان لدينا فرصة أن يكون الاستحقاق جدياً والنزول الى الجلسات لانتخاب رئيس وهذا التصرّف هو ألجدّي”.

وأشار جعجع إلى انّ “ثمّة 75 نائباً دستورياً اما الباقون فيمارسون البلطجة”. وذكر انه “لو عون كان مرشحاً كما كنت مرشحاً من قبل 14 آذار ونزل الى الجلسة لكان ثمّة 3 مرشحين معلنين الى جانب النائب هنري حلو وتجرى الدورات وسيبقى المرشحان اللّذان نالا ارقاماً عالية”. ولفت إلى انّ “الانتخابات كانت ستنتهي اما برئيس هو عون او جعجع لكنّ التعطيل عطل كلّ هذه العملية”.

وشدد جعجع على “أننا مستمرون وسنكمل مع كل الضنينين في البلاد ومع البطريرك بشارة الراعي الذي كان حزيناً جداً لكي يكون الفراغ لأقصر فترة ممكنة وانتخاب رئيس جدي وفعلي”، مشيراً الى أنّ “الراعي ابلغني انه في الاجتماع الماروني العام تمّ اطلاعهم على وثائق تتعهد بعدم تعطيل النصاب من الاطراف التي شاركت في لقاء بكركي ووثيقة من قياديّين في “حزب الله” تتعهد بعدم التعطيل ولذلك كان حزيناً جداً”. ولفت الى انّ “الراعي لم يطرح امامي أيّاً من الأسماء”، متسائلاً: «هل يظنّ الفريق الاخر اننا سنتسلم ونقول لننتخب عون رئيسا”؟

وشدّد على انّ “فريق 8 آذار غير مستعد لايّ تسوية وما زال مصراً على موقفه، ولا نعرف اين سيصبح الاستحقاق الآن جراء تصرفات 8 آذار وسنجهد كي يبقى لبنانياً”. واكد “أننا سنحاول ان نبقى في السياق نفسه ولن نرضخ للضغوط ولن نعطي جوائز ترضية لأحد لانه عطل الانتخابات. ولا احد ينتظر أن نستسلم او نبيع او نشتري”.

ومع الجلسة الخامسة تكون مرحلة الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية قد شارفت على نهايتها، وبدأت تتحضر البلاد للدخول في مرحلة جديدة عنوانها الفراغ في الرئاسة الأولى وهي مفتوحة على شتّى الاحتمالات والمفاجآت.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.