«حزب الله» في الرابية: «تسوية الكيميائي» والحكومة والنفط والحوار

hezbollah-tayyar-meeting

صحيفة السفير اللبنانية ـ
لينا فخر الدين:
ميزة اللقاء الذي عقد، أمس، في الرابية بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» أنه لا يعقد تحت أي عنوان ضاغط أو عاجل. هو لقاء سياسي تنسيقي دوري وسيتكرر دائما في إطار ترجمة التوجهات التي تم التفاهم عليها في اللقاء الأخير الذي جمع السيد حسن نصرالله بالعماد ميشال عون قبل نحو شهرين تقريبا.
يمكن لأي من الطرفين أن يتحرر من المعطيات الداخلية، ولكن من دون مساس العلاقة الإستراتيجية، وخاصة ما يتعلق بجوهر الصراع مع إسرائيل ودور المقاومة في هذا الصراع.
شارك في لقاء الرابية صاحب الدار العماد عون والى يساره الوزير جبران باسيل. وجلس على يمين «الجنرال» المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا.
استحوذ الموضوع السوري على الحيز الأكبر من اللقاء. غاص عون وخليل في معطيات ما قبل التلويح بالضربة العسكرية الأميركية وما بعدها وصولا إلى التسوية «الكيميائية» الروسية ـ الأميركية في جنيف.
قال «الجنرال» لضيوفه إنه كان مقتنعا منذ اليوم الأول بأن لا ضربة عسكرية أميركية لسوريا، سواء تحت عنوان ضربة محدودة أو غير محدودة، وأن الأميركيين اختاروا باراك أوباما على قاعدة طي صفحة الحروب الخارجية، وبالتالي لن تخوض أميركا أوباما أي حرب خارجية بل ستواصل مسار عودة جنودها من أفغانستان بعد أن اكتملت عودتهم من العراق.
وقدم عون شرحا حول الوضع الداخلي الأميركي والصعوبات الاقتصادية والتوازنات الدولية الجديدة الناشئة، وخلص إلى أن مسار جنيف سيؤدي في المستقبل إلى وضع المجتمع الدولي يده بيد النظام السوري من أجل محاربة المجموعات التكفيرية التي باتت تشكل خطرا ليس على سوريا ونظامها وجيشها بل على مجمل الاستقرار الإقليمي.
وقدم وفد «حزب الله» تحليله وما يملكه من معطيات، سواء على صعيد الوضع السوري الميداني أو الانعطافة السياسية ـ الديبلوماسية التي تمثلت بالاتفاق الروسي الأميركي، «خاصةً أنّ هناك أصحاب نفوس ضعيفة كانوا يعمّرون ويبنون على الضربة الأميركية وأخذوا لبنان في متاهات فكرية وأوهام باءت بالفشل، وسرعان ما اصطدموا بجدار كبير» على حد تعبير خليل.
وقال وفد «حزب الله» ان ما جرى في جنيف يجعلنا أمام خيار من اثنين: إما خلق مسار سياسي مواز للكيميائي يقود الى «جنيف 2»، وإما خلق مسار عسكري ميداني مواز للملف الكيميائي، على قاعدة محاولة جهات خارجية تعويض انتكاسة رهانها على الضربة العسكرية، بزيادة التسليح للمعارضة، غير أن هذا الخيار يصطدم بمعطيات ميدانية تجعل يد النظام يوما تلو يوم أكثر صلابة بدليل ما حصل في محيط مطار دمشق وطريقه في الساعات الأخيرة.
ومن خلال هذه المقاربة، قدم الحاج حسين خليل مداخلة عرض فيها لتطور موقف «قوى 14 آذار» من تأليف الحكومة الجديدة، وكيف تدرج الأمر عندهم من وضع «فيتو» على مشاركة «حزب الله» إلى رفعه، عشية التلويح بالضربة، ومن ثم تجميد الملف الحكومي فجأة في انتظار مفاعيل الضربة الأميركية.
حدد «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» مقاربة شبه مشتركة للملف الحكومي. لن يقبلا بأقل من التمثيل المرتبط بالأحجام النيابية. «الثلث الضامن» ووجود «حزب الله» في الحكومة «من البديهيات غير القابلة للجدل». هذه ليست منة من أحد حتى يقول إنه قدم تنازلا من هنا أو هناك.
ثمة قناعة مشتركة لدى الحليفين بأن زمن التأليف الحكومي لم يحن بعد عند «فريق 14 آذار» في انتظار إشارة خارجية ما. قال الحاج حسين خليل بعد اللقاء «علينا في لبنان أن نبني دولة ونريد حكومة ووضعا داخليّاً مستقراً، على أن تتفاهم الناس بعضها مع بعض لإنتاج حوار لا أن نربط مصير لبنان بالأمور الإقليمية»، ودعا الى التسريع في تشكيل الحكومة و«عدم تجاوز المعطيات (الداخلية)».
أضاف «أي توافق دولي وإقليمي سيُرخي بظلاله على البلد، لكن المطلوب أن يقدّم أهل البلد مشروعاً يُقنع القوى الإقليمية والدولية، لا أن ننتظر ونترك مصيرنا في مهب الريح ونبني مشاريعنا على ما يحدث في الخارج».
وسئل خليل عما إذا كان الحزب قد عاتب عون على مواقفه من تدخل الحزب العسكري في سوريا، فأجاب «أبداً، نحن نفهم تماما حقيقة العماد عون ومعدنه وجوهره بالنسبة لحزب الله»، واصفا العلاقة معه بأنها «ممتازة» وقال ان جو اللقاء كان «إيجابيا جدا».
تشعب الحديث خلال الجلسة المطولة وتناول عناوين سياسية داخلية. ترحيب مشترك بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية. وقفة طويلة عند الملف النفطي في ضوء «العتب» العوني على طريقة تعامل «الحلفاء» مع هذا الملف. أوضح الحاج حسين خليل موقف الحزب وإلحاحه على عقد جلسة حكومية ووجوب عدم التأخر في وضع ملف النفط على سكة التلزيم والتنقيب وتفويت الفرصة على العدو الإسرائيلي الذي يستفيد من كل لحظة تأخير لبنانية.
وردا على سؤال حول إثارة قضية شبكة اتصالات «حزب الله» في زحلة، قال خليل «الموضوع ليس جديداً بل منذ 7 أيار، هناك شيء اسمه شبكة اللاسلكي لاتصالات المقاومة وهي لم تُخترع حديثاً، هناك أشخاص يحاولون تكبير الموضوع ولكنه تافه».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.