حزب الله وأحقاد الخاسرين

hezbollah-settlements1

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

تضمن خطاب قائد المقاومة السيد حسن نصرالله مجموعة من العناوين السياسية المحلية والإقليمية وتميز بردود منطقية وهادئة على افتراءات واكاذيب تستهدف حزب الله وتوجه بنصيحة للخصوم في المنطقة بقيادة المملكة السعودية للتخلي عن احقادهم والتفكير بواقعية في ظل التغييرات التي يعيشها الإقليم ويجتازها العالم.

أولا  تحرص قيادة حزب الله على عدم التدخل في شؤون أي من دول الخليج وخصوصا المملكة السعودية التي تقود حربا شاملة ضد المقاومة ويعبر المرتبطون بها عن كمية كبيرة من الحقد والغل الذي لا يضاهى في تناولهم لحزب الله والغريب انه إن كانت للحزب مونة او علاقة بجماعات خليجية معارضة كما هي الحال في البحرين والحجاز فالعارفون يعلمون ان قيادة الحزب بذلت جهودها واستخدمت هيبتها وتأثيرها لعقلنة المعارضين الخليجيين ولنصحهم بسلوك طرق التعبير السلمي وبتوسل الحوار الداخلي على الرغم مما يحتشد في شكاواهم من المظالم والجرائم التي تستهدف قطاعات شعبية واسعة بل إن قيادة حزب الله لم تبادل أيا من الحكومات الخليجية خطابها السفيه والمسيء بأي كلام جارح ولكن الحكم السعودي المتورط في مشاريع الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة يدرك جيدا ان خصومته مع حزب الله تنطلق من كسر الحزب لأسطورة القوة الإسرائيلية التي لا تقهر والتي استظلتها الحركة السياسية السعودية لأكثر من ستين عاما.

ثانيا   السؤال الملح الذي يطرح نفسه هو سر ذاك الحقد الظاهر وحيث لامجال لتفسير الأمر بالدوافع المذهبية فحكام الخليج يستعملون الدين في السياسة وسلوكياتهم الاجتماعية كلها تدل على التحلل من أي قيمة دينية مزعومة والثابت هو ارتباط تلك الحكومات بالولايات المتحدة وبمنظومة الهيمنة الغربية التي يهددها سقوط هيبة الردع الإسرائيلية وصعود قوة إيران ومنظومة المقاومة عموما في المنطقة ولا تعني هؤلاء الحكام شيعية إيران التي كانت مصدر إلهامهم ومرجع ولائهم والقوة الحامية للمشيخات والممالك في زمن حكم الشاه وهي كانت شيعية وتتصل بشيعة المشرق وما يثير الحقد والعداوة في انظمة الخليج هو عداء إيران الحاضرة لإسرائيل ونضالها الاستقلالي ضد هيمنة الغرب وتلك الهيمنة الغربية الصهيونية عمل حكام الخليج  والسعوديون منهم بالذات كل ما استطاعوا إليه سبيلا لتمكينها تحت دعاوى السلم الأميركي منذ حربهم على مصر عبد الناصر.

ثالثا  يعتبر الحكم السعودي بحق انه يواجه في حزب الله القوة التي غيرت قواعد اللعبة في المنطقة منذ انتصارها على إسرائيل ومذاك وهذا الحكم يقود تحت المظلة الأميركية حروبا متنقلة لكسر التوازنات ويتولى تمهيد السبل امام إسرائيل في لبنان وفلسطين وسوريا وحيث تنقلت خطط واشنطن تصطدم بالمقاومة ومنظومتها الإقليمية وآخر المطاف كانت الحرب على سوريا وقد راهن الحكم السعودي على حشد جحافل التكفير والإرهاب القاعدي من جميع انحاء العالم واشترى رؤساء ووزراء في الدول الكبرى وفي المنطقة وأرسل آلاف أطنان السلاح وعشرات مليارات الدولارات ولم يترك وسيلة دون ان يستخدمها في النيل من سوريا ورئيسها ودولتها المقاومة وعبثا يحاول جيش القتلة والمرتزقة ان يغير وقائع الأرض بينما تذهب ريح المعادلات الكبرى في غير ما يشتهي الحكم الأشد تخلفا في العالم بعد سقوط جميع اوراق التوت عن خطة العدوان على سوريا وحيث لحزب الله فعل نوعي في قلب خيار المقاومة العربية المناهضة للهيمنة الاستعمارية الصهيونية وبالتالي لنظيرها السعودي .

رابعا  بماذا يواجه الحاقدون مقاومة هي مثال المصداقية والوضوح ؟ طبعا بالأكاذيب والمزاعم التي فند السيد بعضا منها في خطابه كمثل القول ان حزب الله يحتل سوريا ذات المئة وثمانين ألف كيلومتر مربع وأكثر من عشرين مليون نسمة وحيث تحشد السعودية مئة ألف إرهابي ومرتزق تمولهم وتسلحهم والغاية من هذه الفرية الحاقدة هي عدم الإقرار بأن الشعب والجيش صامدان في سوريا خلف قائدها الذي أخرج مرتزقة السعودية من دوائر القرار السوري وأقام الفرز على حد خيار المقاومة والاستقلال والانتماء الوطني السوري وحيث لسوريا زعامة كبيرة تنتصر على الحرب العالمية التي يمولها الحكم السعودي ويشتري قراراتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما هيمن على الجامعة العربية وتابعه القطري في غفلة مصر وغيرها من اخوات سوريا الكبار،القيادة السعودية حاقدة لأنها مهزومة وخاسرة وهي تبث الكراهية والأكاذيب ضد حزب الله وامينه العام وضد سوريا والقائد بشار الأسد كما فعلت ضد عبدالناصر قبل اكثر من نصف قرن.

خامسا  يزداد منسوب الحقد والافتراء بارتفاع منسوب المخاوف من التحولات العاصفة الآتية فالتغيرات الزاحفة عالميا وإقليميا تنبيء بانهيار الهيمنة الأحادية الأميركية وبسقوط الرهان السعودي الخليجي على تجديد الهيمنة الغربية وبعد سقوط مشروع الأخوان وما فيه من وهم عثماني يؤمن للوكيل التركي صدارة المنظومة الإقليمية سيتزعزع الموقع السعودي المقرر بعد الاعتراف الأميركي بدور إيران وبثقلها الإقليمي  ومع تكريس انكسار الحرب على سوريا بمعادلات قاهرة تمنع الحرب العدوانية الأميركية التي تمناها حكام السعودية واشتروا قرارها بالغالي والنفيس … ستضطر السعودية للخروج من البحرين ولترك شعبها يقرر مستقبله بحكم دستوري منتخب وستجبر على الرضوخ للتغيير في اليمن وعلى قبول تحولات العراق وسحب عصابات القتل البندرية وسترفع اليد السعودية عن لبنان الذي يمنعه بندر من تشكيل حكومة وحدة وطنية ويغذي فيه المفجرين والإرهابيين على ضفاف حربه ضد سوريا … مشكلة حزب الله في ذلك كله انه رأس حربة على رأس جسر انقلاب الصورة والحقد جواب الخاسرين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.