سيد الكلمات والمواقف.. أشعَرَنا بالارتياح

nasrallah-hassan8

موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
صارماً  وهادئاً، ببرودة القائد وضع النقاط على الحروف، قدم النصائح، فتح الباب واسعاً أمام الحوارات، كشف أكاذيب الفريق السياسي الذي يتهم المقاومة بأباطيل، وحدد السقوف السياسية وطبيعة المرحلة الراهنة.
إنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي حملت إطلالته العديد من الرسائل، فقد رحب بالخطة الأمنية بالضاحية وأكد أن المقاومة وثقافتها لا تتعارض مع الدولة وشرعيتها الدستورية، وعلى تكاملهما انطلاقاً من التحالف بين الشعب والجيش والمقاومة، الصيغة الأقدر على حماية لبنان في مواجهة الأطماع الصهيونية، والتي تمكّن لبنان من استثمار ثرواته المائية والنفطية.
وفي ظل الحديث عن خطورة الاتهامات التي يوجهها فريق سياسي لبناني لحزب الله حول نقل سلاح كيميائي من سورية إلى لبنان، أتى تأكيد سماحته بأن المقاومة ليست بحاجة لهذا السلاح بسبب قناعات أخلاقية ودينية، وكونها استطاعت بالإرادة الوطنية المقاومة الحرة أن تشكّل العامل الحاسم في ردع العدوانية الصهيونية عن لبنان، مشيراً ـ في السياق ـ إلى حجم الخسارة التي مني بها أعداء سوريا الذين راهنوا على سقوطها، ودعاهم بطريقة النصح ـ وبهدوء رهيب ـ إلى التراجع، لأنهم بتخاذلهم لا ينزعون الغطاء العربي عن سوريا، بل يضعون أنفسهم في خانة العمالة للأميركي والصهيوني والتبعية المطلقة له.
ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن خطاب سماحة السيد يشكل محطة سياسية فاصلة بين ما قبل الخطاب وما بعده، لأن لكلامه وقعاً في الحدث السياسي ما يجعل الكجميع يتسمرّون أمام شاشات التلفزة التي تنقل خطابه، لأنه يشكّل حدثاً فارقاً يجعل من كل كلمة يلقيها ذات أثر بالغ في مسار الأحداث، فهو عندما يحدد مواقف سياسية لا يطرحها على سبيل التكتيك السياسي، لأن هيبته وموقعه لا تحتمل هذا النوع من المواقف، فهو عندما يدحض مقولات البعض بأن حزب الله محتل  لسوريا، فلأنه يحدّد طبيعة العلاقات التي تربطه بسوريا الحاضنة والحامية والشريكة في انتصارات المقاومة، وهو لا يخفي تلك المشاركة المحدودة ، في حين أن من يشارك من الطرف الآخر يتلطى وراء مجموعات إرهابية وتكفيرية للقول إنهم لا يشاركون في المؤامرة المحاكة على سوريا في ضرب بنيتها وتهديم مجتمعها، ولأنه أيضاً يشير إلى طبيعة الهجمة التي تستهدف محور المقاومة والممانعة، لأن ما يواجه سوريا لا يتحدد في نطاق جغرافي مساحته القطر العربي السوري، وإنما هو استهداف للمقاومات العربية وفي طليعتها المقاومة البطلة في لبنان صانعة الانتصارات الكبرى وأمجاد لبنان التي استطاعت أن تغير معادلات كبيرة، وتنقل لبنان من وطن ضعيف إلى وطن قوي يحافظ على سيادته واستقلاله بسواعد أبنائه ويواجه بهم المطامع من كل اتجاه.
فخطاب سماحته، إذا ما تعمقنا في مضامينه، في كل مرة يحمل جديداً وينطلق من ثوابت لا يمكن زحزحتها أو تغيير معانيها، لأن المقاومة وسيدها لا يلجآن إلى البزار السياسي الذي تعوّد عليه البعض، فشرعية منطقها مستمدة من حق شعبها  في الحرية والاستقلال ورفض التبعية أيا يكن شكلها.
وعلى الرغم من كل ما سيقال، وخاصة من الفريق المخاصم للمقاومة نتيجة ارتباطاته بسياسات خارجية، فإن سماحة السيد، سيد الكلمات والمواقف، أشعرنا بالارتياح، واطمأنينا من خلال كلماته الموزونة أن محور الممانعة والمقاومة يحقق انتصارات، وأصبح عصياً على محاولات استهدافه، كما أنه أصبح قادراً على تغيير معادلات إقليمية ودولية.
قد يكون ذلك درساً لكل المراهنين على سراب الأوهام الاميركية التي لن يحين قطافها على الإطلاق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.