حزب الله ولائحة الإرهاب الأوروبية

hezbollah-girls

صحيفة الأخبار اللبنانية ـ
يحيى دبوق:
حملة التحريض باتجاه إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب التابعة للاتحاد الأوروبي تتفاعل في الآونة الأخيرة، وبمستويات مختلفة، وتحديداً من قبل إسرائيل والولايات المتحدة. وزارة الخارجية الأميركية أعلنت قبل أيام توقّعها قرب إعلان الخطوة الأوروبية، مشيرة إلى «وجود مؤشرات إيجابية في هذا الاتجاه»، بينما رجّحت إسرائيل الخطوة الأوروبية، التي عدّتها «مباركة وفي الاتجاه الصحيح»، وربطت بين هذا الترجيح والأنباء الممكن ورودها من بلغاريا، حيث من المفترض أن تعلن صوفيا قريباً نتائج التحقيقات التي تجريها إزاء تفجير مدينة بورغاس البلغارية، الذي استهدف عدداً من السياح الإسرائيليين، في شهر تموز الماضي.

لم تلق حملات ودعوات التحريض الإسرائيلية والأميركية حتى الآن صدى إيجابياً كاملاً لدى عدد من الدول الفاعلة والمؤثرة في قرارات الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي منع صدور قرار عن الاتحاد بإدراج حزب الله على اللائحة الأوروبية للإرهاب. توليفة عدد من الدول الأوروبية، بالفصل ما بين الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله، وإدراج عدد من الدول للأول دون الثاني، مكّنا من استيعاب الضغوط الإسرائيلية والأميركية، رغم تكثّفها في المراحل السابقة.
هل التفاؤل الإسرائيلي والأميركي، المعلن أخيراً، مرتبط بالنتائج المتوقعة للتحقيقات البلغارية الفعلية، وإمكان اتهام صوفيا لحزب الله مباشرة؟ أم يأتي التفاؤل والإعلان كعنصر داعم للضغوط الاسرائيلية والاميركية ضد بلغاريا وأوروبا، لغاية اتهام الحزب، تمهيداً لإدراجه على لائحة الإرهاب؟ حتى الآن، كانت صوفيا تعمل على عدم الوقوع في المحظور الأوروبي، وتمتنع عن إطلاق اتهامات سياسية بلا أدلة، وهذا ما كان يحرص عليه عدد من المسؤولين البلغار، لدى سؤالهم عن مجريات التحقيق.
كيفما اتفق، فإن نتائج التحقيقات، والوجهة النهائية التي ستصل إليها، ستكون مرتبطة أساساً بالمصالح الأوروبية نفسها، وليس العكس، ما يعني أن اللائحة الاتهامية البلغارية، في شكلها ومضمونها وطريقة إخراجها، ستكون كاشفة لوجهة سياسة عدد من الدول الاوروبية الفاعلة تجاه لبنان وحزب الله، وأي تغييرات قد تكون طرأت عليها في الآونة الأخيرة.. بمعنى أن سياسة هذه الدول تحدد وجهة التحقيق، سواء في هذا الاتجاه أو ذاك. أما القول بأن التحقيقات كافية بذاتها لإحداث تغيير في السياسة الاوروبية، فأمر مستبعد.
ضمن هذا الإطار، وهذه الوجهة، يمكن فهم الحملة الاسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله، ورسالة مندوب إسرائيل الى مجلس الامن، رون بروسور، على خلفية انفجار بلدة طير حرفا في جنوب لبنان. الرسالة الاسرائيلية كانت واضحة، وطالبت بضرورة اتخاذ خطوات عملية ملموسة لإنهاء خطر حزب الله. بحسب بروسور، «يجب على مجلس الامن إدانة سلاح حزب الله، وعملية التسلح الكبيرة القائمة حالياً»، الى حدّ وصفه ترسانة الصواريخ في حوزة المقاومة بالمهولة، مشيراً الى أن لدى «حزب الله عدداً من الصواريخ أكبر مما في حوزة أعضاء كثيرين في حلف الناتو».
على أي حال، ما يحدد وجهة السياسة الأوروبية هو مصالحها لا أكثر… وأحد تعبيرات ومؤشرات هذه المصلحة، بما يتعلق بلبنان ومصالحها فيه، بل والمنطقة أيضاً، هو إدراج حزب الله على اللائحة الأوروبية للإرهاب، أو الامتناع عن ذلك. أما لجهة إسرائيل، فلا يعني ذلك الاستكانة، بل عليها، وهو ما تقوم به، الإبقاء على الأجواء التحريضية قائمة، واستغلال أي معطى في هذا الاتجاه، مهما كان، ومن بينه تفجير بوغراس، وأيضاً انفجار طير حرفا، فإن لم تثمر الضغوط ومحاولات التحريض في هذه المرحلة، فلعلها تثمر في مراحل لاحقة… هذه هي السياسة الإسرائيلية المتبعة منذ عام 2006، ولا يقدّر أنها ستحيد عنها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.