حواجز الضاحية وحملة بندر

7ajez - hezbullah
وكالة أخبار الشرق الجديد ـ
غالب قنديل:

تصاعدت الحملة السياسية والإعلامية على حزب الله تحت شعار رفض الأمن الذاتي وهي حملة مبرمجة وممولة من جهات متعددة تبدأ بالسفارة الأميركية التي تواصل إنفاق موازنة الشيطنة متخطية رقم النصف مليار دولار الذي كشفه جيفري فيلتمان ولا تنتهي تلك الحملة في مقر الاستخبارات السعودية التي توعد رئيسها بندر بن سلطان في كلام منسوب إليه (ولم ينفه احد ) بعد تفجيري بئر العبد بإرسال مئة سيارة مفخخة إلى الضاحية الجنوبية .

أولا من البديهي ان تكون الاستخبارات الأميركية والسعودية هي المحرك الرئيسي للحملة السياسية بهدف تحقيق غاية محددة هي إرغام حزب الله تحت الضغوط السياسية والإعلامية لإرخاء القبضة الأمنية ولتخفيف التدابير الوقائية التي اضطر إليها في ظل عجز المؤسسات الأمنية الرسمية وعدم كفاية عدتها وعديدها ، ليصبح من الأسهل إدخال سيارات مفخخة جديدة ومعلوم ان حملة التفجير والقتل الجماعي ضد الضاحية وضعت لنفسها شعارا سياسيا مكشوفا هو إرغام المقاومة على الخروج من الميدان السوري بعدما أثبتت التجارب والمعارك واختبارات القوة ان التشابك والتلاحم بين المقاومة اللبنانية وبين الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني السورية يقيم معادلة جديدة ليست لصالح حلف العدوان على سوريا الذي تقوده السعودية وهو عامل يؤسس كذلك لقيام قوة قاهرة في مجابهة إسرائيل ويسرع في مخاض ولادة المقاومة الشعبية السورية على جبهة الجولان .

ثانيا يسجل الناس الطبيعيون في الضاحية الجنوبية لشباب حزب الله ومناصريه على الحواجز درجة عالية من اللياقة والتهذيب في التعامل مع الناس وهم يتحدثون شارحين اضطرارهم لإقامة الحواجز ولتفتيش السيارات والتدقيق في أوراقها حرصا على سلامتهم ويتقدمون بالاعتذار عن التسبب بأي إزعاج للعابرين وقد لاحظ الناس في الضاحية اتخاذ تدابير فورية باستبدال العناصر على العديد من الحواجز التي تلقت قيادة الحزب شكاوى بشأن طريقة تعاملها حيث ارتكبت اخطاء في لغة المخاطبة مع بعض الاستفزازيين الذين بادروا للتحدي وربما هم مرسلون لافتعال مشاكل بهدف تغذية الحملة السياسية والإعلامية المتممة لمخطط التفجيرات ومن الطبيعي ان تقع مثل تلك الحوادث في مهمة لم تكن على جدول اعمال حزب الله لولا وقوع التفجيرات وهو بالأصل لم يكن طيلة عمله المقاوم يضع في حسابه صرف أي جهد في التعامل مع مسؤوليات الأمن المباشر بمعناه الواسع داخل مناطق نفوذه الشعبي وخارج نطاق ما يمليه الصراع بين المقاومة والعدو الصهيوني من تدابير وإجراءات خفية لا تسبب أي إزعاج للمواطنين.

ثالثا لا بد لقيادة الحزب ونوابه ومتحدثيه ووسائل إعلامه من الاستمرار في مخاطبة الناس وتعبئتهم بأهمية التعاون في التدابير والخطوات المتخذة لحمايتهم مع عائلاتهم من باب الاضطرار الذي فرضه المفجرون الذين يستهدفون الشعب اللبناني بجرائم الإبادة والقتل ومن المفيد إظهار التحسب المستمر للإشكالات العفوية أوالمفتعلة على السواء والتصرف ببرودة أعصاب وهدوء في احتواء التذمر الذي يسعى المتآمرون لخلقه واستثماره عبر حملات إعلامية مركزة تديرها غرف العمليات المعروفة.

إن إدارة الظهر لردود الفعل والحملات المصنعة تمثل خطأ جسيما يخلي الساحة للمتآمرين على المقاومة وأهلها وتعني الوقوع في الابتزاز المشبوه والمقصود ويمكن لحزب الله بكل حزم ان يبادر هجوميا إلى شرح موقفه الوطني النزيه ومن غير الانخراط بسجال دفاعي في وجه تهمة الأمن الذاتي المزعوم فالحزب نصير فكرة الدولة الوطنية المركزية وهو كمقاومة مؤسس قاعدة قيام الدولة بتحرير الأرض وبالدفاع عن الوطن .

الخيار الصحيح هو صد الحملات واحتواء الثغرات عبر التمسك بالسلوك المتوازن الحكيم الذي يفقد المعتدين والمتآمرين والمتحاملين أي فرصة لتحقيق أهدافهم مع مواصلة تعبئة الناس وحثهم على التعاون وضمان تجسيد الحصانة الأخلاقية للمهمة الاستثنائية غير المرغوبة التي فرضتها خطة العدو الاستعماري وعملائه من خدم إسرائيل في المنطقة وداخل لبنان .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.