خاص: حرب سوريا.. هل نجح “إعلام الحقيقة” وما المطلوب مستقبلاً؟؟

ghaleb-kandil-ad

موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:

تارةً معرة النعمان وطوراً حلب، وتارة ريف حمص وحينا آخر ريف دمشق: إنتظروا المعارك الحاسمة! هكذا كانت ايحاءات المسلحين في الآونة الاخيرة.

لكن رغم تعقيدات الأوضاع، لم يأتِ الحسم الذي روّج له هؤلاء، وركب موجته إعلام عربي بات “مؤدلجاً” في سياقٍ مضاد لنظام عربي ممانع ضد اسرائيل، بفعل تسيير معروف ينتج عنه تصوير مضلّل للأحداث.

تهويل مخادع كان سمة الفترة الأخيرة في سياق حرب إعلامية توازي الرصاصة.. فهل نجح “إعلام الحقيقة” حتى الآن، وما المطلوب في الفترة المقبلة منه؟

وضع الإعلام الممانع والمقاوم في هذه المرحلة بشأن تطورات سوريا ووضع الإعلام القابع في الضفة الأخرى للأزمة، والمطلوب على صعيد الحرب الإعلامية العالمية القائمة استطلعنا حوله رأي الباحث الاستراتيجي والخبير في الميدان الإعلامي أيضاً الأستاذ غالب قنديل.

تفكيك الأضاليل

يقول قنديل: “لا شك أنه منذ بداية الأحداث السورية قام الإعلاميون السوريون وإعلاميو المقاومة بجهد كبير أدى إلى تفكيك “البيئة الافتراضية”، أهم محاور العدوان التي تشكلت عبر فبركات القنوات الإعلامية و”امبراطوريات إعلامية” ضخمة جرى تسخيرها لهذا الهدف.. الإعلام السوري والمقاوم شكّل المفصل الرئيسي لجهد مضاد، وحقق انتصاراً كبيراً على الحرب العالمية وإعلامها، وفكّك هذه البيئة الافتراضية، وفضح الأكاذيب بالوقائع.
لقد تجندت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية في المعسكر المقاوم في هذه المهمة، ونجحت في تبديل موازين القوى الإعلامية. أدى ذلك إلى اتخاذ إجراءات ثأرية، كالعقوبات على وسائل إعلام، منها وسائل إعلامية ايرانية مثل “برس تي في” و”العالم”. فالعقوبات التي تلاحق وسائل الاعلام هي تجسيد للمأزق الذي تعيشه القوى المعادية وإعلامها، فهي فقدت أحد أكبر الأسلحة وهي أدوار الوسائل الاعلامية، وقد فقدت بعض القنوات بحربها على سوريا كل الإدعاء المهني، وهذا تحوُّل كبير، فلم يعد من السهل بث أخبار وصور مزيفة أو بث أشرطة مزوّرة يُزعم أنها في سوريا لاتهام الجيش والنظام بها، فهذا الزمن قد انقضى، وكل رواية تعرض أصبحت تدخل في دائرة الشك عند المتابع. ورأينا أن الجزيرة والعربية و”بي بي سي” و”فرانس 24″ والتلفزيون الالماني اعتذرت عن أشرطة كاذبة.

موجة التضليل الأخيرة

وأعطى قنديل مثلاً عن موجة التضليل الأخيرة، فقال: “خلال الأسابيع الماضية لم يبق أحد التقيت به إلا وكان يريد الاطمئنان لما يجري على الأرض في سوريا، لأن الآلة الإعلامية المضادة سوّقت أن المعارضة تسيطر على أقسام كبيرة من الأرض السورية، وقد أجريتُ لبعض من التقيتهم حساباً ميدانياً عن واقع الحال على الأرض السورية، فالدولة تسيطر على جميع المدن وفشلت العصابات في كل المعارك التي “طبّلت وزمّرت” لها:
– فحلب تحت سيطرة الجيش بمعظمها
– في حمص الوضع شبه محسوم
– ريف حمص العمليات فيه مستمرة ضد أوكار المسلحين
– محافظة ادلب بمناطقها الثلاث الرئيسية تحت سيطرة الجيش
– ريف دمشق يتقدم فيه الجيش وينفذ خطة شاملة، ولم يستطع المسلحون أن يتقدموا شبراً واحداً في أطراف العاصمةـ لذلك عمدوا إلى اطلاق بعض القذائف هنا وهناك.

يعتبر قنديل أن “هذا الوضع يشير إلى مجموعات متخبطة، وتحاول بالمقابل إثارة الضجيج الإعلامي، إلا أن الواقع يؤشر إلى عكس هذا الضجيج، وأن المناخ الشعبي لمصلحة النظام، فخروج مسيرة في حلب في خضم الاشتباكات ترفع صور الرئيس الاسد ودخول الناس إلى مخيم اليرموك بمسيرة تهتف بإخراج المسلحين، كل هذا يعني أن القاعدة الشعبية التي يستند إليها الجيش والنظام والأسد توسعت ولم تضق”.

المطلوب اليوم

لا يعني هذا التوصيف ـ بحسب قنديل ـ أننا في أفضل حال، “فالكثير من الجهد مطلوب اليوم لأن الحرب على سوريا تجري “بالتراكم اليومي” لتوليد مشاعر تساعد هذه القوى التي تشن الحرب”.

يضيف: “نحن بحاجة إلى تفعيل ديناميكية العمل الإعلامي الذي ينقل الوقائع بسرعة لأن القوى المعادية مصممة أن يبقى لها السبق في صنع رأي عام وتوليد انطباعات لمصلحتها. والرأي العام لا يحلّل الوقائع دائما وبالتالي تؤخذ الناس ـ بل بعض المسيّسين أحياناً ـ بانطباعات يراد خلقها”.

يشير قنديل أخيراً إلى أن “ما لمسته على الأرض في سوريا أن المواطن السوري لم يعد يتأثر بالحملات الإعلامية، فهو بات يعرف الحقائق ويطالب بتعجيل العمليات ضد المسلحين، لأن هذا الخليط من متعددي الجنسيات لا يشكل إغراءً للوقوف بجانبه”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.