خاص ـ مخيم اليرموك ينزف: التغريبة الثانية

yarmouk-camp1

موقع إنباء الإخباري

خاص من دمشق ـ

المحامية سمر عبود:

رحلوا للمرة الأولى في عام 1948 ، حين قبض بعض القادة ثمن خيانتهم ، وتسليمهم الأرض والعرض. حينها سيطر اليهود، بمساندة القوى العظمى ، التي مهدت ـ على مدار سنوات ـ هجرة اليهود من المشرق والمغرب إلى أرض فلسطين.

استوطن اليهود الأرض، وبدأت حملة تهويد فلسطين، لسنوات طويلة، قبل أن يعلنوا الحرب، فتخرج منها الجيوش العربية مهزومة نتيجة الخيانة منها من زود بأسلحه فاسدة، ومنها من منع من المضي قدماً، ومنهم ومنهم …

تم إعلان قيام دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطين، وبقيت الأخيرة على الورق ولم ترَ النور، ومن يومها حتى الآن عرفنا القضية الفلسطينية. بدأ الترحال الفلسطيني إلى الدول المجاوره، إلى المملكه الأردنية، لبنان، سوريا وغيرها. هذه كانت التغريبه الاولى .

منذ عشرات السنين، التي قاربت على السبعين، ينتظر الفلسطينيون الحل الدائم وقيام دولة فلسطين.

مؤخراً، مُنحت فلسطين صفة مراقب. يقال من راقب الناس مات همّاً. أما عباس فمسرور بإنجازه التاريخي، وهو اختزال فلسطين إلى الضفه وغزة. تغيّرت خارطة فلسطين وفرح القادة.

قسم كبير من الفلسطينيين رحلوا في الماضي من بيوتهم إلى سوريا، مفتاح البيت ما زال معلقاً في زاوية البيت، وزاوية القلب. يحلمون بالرجوع، كل تلك السنين التي مرّت لم يستسلموا لليأس، حلموا وما زالو حالمين.

مرّت السنون، وكبر الطفل الصغير النازح، وصار جامعياً، عمل وأصبح سورياً ـ فلسطينياً، تمتّع بحقوق كثيرة، في بعض الأحيان تفوّقت على الحقوق المعطاة للسوري .

منذ بدء الأزمة حرص الفلسطينيون على عدم زجهم بها، الأغلبيه الساحقة مؤيدة للدولة التي منحتهم بيتاً وعملاً وحقوقاً.

مخيم اليرموك أحد المخيمات الفلسطينية في سوريا، يعج بالحياه. يصعب على المرء أن لا يشعر بعبق فلسطين فيه، وعبق الشام، اللذين اتحدا وكوّنا مزيجاً أجمل ما يكون.

اليوم، كما في الأمس، بعض القيادة في المخيم قبضت ثمن الخيانة، وسلّمت المخيم لعصابات الجيش الحر لتدخل وتسطو على المخيم.

كل من عارض أُعدم ميدانياً، هبَ الجيش العربي السوري للدفاع عن المخيم ، فهو قطعة سورية، لكن من خان من الجيش وقبض الثمن أيضاً رغم قلّتهم ، كان شريكاً وسبباً في قتل وذبح المواطنين.

بدأت التغريبة الثانية، المعارك ما بين كرّ وفرّ، تارة يعلنون أن الجيش الحر مسيطر، وتارة الجيش العربي السوري .

حتى كتابة هذا الموضوع، ما زالت المعارك مستمرة، والجيش العربي السوري يسطّر بطولات هناك، يحمي المواطنين العزّل الذين يُقتلون بدم بارد لمعارضتهم الجيش الحر. الجموع بدأت بالنزوح منذ بضعة أيام من المخيم إلى حي الميدان وغيره من الأحياء المجاورة. لكن المفاجأة أن أهالي الميدان رفضوا استقبال الفلسطينيين، وتركوهم يهيمون على وجوههم باحثين عن مأوى في المطر والبرد.

أتذكرون الميدان ومعركة الميدان؟

 دعوني أذكّركم، العصابات تمركزت في الحي وعاثوا به فساداً، وبعد معركة ضارية هزمت العصابات. كان الحي مركزاً للإرهابيين والخونة، واليوم يرفض استقبال مواطنين مسالمين طلبوا المعونة والمبيت.

فاتني أن أقول لكم أن كل المعارضين والمسلحين وأعضاء الجيش الحر، غادروا المخيم قبل تسليمه. السيناريو والتاريخ يعيد نفسه. من بقي في المخيم هم المؤيدون بعد مغادرة المعارضين. طُلب منهم هذا لعلمهم المسبق بموعد الدخول. خانوا وقبضوا ثمن هذا، فذهبوا وتركوا من تبقى يلقَون مصيراً مجهولاً.

أحمد جبريل، أحد القادة الفلسطينيين، ما زال يقاتل جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري. رفض المساومة. ما زال مرابطاً هنا، فما بالنا نسمع أنه معرّض لفصله من القيادة لأنه شريك بالدم الفلسطيني؟ وعباس يطالب بعدم التعرض للفلسطينيين، فهل هم يعون ما يحدث، أم أنها خطة إعلامية متقنة لإيهام العالم أن من يقتل هو الجيش السوري؟

أسود تقاتل إلى جنب الجيش، فلسطينيون هم، يعرفون معنى الوطن جيداً، يرفضون الخنوع، يقاتلون بكل ما أوتوا من قوة

مخيم اليرموك ينزف، الشرف ينزف، والمال تصدر دور البطوله كما هو معتاد بايعاز من من قبضوا وهربوا خارج سوريا.

 

yarmouk-camp

هاكم محادثة مع إحدى القاطنات في المخيم، والتي اضطرت أن تهرب. ها هي تسرد ما حصل هناك.

هي شهادة ميدانية من إحدى النازحات من مخيم اليرموك ننشرها باللهجة العماية كما هي حفاظاً على المصداقية، وتكشف في طياتها بعض ما يحصل في مخيم اليرموك.

المواطنة تقول في محادثه عبر الانترنت لاحدى صديقاتها :

الجامع اللي نضرب.بجنب بيتي الحمدالله كلنابخير…بس الخوف والتشرد..بواب البيت طارو وطلعنا فورا بنتي زغيرة وابني رح يموتو من الخوف…ماقدرت اشوفهن بهالرعب…طلعنا ­..عمنطقة ياستي برا المخيم عالم تاني مااافي شي بالمناطق حوالينا…بس كمان مالاقينابيوت للأجار…والكلاب أهل الميدان ماستقبلو حدا..من الفلسطينية….ي­عني رح انجلط عمنظر الناس بالشوارع…بهال ­برد….لو كانو يفهمو اللي دعمو المعارضة اهل الميدان..من أكترالسوريين معارضة…قال بدنانوقف جنب السوريين بثورتن…ليكن اللي سببو بتشردكن..رموكن ورفضو يستقبلوكن في شي غريب رغدة ماعم بفهمو… انا كنت نايمة وقت الضربة الصوت وصراخ ولادي والبيت اهتز طارو البواب والشبابيك فقت كان القيامة قبل بيومين كلشي من أهالي المسلحين طلعو من المخيم.والمعارضين..في واحد منعرفو معارض وقرايبو بالجيش الحر ..كان عنا سلمني جمعية كنا عاملينا قلتلو ليش هربت عيلتك قلي هاليومين في أتلة مرتبة للمخيم..وكنا قبل بيوم سامعين عن انشقاقات بالقيادة ونكرو استنو كأنو في اتفاقية بين اللي انشقو وبين الجيش الحر صارت3أمور بوقت واحد الجيش الحرمستعدين على مداخل المخيم..وناطرين ­ شي ليهجمو صارت الضربة بنفس الوقت خلال 10 دقايق صار الجيش الحر منتشر بالمخيم وعناصر القيادة اللي سمعنا عن انشقاقهن انشقو…ضربة هجوم انشقاق ..كلو مع حركة النزوح والفوضى. واسعاف الجرحى…وووو…كلو محسوب عندي احساس. انو الطيار يامتعامل معن ..اومسيطرين عطيارة أو…أوو…سمعتو هادااللي طلع. اعلن انشقاقو..وقال انو كان من. زمان ينسق مع اللثوار ….شكلو هيك القصة بس نحنا طلعنا…مافي تلفزيون ولانت…هلق قلولي انو بقدر فوت..نت برصيدي…فحبيت طمنك وحطك بالوضع…الجيش الكر فات المخيم ونازلين دبح. ..وقتل بعناصر القيادة العامة ..واخدو كتيير عالم منن جوز رفيقتي…لان أبوه كان. شرطي…فهاد اكيد عالذبح…يحرام. ­..الله يحمي. المخيم واهلو واحد بقيان ببيتو لان في كتير ناس مالا مكان. تروح فبقي ببيتو هوي وامو وخواتو ..قلولوالجيش الحر بدك تطلع قلن مابطلع ..اعدموه طلقة براسو ..جارن بس شاف هيك هرب …اجو قعدو معنا بالبيت اللي استأجرناه …منبعد عن حدود لبنان. نص ساعة بالسيارة ..ومافي ولاااااااشي برا المخيم. والحجر طولت عليكي بس لتكوني …على علم شو صار….هلق اتصلو فينا من اللي بقيو…الجيش الحر عميسرقو البيوت والمحلات والمشافي ..وكلشي قدامن ..عمينهبوه…ما بعرف شو صار ببيتي ..المهم الكل بخير

سنوافيكم بكل جديد من شهادات ميدانية وصور فور ورودها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.