خاطرة “أبو المجد” (الحلقة التاسعة والثلاثون)

bahjat-soleiman1

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

-1-
[ وسوى الرُّوم، خَلْفَ ظَهْرِكَ، رُومٌ         فَعَلَــــى أَيِّ جــــانِبَيْكَ، تَمِل ]

[ الأسد رهينة نظام، لا يسمح بالتغيير، ولا أرجّح سقوطه عسكرياً ]

هذا ما جاء في مقابلة (الملك عبد الله الثاني) مع مجلة (لونوفيل أوبزرفاتور) الفرنسية….

هل تعرفون ما معنى هذا الكلام – وليس ما هو ظاهره؟ – إنه يعني أنّ النظام السياسي في سورية غير قابل للسقوط، الذي يسمّيه المحور الصهيو-أمريكي بـ(التغيير) ويعني أنّ هذا النظام السياسي المتين، المعبّر عن أغلبية الشعب، متشبّث برئيسه حتى النهاية، ولن يتخلّى عنه، مهما كانت التحدّيات والمصاعب.. ومن البديهي أنّ الرئيس الأسد، سوف يكون عند حسن ظنّ شعبه به، ونظامه السياسي، وجيشه الوطني، وسوف يقود الرَّكْب، إلى أن يُهْزَمَ كلّ مَن فكّر بالنيل من سورية.. أمّا عدم القول بترجيح سقوطه عسكرياً، فهذا يؤكّد فشل المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه، في إسقاط النظام السياسي السوري أو الرئيس الأسد، رغم كل المحاولات السابقة المتكالبة.. ويعني أيضاً فشل جميع المحاولات اللاحقة عبر الـ(سي لَخْضَرْ) ومَن سبقه، ومَن قد يلحقه، من التحايل على سورية، والتذاكي والتشاطر، للانتقال بها تحت عنوان (التغيير) إلى نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، الأكثر تدميراً وخطورة على المجتمعات والشعوب والدول، والمُصَمَّم    – أي نظام المحاصصة – صهيو:أمريكيا – لتلغيم وتفخيخ الدولة والمجتمع، من داخلهما، بغرض تفجيرهما، كلما اقتضت مصلحة الاستعماريين الجدد، ذلك، كما حصل في لبنان والعراق.

-2-

[ الرئيس بشار الأسد.. ووراثة الحكم!!! ]

يحلو لبعض الإعلاميين العرب، سواء كانوا من الوزن الثقيل كـ: (هيكل) أو من وزن الريشة، أو وزن الذبابة، أو من عديمي الوزن، أن يتحدثوا عن (توريث السلطة) في، سورية، وبطريقة غير شرعية!!!. والسؤال هو: إذا كنتم صادقين في اقتناعكم، بأنّ السلطة، جرى توريثها، في سورية، عام (٢٠٠٠) وبطريقة غير شرعية – كما يحلو لكم القول – فأجيبونا، وأفيدونا – بالله عليكم – عن مفهومكم للتوريث؟ وعن مفهومكم للطريقة الشرعية في التوريث؟ أليس (التوريث) هو انتقال السلطة، أوتوماتيكيا، ودون أخذ رأي الشعب، بل وغصباً عن الشعب (في كثير من الأحيان) من الأب إلى الأخ أو الابن؟ أليس هذا ما جرى ويجري، في ممالككم وإماراتكم؟؟!! وما هو مفهومكم لـ:(الطريقة الشرعية) هنا؟ هل هي مباركة “العم سام” والمطبخ السياسي الصهيو-أميركي، لكي يصبح التوريث شرعياً، وتصبح طريقة حصوله، شرعية؟؟!! يبدو أنّ الأمر كذلك.
وأمّا في سورية، فلو كان الأمر توريثاً، لجرى كما يجري في المشيخات والمحميّات الملكية والأميرية، ولَمَا كان هناك حاجة، إلى أخذ رأي الشعب.. أمّا، وأنّ الأمر، ليس توريثاً، بل هو خيار شعبي سوري (لنهج قومي وطني مستقل) لذلك، جرى استفتاء الشعب السوري، حينئذ، فأعطى ثقته، للدكتور بشار الأسد، رئيساً للجمهورية العربية السورية… والبرهان على ذلك – أي على أن الرئيس بشار الأسد، كان خيار الشعب السوري – أنّنا، الآن، وبعد مضي أكثر من اثني عشر عاماً على ذلك، وبعد الحرب الكونية الإرهابية العدوانية، على سورية، وبعد الخسائر البشرية والمادية الهائلة، التي تكبدتها سورية، بسبب هذه الحرب الصهيو-أطلسية- الوهابية، عليها، وبعد المحاولات المستميتة، للأخطبوط الإعلامي الصهيوني الدولي وملحقاته، لشيطنة الرئيس الأسد والعمل على أبلسته، والتشهير به، وتحميله مسؤولية كل ما جرى ويجري في سورية… رغم ذلك كله، فإن الرئيس بشار الأسد، لا زال هو خيار الشعب السوري، وأكبر برهان على ذلك، هو أنّ الغرب الأمريكي والأوربي وأتباعه وأذنابه، لم يتركوا طريقة ولا وسيلة، ولم يوفروا طاقة ولا جهداً، يمكن أن يبذلوها، لإبعاد الرئيس بشار، عن شعبه، و لإبعاد شعبه، عنه، إلاّ وقاموا بها، لكي يقطعوا الطريق على الشعب السوري، ويمنعوا عنه، إمكانية -حتى إمكانية – أن يقول رأيه، فيما إذا كان يريد (بشار الأسد) رئيساً له، أو لا يريده رئيساً له، عبر العمل على منعه من ترشيح نفسه، للرئاسة في العام القادم!!!!!!! لا بل إنّ هؤلاء، يفقدون توازنهم وأعصابهم وعقولهم، كلما أيقنوا أنّهم عاجزون عن ذلك..
ومع ذلك ورغم ذلك، لا يخجلون ولا يستحون ولا يجدون غضاضة، في استمرار الادعاء، أنّهم من دعاة الديمقراطية والحرية والدفاع عن الشعوب!!!!!!!!! مع أن المطروح في هذا المجال – من قبل الدولة الوطنية السورية – يجسّد ألف باء الديمقراطية، عبر إفساح المجال، للشعب السوري، لكي يختار، مَن يراه مناسباً لرئاسته، من بين الأشخاص المرشحين للرئاسة، عبر صناديق انتخابات حرة، وبمواكبة دولية. ويبقى السؤال: إذا كان الرئيس بشار الأسد، وبعد كل ما حصل، ترتعدون من شرعيته، ومن اختيار أغلبية شعبه، له… فكيف تسمحون لأنفسكم بالتشكيك بشرعيته الشعبية، وبالإصرار على أنّ وصوله، إلى سدة الحكم في سورية، عام (٢٠٠٠) كان عملية وراثة؟؟!!! إلاّ إذا كنتم تعتبرون، وصول (أنديرا غاندي) إلى الحكم، بعد أبيها (نهرو) مباشرة، عملية وراثة؟؟!! أو إذا كنتم تعتبرون وصول (راجيف غاندي) إلى الحكم، بعد أمه (أنديرا) مباشرة، عملية وراثة، لمجرد أنّ أحدهما ابن للآخر ؟؟!!!!!… إنّ الوراثة تعشش في عقولكم وفي دورتكم الدموية وفي نسيجكم الاجتماعي وفي جميع مراتبكم السياسية!!!!! أمّا في سورية، فالوراثة، ليست وراثة أشخاص، بل هي وراثة إرث وتراث القيم والمبادئ الوطنية والقومية والاستقلالية والكرامة… وهذا ما يرعبكم، ولذلك، تخلطون الأمور ببعضها، وتسمونها (وراثة) شبيهة بـ (وراثاتكم) المزمنة، منذ مئات السنين.!!!!!.

-3-
(الأستاذ محمد حسنين هيكل): يراهن على (حسن عبد العظيم) و(ميشيل كيلو) في نظام سوري جديد، بديل للنظام السوري القائم!!!!!!!!!!!!!!!!!.
ألا يدلّ هذا الكلام، على أنّ الأستاذ (هيكل) ليس لديه، صورة سليمة، عن الوضع الداخلي في سورية، أو تمتلك الحد الأدنى من الدقّة، رغم حجم وضخامة المعلومات، لدى الأستاذ هيكل، في ما يخص الوضع الخارجي، الإقليمي والدولي؟.. ألا ينطبق عليه القول المأثور: (هناك دائماً، ركن غبي، في عقل أكثر الناس، حكمة وذكاء؟!).

-4-
(خطاب الرئيس الأسد، يشكّل فرصة ضائعة)، (الزمن الذي تمنح فيه الإصلاحات من أعلى، قد ولّى)، (“الناس” يريدون أن تكون لهم كلمة، في طريقة حكمهم، وأن يتولّوا أمر مستقبلهم، بأنفسهم)، (الرئيس الأسد يمكنه أن يستجيب لتطلعات شعبه، بدلاً من مقاومتها) !!!!!!!. لم نكن نريد العودة مرّة أخرى، للتعليق، على ما قاله الأخضر الإبراهيمي (سي لَخْضَرْ)، ولكن تصريحاته، هذه، تثبت، بما لا يتطرق إليه الشك، أنه دخل فعلاً في مرحلة (أرذل العمر) عقلياً، وليس فقط، زمنياً.. وإلاّ كيف يمكن لرجل محنّك، يمتلك خبرة نصف قرن من العمل الدبلوماسي، أن يوقع نفسه، في مطب كهذا، لا يقع فيه، إلاّ المبتدئون في العمل السياسي والدبلوماسي؟؟!!.. إلاّ إذا كان (سي لخضر) يتوهّم فعلاً، أنه صاحب الحق في تقرير مصير الشعب السوري، وأنّ الشعب السوري فوّضه، ليقرر مصير سورية، وليحدّد للسوريين، ما يجب وما لا يجب عليهم فعله، وليصادر حق الشعب السوري في ممارسة إرادته الحرّة، بدلاً من أن يقوم بما يجب عليه، القيام به، من أجل أنّ يقرّر الشعب السوري مصيره، بنفسه… إنه بمثل هذه المقولات غير المسؤولة، وخاصة، عندما ردّد، سابقاً، ويردّد الآن، كلمة (الناس) (الناس) بحيث يوحي أنه يقصد بـ(الناس) (الشعب السوري)، بينما بات واضحاً، أنه يقصد بهم، ليس فقط (أعداء الشعب السوري) ممن سموا أنفسهم ( أصدقاء الشعب السوري) بل يقصد أدوات هؤلاء وبيادقهم وعملاءهم وجواسيسهم، المتسكّعين في الخارج، على أبواب السفارات الأطلسية، وخاصة (إتلاف حمد موزة وحمد نعجة) الذي تعتبره، أغلبية الشعب السوري الساحقة، خائنا للشعب السوري، وتطالب بمحاكمة أفراده، بتهمة الخيانة العظمى!!!!!. وإذا لم يغيّر (سي لخضر) هذا النوع من المقاربات الحولاء، فإنه يحكم على نفسه، بالتقاعد السريع من هذه المهمة، وليلتحق بسابقه (كوفي عنان) فهل هذا ما يريده (سي لخضر)؟ أم إنه يريد أن يبرّئ ذمته، أمام مَن يدفعون له مليون دولار شهرياً، لقاء قيامه بهذه المهمة، وكأنه يقول لهم (ما باليد حيلة) وها أنذا، أفعل كما تريدون، لكن الموضوع، أكبر مني، وخارج عن إرادتي وإرادتكم، وعن رغبتي ورغبتكم ( أي باختصار، الموضوع هو بيد الشعب السوري، ودولته الوطنية وقيادته الشرعية) ولكنه، لا يجرؤ على قول ذلك، جهاراً نهاراً، لهم.

-5-
(حرب “الوهابية” الآن، هي ضد “الصفوية”)

والعمل على شيطنة إيران، واعتبار مصطلح “الصفوية” وكأنه شيطان رجيم، بدلاً من اعتبار “الصهيونية” كذلك.. وللأسف، فقد نجحت، إلى حد لا يستهان به، في ذلك، واستطاعت استجرار فئات غافلة وجاهلة، وموتورة ومأجورة، إلى هذه المعمعة، مع أنّ (الصفويين) لم يقوموا باستعمار (العرب) بل من قام بذلك، هم (العثمانيون) عبر (السلطنة العثمانية) التي سمّوها – نفاقاً ورياء – (خلافة إسلامية) واستعمرت العرب لمدة أربعمئة سنة (ويحضرني هنا، ما ذكره “فكتور هيجو” في مقدمة روايته الرائعة “البؤساء” حيث قال: “العثمانيون، مَرُّوا من هنا.. كل شيء خراب”)… بينما (الصفويون) لم يستعمروا العرب، وكانت حروبهم، مع (العثمانيين)… فهل يجوز للعرب، أن يقفوا مع مستعمريهم القدامى، ضد من لم يستعمروهم سابقاً؟؟!!، وضد من مدّوا اليد إليهم، لاحقاً، بعد قيام الثورة الإيرانية، عام (١٩٧٩) من أجل الوقوف، سوية ومعاً، في مواجهة الغزو الاستعماري الصهيوني العنصري…… وبدلاً من ذلك، أعلنّا الحرب على إيران، بذريعة، أنهم يريدون تصدير الثورة (وكأن الثورة بضاعة، للتصدير والاستيراد!!!!).. وعندما تريد أن تعرف السبب الحقيقي، يبطل العجب: إنه القرار الأمريكي، بوضع محميات ومشيخات النفط الخليجية، في موضع التبعية لـ: (الصفويين) عندما كان شاه إيران، حليفاً تابعاً، للمحور الصهيو-أميركي…. وكذلك وضع هذه المشيخات والمحميات، نفسها، في موضع العداء لـ:(الصفويين) (الفرس، الرافضة، المجوس، الخ الخ الخ !!!!!!) بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية، المعادية للمحور الصهيو-أميركي.

-6-
(الأمريكان…. والعراق)

السؤال الأول: إذا كان الأمريكان قد توهّموا، أنّهم إذا قاموا – أثناء احتلالهم المباشر للعراق – بلعبة مذهبية في العراق، عبر تسهيل تسليم السلطة، للشيعة.. فإنّ ذلك سيضمن لهم، الولاء والتبعية الكاملة لواشنطن.. لكن الحكّام الجدد في العراق، خذلوا واشنطن، وبدؤوا بالتملص شيئاً فشيئاً، والعمل على الابتعاد عن الأمريكان، بقدر ما تسمح لهم، به، الأوضاع الموروثة، عن الاحتلال وما قبله… فهل يجب معاقبة هؤلاء الحكّام الجدد في العراق، أم تشجيعهم؟ سؤال برسم الإجابة؟.
السؤال الثاني: إذا كانت إيران، قد قامت بدعم العراقيين، للتخلص من الاحتلال الأمريكي، وهذا أمر ثابت – باعتراف جميع القيادات الأميركية – فهل يجب أن تجري معاقبة إيران على ذلك؟، وهل يجب اتّهامها بالطائفية والمذهبية؟ وهل يجب الانجرار وراء نواطير النفط والغاز، الذين دخلت القوات الأميركية، من أراضيهم، ومن بحارهم، ومن أجوائهم، عندما قامت باحتلال العراق، عام (٢٠٠٣) أو الانسياق معهم، بتوجيه التّهمة للإيرانيين، بأنّهم قاموا بتسهيل الاحتلال الأمريكي، للعراق؟.. أم أنه يجب الاعتراف بأنّ السياسة الإيرانية، مبنية على رؤية استقلالية إستراتيجية، تضع نصب عينيها، والهدف الأول أمامها، عملية الوقوف في وجه الهيمنة الأمريكية الاستعمارية الجديدة، ومنع هذه المنطقة، من الانخراط في طابور القطيع الأميركي، ومنع إلحاقها بالقاطرة الإسرائيلية؟ وهذا سؤال ثان، برسم الإجابة…. مع ضرورة عدم نسيان، بأنّ إيران، لم تستعمر العرب، عبر مئات السنين الماضية، بل (تركيا) هي التي استعمرت العرب، لأربعمئة سنة (فقط) باسم الإسلام وباسم الخلافة الإسلامية (التي يعتبر نموذجها الأفضل “السلطان سليمان القانوني”!!!!).. وفي القرن الحادي والعشرين، تعمل تركيا (أردوغان) لكي يعيد التاريخ نفسه، مرّة ثانية!!!!!!.
والسؤال الثالث والأخير: هل يجوز اتّهام شيعة العراق بـ (المذهبية) وبالتبعية لإيران، وهم الذين بَرْهنوا، عبر ثماني سنوات، من الحرب العراقية-الإيرانية، أنّ وطنيتهم العراقية، تتقدم على انتمائهم المذهبي؟….. ولنتذكّر أخيراً، أنّ (الطائفية) و(المذهبية) هما ملاذ الأوغاد.

-7-
(الزحفطونيون، العضاريط)

جميع أصدقاء إسرائيل، وأعداء سورية، وأتباعهم من نواطير الغاز والكاز (الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء الشعب السوري!!!!!) لم يقاربوا مرّة واحدة (الأزمة السورية)، إلاّ من باب تأجيجها وتعميقها وتوسيعها، تحت عنوان (العمل لحل الأزمة السورية!!!!!).. وهؤلاء، وحدهم، هم المسؤولون عن كل هذا الموت والخراب والدمار في سورية، وهم الذين أرسلوا عشرات آلاف الإرهابيين والمرتزقة، من الخارج، إلى سورية، وهم الذين زوّدوهم بالمال والسلاح والعتاد والمعلومات ووسائل الاتصال، وهم الذين احتضنوا عشرات آلاف المهرّبين واللصوص وقطّاع الطرق والخارجين على القانون، في داخل سورية، وسمّوهم (الجيش السوري الحر!!!!!!!) وهم الذين استنفروا وجيّشوا شبكات وسائل ووسائط إعلامهم الأخطبوطية الهائلة، في العالم، لـ(شيطنة) الجيش العربي السوري العملاق، الوطني، القومي، العقائدي، العلماني، المقاوم، الممانع، المحترف، والذي مضى على إنشائه، ثلاثة أرباع القرن، والذي خاض أربع حروب كبرى مع إسرائيل، وأطلقوا عليه تسمية (كتائب الأسد) وهنا قالوا كلمة واحدة صحيحة – لأوّل مرّة – هي (الأسد) ذلك أن الجيش السوري، بفيالقه، وفرقه، وألويته، وكتائبه، وسراياه، وفصائله، يشكّلون جيشاً من الآساد، والحقيقة أنّ كل جندي من الجيش العربي السوري، هو، أسد، قائم بذاته، فكيف بنصف مليون جندي من جنود وصف ضباط وضباط هذا الجيش العملاق ؟؟؟؟.
أمّا الأبواق الإعلامية الأعرابية المسمومة، لأصدقاء إسرائيل (ممن سمّوا أنفسهم: أصدقاء الشعب السوري!!!!!) مهما تفنّنت مواخيرهم الإعلامية المسمومة في ممارسة العهر الإعلامي والابتزاز السياسي، فهؤلاء، جميعاً، بمؤسساتهم وأفرادهم، ليسوا أكثر من مرتزقة (متعيّشة) على فتات موائد نواطير النفط والغاز، وليسوا إلاّ لاعقي أحذية، لأصغر دبلوماسي في سفارات (الناتو)، وليسوا أقل من أيّ تَلّة نفايات، متكدّسة في جغرافيات الأقطار العربية، تسمّم الأجواء التي تنغل فيها، ولكن دواءها الوحيد وعلاجها الناجع، القادر على إفشالها وإجهاض مفعولها، هو (الجيش العربي السوري) ولذلك شنّت حربها الطاحنة عليه، بدءاً من أصغر جندي فيه (والذي هو أكبر من الكبير فيهم) إلى القائد العام للجيش العربي السوري: الرئيس العملاق الفريق بشار الأسد، الذي أثبت في هذه الحرب، أنه ليس قائداً سياسياً من طراز رفيع، فقط، بل هو قائد عسكري، من طراز (يوسف العظمة) الذي لا تعني له حياته شيئاً، إلاّ دفاعاً عن وطنه، والذي واجه الغزو الفرنسي، بينما واجه الرئيس الأسد، جميع دول الحلف الأطلسي وأذناب هذه الدول وملحقاتها، وأجهض مخططاتها، ولم يهن ولم يلن ولم يتردد ولم يتراجع، وصمد، مع شعبه وجيشه، صمود الجبال الراسيات… وهذه التضحيات الجُلّى، التي قدّمها ويقدّمها السوريون، هي التي حمت وتحمي سورية، من الخروج خارج التاريخ، وخارج الجغرافيا.
(ملاحظة):
الزحفطونيّون: ج: زَحْفَطُوني، وهو: الزاحف على بطنه.
أمّا العضاريط: ج: عَضْرُوط، فهم: مَن يعيشون على بطونهم.

-8-
عندما يقول الشيخ “رحيّل غرايبة”: (الطرف الأمريكي الغربي الخبيث، يسعى لتأمين مستقبل “إسرائيل” لا أكثر) كان حرياً به ألاّ يتناقض مع قوله هذا، وأن لا يسمّي مايجري – وخاصةً في سورية – بأنه تحرّك وطني للتحرّر.. طالما أنّ (الطرف الأمريكي الغربي الخبيث، الذي لا يهمّه إلاّ “إسرائيل”) هو الذي احتضن ويحتضن مختلف الزمر والمجموعات المسلحة والإرهابية التي تمارس القتل والتدمير في سورية، وطالما هو الذي احتضن تعبيراتها السياسية، من (مجلس استانبول) إلى (ائتلاف حمد).. وطالما أنّ رأس حربة الحلف الأطلسي (تركيا) هي التي تشكلّ رأس حربة هذا العدوان على سورية.. وطالما أنّ نواطير النفط والغاز في محميّات الخليج التابعة لــ(الطرف الأمريكي الغربي الخبيث)، هي التي تموِّل وتسلِّح تلك العصابات الإرهابية.. فلماذا تتناقض ياشيخ (رحيّل) أنت وكل جماعات (الإخوان المسلمين) مع المنطق ومع أنفسكم، وليس فقط مع الحق والحقيقة!!
لقد انكشفتم بسرعة، في (مصر)  وفي (تونس) بعد أن وصلتم إلى السلطة، ولم تعد تغطّي عوراتكم، كل ستائر التأسلم.

-9-
(صويحف) في جريدة (الدستور) معروف عنه، أنه أحد بيادق المارينز الإعلامي، المتعدد الاستخدامات والتبليغات، وهو يبدي (مهارته) في (الطيران) بحيث ينطبق عليه المثل (عنز، ولو طار)، كتب يقول: (يريد النظام السوري، أن يبرهن للإسرائيليين، أنه “الشرطي الوحيد” في مهمة حماية أمن إسرائيل، وهو شرطي يرتدي عباءة المقاومة، ويتزين بشعاراتها!!!!!!) هل رأيتم كم هو هذا البيدق الإعلامي، قلق ومتألم، وكأنه أمضى عمره، وهو يقاتل إسرائيل، وهو منخرط في صفوف المقاومة، ضدها، بحيث لم يبق في جسده مكان، إلاّ وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح، من كثرة ما قاتل في صفوف المقاومة ضد إسرائيل!!!!!!، بل ومن يسمعه، يعتقد انه لا يترك لحظة تمرّ، دون أن يدعو فيها، إلى شحذ السيوف، لمحاربة إسرائيل؟؟!! قليلاً، من الخجل، يا هذا أنت وأمثالك، أنتم ومشغّلوكم وأسياد مشغّليكم، لستم، فقط، شرطة لحماية إسرائيل، بل سلّمتم لها، كل شيء، وجعلتم من أنفسكم، عبيداً في خدمتها، ليس لحراسة أمنها فقط، وليس حماية لِعَلَمِها، ذي النجمة السداسية فقط، الذي يرفرف في ربوعكم، بل جعلتم من أنفسكم، خناجر مسمومة، في صدر الأمة العربية وفي ظهرها، خدمة لإسرائيل وحرصاً، على تحقيق أمنها الاستعماري الاستيطاني العنصري، على امتداد الساحة العربية!!!! وهل تتوهم، يا هذا، أنّ (السماوات يمكن أن تغطّى بالقبوات) وهل تعتقد أنّك، إذا خَدَعْتَ نفسك وضَحِكْتَ عليها، يمكن أن تخدع أحداً غيرك، في هذا العالم، إلاّ مَن كان من طينتك؟؟!! والمشكلة فيك، إذا كنت تجهل أو تتجاهل، يا هذا، ما يعرفه أيّ طفل في الوطن العربي، وهو أنّ سورية بـ(نظامها السياسي الحالي) هي العمود الفقري للمقاومة ضد إسرائيل، وهي قلب المقاومة، وهي رئة المقاومة، وتُشَكّل مع إيران، وحزب الله، والمقاومة الفلسطينية الصامدة، يشكّلون (منظومة المقاومة) وأنّ جهات المقاومة هذه، هي، وحدها، صاحبة الحق والاختصاص، في تحديد مَن هو المقاوم، ومَن هو غير المقاوم… وليس الطفيّليون التابعون الزحفطونيون من أمثالك، هم أصحاب الاختصاص، في تحديد مَن هو مقاوم ومَن هو غير مقاوم!!!! ولكن لأنك تعرف، يقيناً، أنّ السبب الأول لهذه الحرب الكونية الشعواء، التي شنّها ويشنّها، المحور الصهيو-أميركي وأذنابه، على سورية بـ(نظامها السياسي الحالي) يعود إلى أنها قلعة المقاومة ودرعها وسيفها، ورمحها.. وستبقى كذلك، رغم أنف مشغّليك ومموّليك، ورغم أنف أسيادهم وأسياد أسيادهم… لذلك قلت وتقول، ما لا قيمة له من لغو الكلام، إلاّ تعبئة الصفحات الفارغة!!!!!!.

-10-
كلما قام الإرهابيون الظلاميون التكفيريون، بمجزرة أو مذبحة، بحقّ أبناء الشعب السوري والجيش السوري، سواء بالساطور أو بالصاروخ.. تتسابق محطّات العهر الإعلامي، لتوجيه التّهمة إلى (النظام السوري).. وكأنّ الدولة لا هَمّ ولا عَمَلَ لها، إلاّ أن تقتل أبناءها ومواطنيها؟!.. أو كأنّ من مصلحة الدولة أن تقتل مواطنيها الأبرياء، أو كأنّ الدولة عبر الأربعين عاماً الماضية، لم تكن الحامي الأكبر لأمن وطنها ومواطنيها، داخلياً وخارجياً؟!.. أيّها الأوغاد.. لقد صارت مجازركم ومذابحكم، بحقِّنا، أكثر من أن تُعَدّ أو أن تُحصى..
أيّها الأوغاد الأردوغانيون، ويا “شيوخ” النعاج، ويا أدعياء حقوق الإنسان والديمقراطية في الغرب.. أيّها الأوغاد في فضائيات العهر والقهر، اخجلوا على أنفسكم، فقد فَقَدْتُمْ حتى ورقة التوت.. لكن عهداً ووعداً، سوف نلقِّنكم، أنتم وأسيادكم، درساً، سيسجّله التاريخ على مدى التاريخ.

-11-
[ غراسيا العوض: الشاعرة السورية في الأرجنتين ]
[ لا يتجلّى شموخ (غراسيا العوض) فقط، في كونها شاعرة وأديبة، فهناك آلاف الكتّاب والشعراء الذين اختبؤوا أو جَنَحوا، بل يتجلّى في أنّها كانت، وحدها، فوجاً من المقاتلين الأشدّاء الذين استخدموا الموقف والكلمة والتواصل الاجتماعي، للدفاع عن حق الوطن في الحياة.. ولمواجهة الظلاميين أعداء الوطن الذين نَبَتُوا كالْفِطر بين ربوعنا، وتغذّوا بقطعان أعرابية ومتأسلمة، تعمل على قتل الحياة والحب، وإعادة المجتمع، ألف سنة إلى الوراء.. من هنا ينبع تفرّد (غراسيا العوض) وهي تقاتل بمنتهى الشجاعة، رغم آلاف الكيلو مترات التي زادتها التصاقاً بوطنها وبني وطنها الأشراف.. فَتَحِيّةً لك يا (غراسيا). ]

-12-
[ “جود سعيد” المخرج السينمائي السوري المبدع ]

(جود سعيد) إنه المخرج السينمائي السوري المتألّق والمتميّز والمبدع، والأهم من ذلك (المبّدئي).. إنه المُخْرِج الذي سيكون عالَمِياً، والذي أرى فيه (مصطفى العقّاد آخر)… إنه ابن المحارب الصنديد، والجنرال العنيد، والإنسان المتصوّف، الراحل جودت سعيد.
كتب يقول: (أوّل المنشقين هم أصحاب الأكتاف العريضة في البيعات ومبحوحي الحناجر على الشاشات وسارقي الدولة وأكثر المسؤولين ملكيّة ودفاعاً عن الشعور القومي وحرصاً على نفسية الأمة والجيبة.
أوّل الخونة هم أوّل الموالين وأكثر المزاودين وأرخص المباعين.
أوّل البكّائين فنانو الرئيس، بكوا لا لسبب بل فقط من أجل أن يحتفي بهم أمير أو شيخ أو الرئيس القادم..
أوّل القاتلين هم الأغنياء.
وأوّل الميتين الفقراء وآخر الميتين الفقراء)…….

[ لقد صَدَقْتَ يا بْنَ أخي (جود) في كل كلمة، كَتَبها قلمك هنا، واسمح لي أن أضيف إليه: أنّ جميع هؤلاء، غارقون بالفساد والإفساد، وبالفسق والفجور، وبالعهر الأخلاقي والسياسي…. والسبب الأوّل والدافع الأكبر، للقيام بما قاموا به، من خروج على الوطن والدولة، والهروب والفرار، والانضمام إلى طابور العمالة والخيانة، تحت اسم (الانشقاق!!!!) وتحت راية مزوّرة، سمّوها (ربيع) و(ثورة) و(انتفاضة).. والتي هي (ربيع صهيو-أمريكي) و(ثورات الناتو) و(انتفاضات أعداء الشعوب) في وجه شعوبها !!!!… أقول أنّ السبب الأوّل والأكبر، لِمَا قاموا به، ليس محاولة غسل ماضيهم القذر فقط، وإنّما لخطأ في حساباتهم ومراهناتهم، عندما توهّموا، أنّ ما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن، سوف يتكرر في سورية.. تَسَابَقَ هؤلاء، كالأرانب، للحصول على الغنائم والأسلاب والمكاسب والأرباح، المادية والسلطوية، التي ينتظرون الحصول عليها، من (النظام الجديد!!!!!).. ثم لم يجدوا حرجاً، في الحديث عن انضمامهم للشعوب وللثورات، ودفاعهم عن الحرية والديمقراطية والعدالة، بحيث ينطبق عليهم، تماماً، قول الأديب اللبناني الشهير (سعيد تقي الدين): (إنّ القحباء، أكثر ما تكون فصاحة، حينما تتحدث عن الشرف!!!!!!!!!!!!!). ]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.