خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الثامنة والثلاثون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

-1-

[ إنّ المعلّم والطبيب، كلاهما………. إِنْ وَاجَها، مَرَضَيْنِ، دَاوَا الأخطرا ]

·       مهما كانت أمراض سورية الداخلية، المتراكمة عبر الزمن.. فإنّ المرض الخطير الخارجي (بأدوات داخلية) الذي تتعرض له، يفرض على كل شريف في هذا العالم – وليس في سورية فقط – أن يبادر للمشاركة في مداواة المرض الأخطر الذي تواجهه سورية، والذي هو العدوان ا لصهيو- أطلسي، الاستعماري الجديد، الإرهابي-الوهّابي، منذ أن ظهر (ربيع الناتو) وخاصة مَن كان في موقع الطبيب أو في موقع المعلّم.. وأمّا مَن كانوا في موقع المريض (وليس الطبيب) أو في موقع التلميذ المبتدئ (وليس المعلّم) فهؤلاء، يتناسون المرض الخطير الداهم الذي انتاب سورية، ويبدؤون بمطوّلات، عن الفساد وعن القمع وعن التجاوزات وعن الإهمال وعن وعن وعن… وهذا ما يشبه تماماً، القيام بِلَوْمِ رجل، تعرّض لحادث مروري خطير، والإسهاب في الحديث عن الأسباب التي جعلته، يخرج من بيته، بدلاً من المبادرة، لإسعافه الفوري إلى المستشفى، والعمل على معالجته بالشكل الناجع والمفيد.

-2-

[ عبقرية الأخضر الإبراهيمي!!!!!! ]

·       ما هذه العبقرية يا (سي لَخْضَرْ؟) عندما تقول أن ( الأسد لن يكون عضواً في الحكومة الانتقالية) فهل الرئيس الأسد، وزير، أم هو رئيس للجمهورية؟ وهل لرئيس الجمهورية، أن يكون عضواً في حكومة انتقالية؟؟!!. أمّا إذا كنت تقصد أنّ الرئيس لن يكون له دور في المرحلة الانتقالية.. فهذا الأمر، ليس من اختصاصك، ولا من اختصاص أحد في هذا العالم، خارج سورية.. وكذلك ليست مهمّتك، تحديد مدة النظام السياسي في سورية، وإذا كنت راغباً في ذلك، فما عليك إلاّ أن تبدأ من مشيخات الخليج المزمنة، وعندما تنتهي منها، تعال إلى سورية!!!!! وإذا كنت جاداً، في البحث عن حل للأزمة في سورية، فلا تنسَ أنّ نقطة الانطلاق، هي السيادة السورية، وليس المحاولة الأطلسية، للهيمنة على سورية.. ولا تنسَ، أنّ القرار بخصوص الحكومة السورية، هو قرار سوري، ودور الآخرين – كائناً مَن كانوا – هو المساعدة وليس العرقلة.. وأمّا الاستمرار في التذاكي والتحايل والتشاطر – ياسي لخضر-باسترضاء أصدقاء إسرائيل (الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء سورية!!!!) فهذا يعني الانطلاق من مقدّمات خاطئة، الذي سيقود، حتماً، إلى نتائج خاطئة، ويعني وضع العصي في العجلات، ويعني الفشل في المهمة، منذ البداية.. وبالتأكيد، فإنّ مثل هذه المواقف غير الحصيفة، لا تدل على حصافة، ولا على نظافة، ولا على قيافة، ولا على رهافة.

-3-

[ بقاء الرئيس الأسد، أو رحيله، في مقال لأحد إعلاميي المارينز ]

·       عندما يقول أحد إعلاميي المارينز المعروفين، وصاحب مركز دراسات، ممول أمريكياً وألمانياً بـ: (أنّ الغرب يقبل بنظام الأسد، ولكن بدونه) يتجاهل أن قبول أو رفض الغرب، لما يسمّيه (نظام الأسد) سواء بوجود الرئيس أو بدونه، لا يعني شيئاً للسوريين، إلاّ زيادة إصرار السوريين – بغالبيتهم الساحقة – على مجابهة الإرادة الاستعمارية الجديدة، التي يسمّيها هذا البيدق الإعلامي بـ: (الغرب) وتصميم الإرادة السورية، على أن تقرّر، وحدها، طبيعة نظامها السياسي، وأشخاص هذا النظام.

·       أمّا عندما يقول هذا المرتزق الإعلامي: (هل يمكن للرئيس الأسد، أن يحكم لولاية أخرى، أو أن يجري، انتخابه، بعد كل هذا الذي شهدته سورية، في عهده؟) فهو يتجاهل، عن سابق إصرار وتصميم، أنه لولا الرئيس الأسد، لكانت سورية قد شهدت أضعافاً مضاعفة، من الدمار والتخريب، ولكانت سورية قد سقطت في المجهول، لخمسين سنة قادمة، ولتحوّلت سورية إلى أجرام مجهرية، متصارعة، تدور في فلك إسرائيل، طبقاً للمخطط الصهيوني الثابت في تقسيم المنطقة العربية……. ويكفي عند (مثقف الناتو هذا) أن يطلب (الغرب) (الذي هو المعسكر الاستعماري الجديد) رأس الرئيس الأسد، لكي يقدّمه له، الشعب السوري، طائعاً مختاراً!!!!!.

·       وعندما يقول هذا المرتزق الإعلامي المتثاقف (الحريص دائماً على التبرقع بغلالة وطنية ونضالية!!!!!) بأنه (يخشى أن يكون القوم – ويقصد بكلمة “القوم”: “السوريين” – قد وضعوا، معياراً للنصر أو الهزيمة، هو بقاء الرئيس الأسد أو رحيله).. مع أنه يعلم حقّ العلم، أنّ أصحاب هذه المعادلة، هم أسياد مشغّليه ومموّليه، في المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه، وهؤلاء هم الذين يعتبرون (بقاء الرئيس الأسد) هزيمة شعواء لهم، وهم الذين يعتبرون (رحيل الرئيس الأسد) نصراً مؤزّراً لهم… ولكنهم بدؤوا يدركون، أنّ هزيمتهم قد بدأت، وأنّ الشعب السوري، سوف ينتصر في هذه الحرب الدولية المعلنة عليه.

-4-

[ فَخّ الطائفية والمذهبية ]

·       عندما يجري (إضفاء الطابع المذهبي والطائفي)، على الصراعات السياسية القائمة، تحت عنوان (الربيع والثورة والانتفاضة) يكون السبب الأوّل لذلك، هو خلوّ جعبة أصحاب (ثورات الناتو) وبيادقهم وإرهابيّيهم، من أيّ ذخيرة وطنية أو مبدئيّة أو أخلاقية، فيعوّضون عن ذلك، باستخدام الغرائز الطائفية والمذهبية.. والسبب الثاني، هو إصرار هؤلاء، على حَرْف الصراع عن مجراه الحقيقي، وإبعاده عن طريقه السليم وساحته الصحيحة، عبر العمل على تزليقه وجرّه إلى ساحات قتال مصطنعة، من أجل الابتعاد عن التحدّيات الحقيقية التي يجب مواجهتها.. وأقرب مثال، عندما استنفرت الشبكات الإعلامية الدولية الأخطبوطية الهائلة، المقروءة والمرئية والمسموعة (والمشمومة والمحسوسة والملموسة) لتسويق وتصوير الحرب الهجومية الكونية الاستعمارية الجديدة، على سورية بأنّها (انتفاضة شعبية ضد النظام) ثم جرى استكمال حرب الريّاء والدجل الإعلامي على سورية، بمحاولة (إضفاء الطابع الطائفي المذهبي) ومحاولة ترجمة ذلك على الأرض السورية، عبر القيام بسلسلة مذابح ومجازر، تنفّذها فِرَقُ الموت الإرهابية التكفيرية، وعصابات المرتزقة المستأجَرة، وزمر الجماعات الظلامية التدميرية.. مع الإصرار على اتّهام النظام، بأنه هو مَن يقوم بذلك!!!!

·       وكلّ مَن ينزلق، أو يسمح لنفسه بالانزلاق، إلى هذا (الفَخّ الطائفي والمذهبي)، جهلاً، أو ضّعفاً، أو انفعالاً، أو ثأراً.. يُشارِك، من حيث يدري أو لا يدري، في إراقة وسفك أنهار الدماء السورية، وفي تنفيذ مخطط تدمير سورية، ويساهم في إنجاح الهجوم الدولي العدواني الإرهابي، على الوطن السوري.

·       أمّا معيار نواطير النفط والغاز، الغارقين في حَمْأَةِ الطائفية والمذهبية.. فهو (مدى رضا أو غضب واشنطن) وكلما ابْتَعَدْتَ عن واشنطن، يجري الإمعان في توجيه تهمة الطائفية والمذهبية، إليك، حتى لو كُنْتَ أَبْعَدَ الناس عنها.. أمّا إذا حَظِيتَ برضا واشنطن، وارتضيت أن تكون تابعاً مُطيعاً، فسوف تصبح مُنَزَّهاً عن هذه التّهمة، حتى لو كنتَ لا تتنفّس إلاّ الطائفية والقَبَلية والعشائرية والجهوية والعائلية.. وأعراب البُعْران، أكبر دليل على ذلك.

·       ولكن نسي هؤلاء أنّ الشعب السوري، بأغلبيته الساحقة، لا يمكن أن ينجرّ إلى تلك المحرقة المدمِّرة لسورية وللسوريين، مهما استطاعوا أن يشتروا أو يجنّدوا، من أدوات قذرة في الداخل، ومن استيراد مرتزقة مأجورين من الخارج، وحتى من خلق بؤر موضعية محلّية، يجري العمل على تضخيمها وتعميمها.. وستبقى الدولة الوطنية السورية، بأرضها وشعبها وجيشها وأَسَدِها الشامخ، هي الضامن والحصن الحصين الذي سوف ينتصر على جميع الحروب العدوانية التي تُشَنُّ على سورية.

·       وَنُطَمْئِنُ (مُدَّعِي الخوف والقلق على سورية) بأنّ الجيش السوري المقدام، لن يُنْهَك.. وبأنّ قبضة الدولة، لن تتراخى.. وبأنّ معنويات السوريين، لن تنخفض مهما اشتدّ الخَطْب، بل سترتفع.. كلما ازداد أُوَارُ الحرب الدولية الصهيو-أطلسية-المشيخية، على سورية…. أتعرفون لماذا؟ لأنّ الدولة الوطنية السورية، لا تدافع عن سورية فقط، بل عن الأمّة العربية بكاملها، وعن الإسلام المحمّدي المتنوّر أينما كان، وعن شرف العرب، وعن حاضر الأمّة ومستقبلها.

-5-

·       منذ مئة عام، اختلق الاستعمار الأوروبي القديم (سيناريو) مُعْلَناً، مزيّفاً ومزوّراً، سمّاه (الثورة العربية الكبرى)، ووضع (طربوشاً) له، هو (الشريف حسين) وأخفى تحت الطربوش (السيناريو الحقيقي) المؤلّف من (سايكس بيكو) و(بلفور) وأعاد استعمار المشرق العربي، وقام بتقسيمه، وأكمل ذلك كله، بتسليم (فلسطين) لليهود، لكي يجعلوا منها دولة (إسرائيل)

·       والآن، أي بعد مئة عام من ذلك، يعيد التاريخ نفسه، ولكن ليس بشكل كوميدي، بل بشكل أكثر مأساوية، من المرّة الأولى، عندما اختلق أحفاد الاستعمار القديم، من أساطين الاستعمار الأوربي-الأمريكي الجديد (سيناريو) آخر، مُعلناً ، مزيّفاً ومزوّراً، سمّوه (الربيع العربي) وجعلوا مادّته الدراسية المقرّرة (الثورة والحرية) ضد (الاستبداد والقمع) وأخفوا في خزائنهم وأدراجهم (السيناريو الحقيقي)، وهو إعادة استتباع واستعباد كامل الوطن العربي-هذه المرّة- وبإحكام، لعقود عديدة قادمة – كما يخططون- وتكاثرت الطرابيش التي تغطّي (السيناريو الحقيقي) المؤلّف من (وعد بلفور الثاني) ومن (سايكس بيكو الثاني) في زمن، صارت فيه الكرة الأرضية، بكاملها، قرية إعلامية واحدة، وأخذت هذه الطرابيش على عاتقها، تسويق (السيناريو المزيّف)، والعمل على بيعه لأكبر عدد ممكن، من المواطنين العرب، مقابل (عمولة) مغمّسة، بدماء العرب وأرواحهم وممتلكاتهم وثرواتهم ومقدّراتهم، وابتلع الكثيرون الطُّعْم، وجعلوا من أنفسهم، أدوات رخيصة، وأحياناً مجّانية، لتنفيذ هذا المخطط الخبيث المدمّر، لحاضر العرب ومستقبلهم.. وكانت الجماعات المتأسلمة (الوهّابية) و(الإخونجيّة) أدوات التنفيذ الأساسية، وطربوش (السيناريو) الجديد، في وقت واحد.

·       وأمّا في سورية، فهل يصدّق إلاّ مغفّل أو مأجور، أنّ نواطير مشيخات النفط، يريدون (ديمقراطية) في سورية!! وأنّ (إسرائيل) تريد (ديمقراطية) في سورية!!! وأنّ (أحفاد العثمانيين) و(أحفاد سايكس بيكو) و(أحفاد بلفور) و(“العمّ سام” الحامي الأكبر، لإسرائيل) يريدون (ديمقراطية) في سورية، وأنه لا يغمض لهم جفن، قبل أن يحققوا ذلك، من شدّة فرط حبهم للشعب السوري!!!!!. ودون أن نتجاهل أنّ (السيناريو) الحقيقي المُعَدّ لسورية، استثمر في البيئة والمناخ والأرضية القائمة في الأرياف، والضواحي، وفي ما يسمّى بـ:(أحزمة البؤس) حول المدن، تلك الأرضية المكوّنة من: البطالة – الفقر – الجهل – نمط التفكير الخرافي-الخلفية التعصبية- المال النفطي – انتشار الوهابية التكفيرية، المموّلة سعودياً، وبسخاء – دون أن ننسى (إهمال الدولة) لذلك… وساهم استغلال وتوظيف، كل ذلك، في إنتاج ظاهرة الهيجان الغرائزي الإجرامي، والهذيان الطائفي والمذهبي، المنفلت من كل القيود.. وبعد أن كانت المحميات النفطية، قد صدّرت لنا (المال النفطي) ومعه (التكفير الوهابي) عبر العقد الماضي، خاصة، مستغلة حاجة الناس، وجهل شريحة كبيرة منهم.. أكملت تلك المشيخات المحميّات (معروفها) منذ نشوب الأزمة في سورية، بـ:(تصدير المسلحين) إلى سورية و(تصدير السلاح) والذخيرة، والمعدّات، ووسائل الاتصال اللازمة، وضخّ كمّيات كبيرة من الأموال للعصابات الإرهابية، ودعموا ذلك كله، بحملة إعلامية ودبلوماسية مسعورة، على سورية، وأرفقوها بمقاطعة دبلوماسية واقتصادية وسياسية ومالية، لم يقوموا بمثلها، تجاه إسرائيل !!!! ثم يأتي، بعد ذلك كله، مَن يحدثك عن (الثورة) و(الثوار) في سورية!!!!!!!!!!!!!!!.

-6-

·       (السياسة بين “التياسة” و “الدياثة”): تتجلّى (السياسة) لدى بيادق (إتلاف حمد موزة وحمد نعجة) وأشباههم من المعارضات المسمومة، والأبواق المحمومة، والأقلام الملغومة، بالتأرجح بين (التياسة) و(الدياثة)، فأفضلهم، تكتشف، فور سماعك لحديثه، بأنه ممن تنطبق عليه، مواصفات (التياسة) وأمّا الباقون، فيتصفون، بكل مواصفات (الدياثة).

·       (سي مرسي) تابع التابع “محمد بديع” المرشد العام للإخوان المسلمين، التابع بدوره “للعمّ سام” الأميّ في السياسة والثقافة، والجاهل في ألف باء العلاقات الدولية، والمنبوذ من ثلاثة أرباع المصريين، والواصل إلى الرئاسة المصرية في لحظة هاربة من الزمن، بتزكية أمريكية.. يجعل من نفسه، بيدقاً رخيصاً، يسترضي إسرائيل وحُمَاتها، من خلال “قلّة أدبه” مع سورية، وتنطّحه للمطالبة بما عجز المحور الصهيو-أمريكي-الوهّابي، عن تحقيقه.. وكأنّ هذا المعتوه، لا يدرك أنه أصغر من ذلك بكثير.

·       استبدال الأنظمة السياسية (الأوتوقراطية) في كل من مصر وتونس وليبيا بأنظمة سياسية (ثيوقراطية)، يعني استبدال (الاستبداد الدنيوي) بـ:(استبداد ديني).. الأنظمة الأولى، يمتلك خصومها، حضوراً هامشياً معيناً ، للتعامل معها… أمّا الثانية، فأيّ خلاف معها، يعني، بنظرها، أنّك تتمرّد على الله تعالى… أليسوا هم ممثلي الله على الأرض؟!! ألم يأخذوا توكيلاً حصرياً، من الله عز وجل، لكي يكونوا وكلاءه الوحيدين وممثليه الشرعيين، على الأرض؟!!.. أليس كل مَن يخالفهم أو يختلف معهم، مارقاً وجاحداً وكافراً، يجب رَجْمُه وإقامة الحدّ عليه، باسم الله، وباسم الإسلام، (ألم يطالب “راشد الغنّوشي: الأكثر تطوّراً بينهم” بِجَلْدِ مَنْ تطاول على صهره، زوج ابنته ووزير خارجيته!!!).. وفقهاء الفتاوى جاهزون، ليلاً نهاراً، لتقديم الفتاوى المطلوبة، بما فيها ذبح الإنسان المسلم، باسم الله، وبعد قول (الله أكبر) وقول (سبحان من حللك للذبح)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

·       ومع أنّ (الوهّابية) و(الإخونجيّة) لا تستطيعان الحياة والاستمرار، إلاّ عبر إشعال وتأجيج العصبيات الطائفية والمذهبية.. فإنّهما يوظّفان جميع الوسائل المتاحة لهم، للاستيلاء على السلطة.. مع الأخذ بالحسبان، أنّ العصبيات العرقية والإثنية، أقوى من العصبيات الدينية والمذهبية، و(المال) أقوى من الاثنين، فكيف عندما تجتمع هذه العوامل الثلاثة؟!.

·       وسائل إعلام ( الأعراب الأذناب) من (نواطير النفط والغاز) تقول أنّ (المعارضة السورية) تردّ على خطاب ومبادرة الرئيس الأسد بـ:(الإجماع على ضرورة رحيله). ثم تستعرض ما قيل بهذا الخصوص، فيكون المعترض الأول من (المعارضة السورية!!!!) هو (وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي) وبعدها (وزير خارجية بريطانيا) وبعده (وزير خارجية تركيا) وبعده، (وزير خارجية ألمانيا) وبعده، وبعده (ما تبقى من “المعارضات السورية”، ممن هبّ ودبّ، من مختلف أنحاء الأرض، من غير السوريين) وهؤلاء هم إجماع المعارضة السورية!!!!!!! ثم يجري استكمال هذه (المسخرة) باستنطاق بعض أذناب أذناب هؤلاء، من (إتلاف حمد موزة وحمد نعجة) ومَنْ هم على شاكلتهم… لقد صارت هذه (المعارضات) عارية حتى من ورقة التوت، إلى درجة لا يمنحها أسيادها ومفبركوها، حتى فرصة التعبير عن نفسها، بل هم يعبّرون عنها!!!!!!!.

-7-

·       يريد “العمّ سام” وأذنابه من رخويّات ومستحاثّات نواطير النفط والغاز، صياغة (نظام سياسي سوري جديد) يستند إلى تقويض الجيش الوطني، وإلى استئصال الفكر القومي، بمختلف تعبيراته السياسية، ويكون مبنياً، على (المحاصصة الطائفية) المدمّرة للأوطان والشعوب، وتمهيد الأرض والتربة، لإقامة هذا (النظام الجديد) المفخخ والملغوم، واندراجه في منظومة السيطرة الصهيو- أمريكية وفي خدمتها، وإدارته بالريموت كونترول، من الخارج، وعبر السفارات والقنصليات الأجنبية – كما هو عليه الحال، لدى جميع أذناب وأتباع العم سام – وبحيث يجري السماح لهذا (النظام الجديد!!!) بقضاء سنوات من الهدنة بين مكوناته، ويجري دفع هذه المكوّنات، إلى الصدام والاحتراب، كلما اقتضت مصلحة المحور الصهيو- أمريكي، ذلك…. وما لم يفطن إليه “العمّ سام” وأذنابه، أنّ ما رفضه الشعب السوري، بشدّة، منذ ثلاثة أرباع القرن، عندما كان تحت نير الاستعمار والاحتلال الفرنسي المباشر، لا يمكن أن يقبله، وهو على بوّابة الألف الثالثة للميلاد… وهذا ما يفسّر هذه الاستماتة والتكالب الأطلسي-الأعرابي، لتدمير سورية، بشعبها وجيشها واقتصادها وثقافتها ومؤسساتها وبناها الاجتماعية وبنيتها التحتية، عبر عشرات آلاف قطعان فرق الموت الإرهابي التكفيري التدميري الإقصائي الإلغائي، وبشكل غير مسبوق في التاريخ العربي القديم والحديث… والأنكّى أنّ رخويات ومستحاثّات الأعراب، النفطية والغازية، التي تعيش خارج التاريخ وخارج العصر، تتبجّح، هي وقوارضها الإعلامية، بأنّها تدعم الشعب السوري، ضد القمع والاستبداد، وأنها تعمل لتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية!!!!! ويخطئ هؤلاء النواطير، إذا ظنّوا للحظة واحدة، أنّ الشعب السوري – بأغلبيته الساحقة – لا يحمّلهم المسؤولية الكاملة، عن كل قطرة دم سالت في سورية، وعن كل بيت تهدّم في سورية، وعن كل مواطن تشرّد في سورية، رغم معرفة الشعب الأكيدة أنّ هؤلاء، ليسوا أكثر من أدوات وبيادق بيد الاستعمار الجديد، تنفّذ ما يطلب منها وما يُمْلَى عليها، ولكن أكثر ما يؤلم المواطن السوري، هو تكالب هؤلاء واستماتتهم وتسابقهم لاسترضاء العمّ سام والاقتراب أكثر فأكثر من إسرائيل وتقديم أوراق اعتماد جديدة، على ظهور السوريين، وعبر إهراق شلاّلات الدماء السورية، وعبر العمل لإحراق سورية، أرضاً وشعباً ومقدّرات… فتذكّروا أيّها (الأعراب الأغراب الأغنام الأذناب) أنه ما من قوة على وجه الأرض، تستطيع أن تفرض على السوريين، أن ينسوا ذلك، والأيّام بيننا…

-8-

[ ما بين (فصيلة الذئاب) و(فصيلة الرخويّات) و(فصيلة القوارض) ]

·       صراع سورية، ليس مع (رخويّات) الأعراب، من نواطير النفط والغاز، رغم أن هؤلاء، لم يوفّروا سيفاً مسنوناً، إلاّ وأغمدوه في صدر الشعب السوري، ولا رمحاً مسموماً، إلاّ وأطلقوه، لينغرز في ظهر الدولة الوطنية السورية…. ولكن صراع سورية، هو مع (الذئاب) من أسياد هؤلاء، في المحور الصهيو-أميركي….. وإذا كنّا، كسوريين، لا نتوقف كثيراً، عند رخويات الغاز والكاز، لأنّهم مرتَهَنون للمطبخ السياسي الصهيو-أميركي، فكيف يمكن أن يتوهّم، إلاّ مغفّل أو مأجور، أنّنا يمكن أن نتوقف عند أذنابهم من (فصيلة القوارض) من أبواق الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، مهما تنطّحت بيادق هذا الإعلام، وقوارضه من لاعقي الأحذية، الذين يُدارون بالريموت كونترول، ليس من قبل فصيلة الرخويات فقط، بل من قبل أزلام وبيادق هذه الرخويات، التي تُدار، بدورها – أي رخويّات النفط والغاز- بالريموت كونترول، من قبل (العم سام)… إنّ قوارض الإعلام المرتزق، هؤلاء ، ليسوا أكثر من ذباب، يثير القرف والاشمئزاز، وهم ليسوا في العير ولا في النفير.

·       هناك (كُوَيْتبْ) اسمه (جواد البوشتي) يتقيّأ دائماً في جريدة يومية محترمة، فَيُلَطِّخْ صفحاتها، مع نفرٍ من أشباهه.. وهؤلاء ليسوا فقط من زمرة التفكير الرغبوي (wishful – thinking) وليسوا فقط من زمرة العملاء السوقيّين الرخيصين، وإنما أيضاً من زمرة الحاقدين الموتورين العاجزين، إلاّ عن التسابق والتباري، في لعق أحذية مُمَوِّلِيهم ومُشَغِّلِيهم، من أجل الحفاظ على الجُعالات المالية المخصصة لهم، والعمل على تحسينها.. هذه هي قضيّتهم الوحيدة في هذا الكون.

-9-

[ الربيع العربي، يتمخّض عن خريف إسلامي، بغيوم صهيونية ]

·       هذه العبارة، ليست لي، بل هي عنوان كتاب، أصدره في تونس، الشاعر والكاتب والأديب والمناضل السوري المبدع (هادي دانيال) الذي غادر سورية، منذ أربعين عاماً، بعد أن نذر نفسه وحياته، للقضية الفلسطينية، إلى أن استقرّ به المقام في تونس… إنّ (هادي دانيال) إنسانٌ يتشرّف كل سوري، بل وكل عربي، بمعرفته، وبقراءة دواوينه وكتبه الثلاثين، التي أصدرها، وهو يحمل حياته على كفّه.. إنّ (هادي دانيال) كما قال عنه الناقد السوري المرموق (صقر أبو فخر): عندما قال: (إن هادي دانيال، يشبه أبطال الأساطير اليونانية، يعرف مصيره تماماً، لكنه لا يبرح معانداً المستحيل)… نعم هكذا هو البطل السوري (هادي دانيال) الذي لم يضيّع السمت ولا الاتجاه الصحيح، يوماً من الأيام، لأنّ سوريته، كانت قاعدته ومنطلقه، ولأنّ عروبته كانت غايته وهدفه، ولأنّ القضية الفلسطينية، كانت محرّكه وعشيقته، فتماهى بها ونذر حياته لها، ليقينه، أنّ الدفاع عن فلسطين، هو دفاع عن سورية وعن بلاد الشام وعن هذا الشرق العربي، بل وعن كامل الوطن العربي، قبل أن يكون دفاعاً عن فلسطين، وأنّ العربي الذي يدافع عن فلسطين، إنّما هو يدافع، قبل كل شيء، عن نفسه وعن حقه في الحياة الحرة الكريمة، ويدافع عن وطنه الصغير وعن وطنه الكبير، عندما ينذر نفسه للقضية الفلسطينية……. لقد استطاع هذا الرجل السوري الأسطوري المبدع، أن يضرب لنا مثلاً، بنفسه، عندما تناغمت كتاباته مع مواقفه العملية ومع حياته التي يعيشها، واستطاع أن يرى سورية على حقيقتها، بعين النسر، وهو بعيد عنها، جسدياً، مُتَمَاهٍ معها، روحياً، بأفضل مما رآها ويراها مئات الكتّاب الذين لم تمض على مغادرتهم لسورية، شهور أو سنوات، ولكنهم لم يستطيعوا رؤية وطنهم (السابق) إلاّ بعيون الآخرين الذين احتضنوهم، ممن يكيدون الشر والضغينة، لسورية وللسوريين..لماذا؟ لأنّ هؤلاء برهنوا أنّهم عاجزون عن رؤية سورية، إلاّ بعيون مشبعة بالأنانية المتورّمة، والانتهازية المتكتّمة، والنرجسية المتسرطنة، والحسابات الشخصية الضيّقة.. مع إصرارهم على إِلْبَاسِ رؤيتهم المسمومة هذه، رداءً غَيْرِياً ووطنياً ونضالياً.. أمّا (هادي دانيال) فلم ير وطنه إلاّ بعيون مفعمة بالحب والوجد والعشق، ولذلك، سما وارتفع فوق الصغائر، لأنه منذور للحق والحقيقة، لا يريد شيئاً لنفسه، ويريد كل شيء لوطنه، على عكس أولئك الذين لا يريدون شيئاً لوطنهم، ويريدون كل شيء لأنفسهم، مع إصرارهم الدائم، علي أن يقولوا عكس ذلك، وعلى أن يفعلوا عكس ما يقولون…. فهل عرفتم الآن، لماذا ستنتصر سورية على جميع أعدائها ؟ لأنّ فيها رجالاً ونساء، وشباباً وشيباً، بقامة (هادي دانيال).

تعليق 1
  1. ندى دمشقي يقول

    بارك الله برجالات سوريا الآساد الذين زينوا مسيرة نضالهم بوقوف مُشرف إلى جانب الحق خلال الحرب الكونية على سوريانا ولم يوفروا وسيلة للدفاع عن أرضنا وجيشنا وقائدنا رمز العزة والكرامة .فكان وجودهم على الساحة مؤثرآ بشكل كبير ساهمت أقلامهم الفتاكة بقتل التضليل الصهيوأميركي وأذنابه .حتى تحولت الأقلام إلى سيف بتار يقص ألسنة الفتنة ويرد الهجمات بأضعافها …هكذا هم أمثال سفيرنا الدكتور بهجت سليمان السوري الأسدي حتى العظم والروح .
    وكم أشكره خصيصآ لأنه بث الوعي الفكري في عقولنا جميعآ وكان له الدور الأكبر بتنوير أفكار أبنائنا حتى حولنا إلى جنود متماسكين بجانب حماة ديارنا نزود عن الوطن بكل مانملك من إمكانيات وبمعنويات عالية دائمآ .هكذا هم أبناء مدرسة الآساد .ويافخر سوريا بهم …والله سننتصر .عاشت سوريا وحمى الله قائدنا البشار وجيشنا المغوار .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.