خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الخامسة والسبعون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

[ فَقُلْتُ لها قَوْلاً، فَجاَءَتْ بِمِثْلِه     لِكُلِّ كلاَمٍ، يا بُثَيْنُ، جَوَابُ ]

الحلقة الخامسة والسبعون

-1-

[ الحسابات الأمريكية الخاطئة ]

(1) – كان الحلف السعودي الوهّابي-الإسرائيلي الصهيوني، مقتنعاً بأنه يمكن استفراد سورية وتدمير أسلحتها الإستراتيجية، عبر تحييد كل من “إيران” و”حزب الله” هلعاً أو طمعاً، أي إمّا خشية حلفاء سورية من شنّ حرب أمريكية أطلسية طاحنة عليهما، أو عبر تقديم إغراءات مناسبة لهما، تكفل عدم اشتراكهما في الدفاع عن سورية.

(2) – وقد تلاقى ذلك مع جموح المحافظين الجدد في بلاد العمّ سام، ومع الرؤوس الحامية في الحزب الجمهوري الأمريكي، بإزاحة “العقبة” السورية، من طريق الهيمنة الكاملة للمحور الصهيو-أميركي على كامل الوطن العربي.

(3) – وقد تمكّن الطرفان (السعودي -الإسرائيلي) و(الجمهوري -المحافظين الجدد) من إقناع إدارة أوباما بذلك.. وعليه بَنَتْ هذه الإدارة، حساباتها في شنّ عدوان عسكري مباشر على سورية.

(4) – وعندما اكتشفت هذه الإدارة التائهة، بأنّ حساباتها هذه، مجرّد هراء، بعيد كلياً عمّا يمكن حصوله على أرض الواقع، وبأنّ إمعانها في القيام بالعدوان، سوف يؤدّي، حكماً، إلى نشوب حرب شاملة في المنطقة، هي آخر ما تتمناه أو تريده الإدارة الأمريكية، وأنّ أول ضحية لهذه الحرب الشاملة – وليس الضحية الوحيدة -، هي “الأمن الإسرائيلي” الغالي جداً جداً على قلب صانع القرار الأمريكي.. ولذلك قام مطبخ القرار الأمريكي بالإيعاز لأوباما، كي يعيد النظر في قراره بالعدوان المباشر على سورية، وأن يقوم بالتنصّل التدريجي من ذلك، واستقرّ الرأي أن يكون “الكونغرس الأمريكي” هو السلّم الذي يجري النزول عبره، للانسحاب من قرار العدوان العسكري المباشر على سورية.

(5) – وقد يقول قائل بأنّ الكونغرس الأمريكي هو مستعمرة صهيونية، وهذا صحيح إلى حد كبير.. ولأنه كذلك، فهو يحرص وسيحرص على “إسرائيل” أكثر من حرص “إسرائيل” على نفسها، وأكثر من حرص القادة الإسرائيليين الحاليين على دولتهم، ولذلك، من المفترض أن يقوم الكونغرس بتخريج عملية التملّص من العدوان المباشر على سورية، بما يوظّف عملية الانسحاب هذه، مزيداً من الدعم لـ “إسرائيل” ومزيداً من الاحتضان لـ “المعارضات السورية” البائسة واليائسة، بغرض الحفاظ عليها والاستمرار في استخدامها ضد الدولة الوطنية السورية، لأقصى حد ممكن، ولأطول مدة ممكنة.

(6) – وأمّا هذا السُّعار الإعلامي والدبلوماسي والسياسي، بأنّ العدوان الأمريكي المباشر على سورية، مسألة حتمية، فالغاية منه، شدّ عصب العصابات الإرهابية المسلّحة، ومنع انهيارها، وحقن معنوياتها المتهاوية، بأمصال خادعة ومرائية، تتيح لها الاستمرار في مواجهة الدولة الوطنية السورية، إلى أقصى حدّ ممكن.

(7) – ولكن، إذا ركب الأمريكان رؤوسهم، وعاندوا الحقائق والوقائع، وساروا عكس منطق التاريخ والعقل والمنطق، وأثبتوا أنّهم كأسرة (آل بوربون) الفرنسية، التي لم تَنْسَ شيئاً ولم تتعلّم شيئاً.. فهذا يعني أنّهم حكموا على أنفسهم – أي الأمريكان – بالخروج النهائي من المنطقة، وحكموا على “إسرائيلهم” بالهزيمة النكراء، وحكموا على أذنابهم ومحميّاتهم ومستعمراتهم الأعرابية، بالزوال والتلاشي، وحكموا على المنطقة، بكاملها، بالدخول في حرب داحس والغبراء، وفي حرب “فييتنام” ثانية، لا تنتهي إلّا بهزيمة جميع الغزاة وبيادقهم، وبانتصار أصحاب الأرض الأصليين، وبفوز أهلها المتمترسين الراسخين في أرضهم منذ آلاف السنين.

(8) والمهمّ في الأمر، أنّ منظومة المقاومة والممانعة، مستعدة لجميع الاحتمالات، ويَدُها ستبقى على الزناد، مستعدة لمختلف الاحتمالات، بل ولأسوأ الاحتمالات.. وأنّ سورية مهيّأة لخوض هذه المعركة من الحرب الأمريكية العدوانية المباشرة عليها، بأعصاب فولاذية، وبمعنويات أسطورية، وبقدرات وطاقات غير مسبوقة، وبإيمان لا محدود، بالنصر المبين، في هذه الحرب الدفاعية المقدّسة ضد غزاة الأرض من أجناب وأذناب وأغراب وأعراب.

-2-

[ المرحلة الجديدة من العدوان الأمريكي على سورية ]

– العدوان الأمريكي على سورية، قائم ومستمر منذ اﻷيّام اﻷولى للثورة المضادة التي نشبت في سورية في آذار “2011”.

– وما جرى وضعه على الرف، في كلام أوباما اليوم، هو العدوان العسكري اﻷمريكي المباشر على سورية.

– ومع ذلك، يحق للدولة الوطنية السورية، أن تلقم حجراً، لمختلف أعدائها وخصومها، وبيادقهم ومرتزقتهم، بعد أن أدركت “إدارة أوباما”، ولو متأخرة قليلاً، أنّ الثمن الذي ستدفعه واشنطن وحليفتها “إسرائيل” وأذنابها ومحميّاتها اﻷعرابية والسلجوقية، سيكون أكبر بكثير من المردود الذي سوف تحصل عليه من العدوان المباشر.

– وهذا لا يعني أنّ “الكونغرس اﻷمريكي” سوف يفوّت الفرصة، لدعم عصابات المرتزقة التي تنشر الخراب والدمار في سورية، ولحقنها بالمزيد من المقوّيات والمنشّطات التي تبقيها على قيد الحياة، أطول مدّة ممكنة.

– والحرب السورية على اﻹرهاب، لم تتوقف ولن تتوقف حتى يجري استئصاله.. وأمّا تلك العصابات الخارجة على الوطن، والتابعة للسفيه “بندر” التي كانت تستعد للوثوب إلى السلطة، فور وقوع العدوان العسكري اﻷمريكي المباشر، على سورية.. فإنّ السوريين يقولون لها (تعيشوا وتاكلو غيرا).

-3-

[ منشان الله ياسورية، مرري لنا ياها هالمرة، ﻷنو نحنا بحاجة نوجّهلكم ضربة محدودة، منشان نحفظ ماء وجهنا ]

– أليس هذا مضمون اﻻلتماس الذي تقدّمه اﻹدارة اﻷمريكية، للقيادة السورية، سراً أو علناً، وعبر التهويل أو التهوين، وعبر التهديد أو التنديد؟!.

– أليس انسحاب اﻷطلسي من تحمّل تبعات تداعيات العدوان العسكري على سورية، وخاصة انسحاب الشريك التاريخي “للعمّ سام” الذي هو “بقايا بريطانيا العظمى” من تحمّل تبعات وتداعيات أيّ عدوان مباشر على سورية.. أليس ذلك دليلاً على ضعف وتهافت الموقف الدولي، المتردّد أو المنكفئ عن المشاركة في هذا العدوان؟!.

– جرت العادة في بداية كل هجوم عدواني أميركي على أيّ بلد في العالَم، أن تكون الغالبية العظمى من الشعب اﻷميركي، مؤيدة للعدوان الذي تقوم به اﻹدارة اﻷمريكية، ما عدا هذه المرة، حيث يؤيد هذا العدوان على سورية : “9” بالمئة فقط من اﻷمريكان، ويرفضه “60” بالمئة من اﻷمريكان، والباقون ﻻ رأي لهم.

– أليس وقوف أحفاد أقذر استعمار قديم في التاريخ، مجسّداً بثنائي “أردوغان -أوغلو” السلجوقي، إضافة إلى وقوف أكبر مستودع نفطي وأكثر كيان متخلف في التاريخ، وأكبر عائلة سفيهة في هذا العصر، مشبعة بالبترو-دولار الذي توظّفه في مواجهة العرب واﻹسلام المحمّدي والمسيحية المشرقية، والتي هي مهلكة آل سعود التي رصدت للأمريكان، مبلغ “60” مليار دولار، مقابل قيامهم بالعدوان المباشر على سورية.. نقول: أليس وقوف هاتين الجهتين، بكل ما تملكان من حقد تاريخي على بلاد الشام، دليلاً قاطعاً على أنّ الحرب الدائرة على سورية، منذ ثلاثين شهراً، هي أقذر وأحط أنواع الحروب الاستعمارية، المحكومة بالهزبمة الساحقة، في هذا العصر، مهما كانت طاقات وقدرات القوى المعتدية؟!.

– أليس الصمود اﻷسطوري للشعب السوري، ومعه محور المقاومة الذي أثبت قدرته على إسقاط مختلف الخطط الصهيو-أمريكية.. ووراءهم الموقف الروسي الإستراتيجي الراسخ والثابت والمدروس والموزون، ومعه الموقف الصيني المشابه، المشهور بصمته الكلامي وحزمه العملاني.. أليس ذلك دليلاً قاطعاً على أنّ (دخول الحمام مو متل الخروج منو)؟!، وأنّ الإمبراطورية اﻷمريكية الاستعمارية الجديدة، مهزومة في جميع اﻷحوال، سواء تورّطت في عدوان مباشر على سورية، أو أقلعت وامتنعت عن التورط في هذا العدوان.. وأنّ قلب العروبة النابض في “دمشق” سوف يحقق الانتصار المؤكّد، سواء قامرت واشنطن أم أقلعت.. وأمّا باقي اﻷعراب واﻷذناب، فلن يكونوا إلّا “فرق عملة”.

-4-

[ بعد يوم أو أسبوع أو شهر.. أم بعد عام أو عقد أو قرن؟ ]

يقول “باراك حسين أوباما”:

(الضربة لسورية، قد تكون غداً أو بعد أسبوع أو بعد شهر)

ونضيف إلى قوله:

– أو بعد سنة أو عقد أو قرن –

ونقول: لن نتوانى عن الدفاع عن بلادنا، مهما كانت التضحيات، ومهما طال الزمان. وعندما نقول “بلادنا” فإننا نقصد “بلاد الشام” التاريخية.

ويقول “باراك حسين أوباما”:

(“بشّار الأسد” يشكّل خطراً على اﻷمن القومي اﻷميركي، وعلى أمن أصدقائها في المنطقة).

وطبعاً، الولايات المتحدة الأمريكية، ليس لها أصدقاء ولا حلفاء في هذا العالم، وحتى اﻷوربيون هم أتباع، والباقون إمّا أذناب أو مستعمرات أومحميّات أو كازيات أو أبواق رخيصة تلعق أحذية العم سام وتتسابق للسجود بين يديه.

وهناك صديق واحد في هذا العالم للولايات المتحدة اﻷمريكية، هو (إسرائيل) فقط، وهي بالضبط ما يعنيه أوباما، عندما يقول بأنّ وجود الرئيس اﻷسد، يشكّل خطراً على “أمن أمريكا وأمن أصدقائها”، وينسى أوباما بأنّ “إسرائيل” هي التي تحتل فلسطين واﻷرض العربية، وهي التي تشكّل خطراً على كامل اﻷمة العربية، وأنّ الرئيس اﻷسد يرفض اﻻستسلام لهذا الواقع.. وكل مَن يرفض اﻻستسلام لإسرائيل، يعتبرونه خطراً على “اﻷمن القومي اﻷميركي وأصدقاء أميركا!!!”.

-5-

[ حدود الحماقة ]

وجدانات عشرات الملايين من العرب، تضجّ بالتساؤل المريب عن هذا التهوّر اﻷحمق الذي قد تقدم عليه “إدارة أوباما” في العدوان المباشر على سورية، خلافاً لما يريده مجلس اﻷمن الدولي، وخلافاً لما يريده الشعب اﻷميركي بل ومختلف الشعور اﻷوربية… وكأنّ أحداً في هذا العالم، يجهل بأنّ المستفيد اﻷول واﻷكبر من هذا العدوان اﻷمريكي المحتمل على سورية، هي:

(التنظيمات التكفيرية اﻹرهابية الظلامية التدميرية)

وأنّ قاعدة هذه التنظيمات الإرهابية، ورأسها، هو: تنظيم “القاعدة” اﻷكثر إرهاباً ودموية في العالم، والذي يدير القسم والجسم اﻷكبر منه: الجاسوس الصهيو-أميركي-السعودي-الوهّابي: “السفيه بندر بوش بن أبيه”.

وطالما أنّ إدارة بوش، جعلت من نفسها، درعاً وسيفاً، لأخطر تنظيم إرهابي في العالم الذي هو (القاعدة)، فعليها أن لا تتفاجأ أو تستغرب، إذا جرى التعامل معها على هذا اﻷساس.

-6-

[ سياسة حافة الهاوية.. أم عدوان أمريكي؟ ]

– إذا كان حفظ وجه ماء اﻹدارة الأمريكية، بعد فشلها في إسقاط الدولة الوطنية السورية، يستدعي توجيه ضربة عسكرية صاروخية، لسورية.

– وإذا كان “الحفاظ على اﻷمن الإسرائيلي” وعلى التفوّق الإسرائيلي، وعلى الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، يستدعي ضرب سورية.

– وإذا كانت حاجة الحفاظ على “مهلكة آل سعود” الوهّابية التلمودية، المنذورة لخدمة جميع أعداء العرب واﻹسلام، تستدعي ضرب سورية، وتدمير مقدّراتها، وتخريب منشآتها، ﻷنّ الاستقلال السوري، والتبعية السعودية، لا يتعايشان ولا يتفقان.

– وإذا كان وجود نظام وطني مقاوم ممانع في سورية، لا زال يرفض الانخراط في المشروع اﻻستعماري الجديد، لصهينة الوطن العربي، ولصهينة اﻹسلام “عبر الوهّابية واﻹخونجية”، يستدعي استبدال هذا النظام الوطني، المستقل القرار، بنظام لا وطني تابع خانع ذليل مذعن، لكل ما يريده “العمّ سام” ولكل ما تحلم به “إسرائيل” من جلب أنظمة ساقطة مأجورة، مكوّنة من الجواسيس والعملاء الخارجين على وطنهم السابق، ممّا يسمونه “معارضة خارجية” تكون متفرغة لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، كما هو عليه الحال، حالياً، في معظم محميّات النظام العربي الرسمي.

– إذا كان كل ذلك موجوداً، فالعدوان الثلاثي للاستعمار القديم على “مصر” عام “1956”، إذا تكرّر على سورية عام “2013”، ومهما كان حجم العدوان الاستعماري الجديد على “سورية”، فإنّ هذا العدوان الخارجي العسكري، هو استكمال للعدوان اﻹرهابي الدولي القائم على سورية، منذ ثلاثين شهراً، بأدوات إرهابية ومرتزقة داخلية وخارجية، من خونة الداخل ومرتزقة الخارج ومن أذناب وبيادق المحور الصهيو-وهّابي، وينطبق عليه قول الشاعر:

فطعم الموت في أمر حقير

كطعم الموت في أمر عظيم

ذلك أنّ موت السوريين، بيد مرتزقة وأدوات المحو الصهيو-وهّابي في الداخل، ينطبق عليه الشطر اﻷول من بيت الشعر هذا…. وأمّا موت السوريين، مباشرة، بيد المحرّك والمدبّر والموجّه والمعلّم الصهيو-أمريكي، فينطبق عليه الشطر الثاني من البيت.

– وستعرف سورية، كيف ستدافع عن نفسها، بل وكيف ستنتصر، سواء كانت هذه القعقعة هي:

·       سياسة حافة الهاوية، أو كانت:

·       عدواناً عسكرياً مباشراً، عبر:

(1) احتواء الضربة، في حال حصولها.

(2) الرد الموجع في أمكنة موجعة.

(3) لن يغيّر العدوان، في حال حصوله، من موازين القوى في الداخل.

(4) وأمّا أطراف محور المقاومة والممانعة، فلن تكشف ما تريد أن تقوم به وما ستقوم به في مواجهة العدوان على قلب هذه المنظومة.

– والباقي “بسلامة فهمكم” –

-7-

[ لقد فاض الكيل ]

ما الذي أجبر “إدارة أوباما” أن تضع نفسها وتضع أمريكا، في هذا الموقف الحرج؟

وكيف جعل من نفسه، لعبة يتلاعب بها المحافظون الجدد وصقور الحزب الجمهوري، لا بل وتستدرجها كل من “السعودية” و”إسرائيل” للغرق في رمال المنطقة، تصفية لحساباتهما الذاتية؟.

وما هي الحسابات “الإستراتيجية” التي قام بها، والتي تضمن له ولواشنطن، عدم التورط في حرب كبرى “ثالثة” في المنطقة، تتجاوز في حدتها واتّساعها، الحجم والمدى والعمق، الذي بلغته كل من حربي “أفغانستان” و”العراق”؟.

وكيف يخطر ببال أوباما وإدارته، أنّ سورية، سوف تصفّق له ولإدارته، في حال الاعتداء العسكري المباشر عليها؟.

وهل يظن أوباما وإدارته، أنّ مرتزقة وبيادق ما يسمى “المعارضة السورية” تساوي شيئاً في هذه المعمعة، أو أنّها ليست مثار احتقار السوريين وقرفهم؟، لأنّهم تعرّوا كلياً من كل شيء، عندما تداعوا إلى مساندة العدوان على سورية؟.

وأخيراً، يخطئ أوباما وأذنابه ومرتزقته، إذا لم يرَ أنّ الأغلبية الساحقة من الشعب السوري، قد فاض بها الكيل، من الأمريكان وأذنابهم، بحيث وطّد السوريون أنفسهم على خوض حرب كبرى مديدة فاصلة مع الأمريكان، تكون فيها مقبرتهم ومقبرة إمبراطوريتهم ومقبرة “إسرائيلهم” في هذه المنطقة، وأنّ السوريين، ينتظرون الحرب الكبرى، بفارغ الصبر، بعد أن وطّدوا أنفسهم، على تقديم كل التضحيات اللازمة والكفيلة، بإنهاء وتصفية المشروع الاستعماري الصهيو-أميركي الجديد، إلى الأبد.

-8-

[ حامل جائزة نوبل للسلام أم (للحرب)؟ ]

لقد ثبت بما لا يتطرق إليه الشك، أنّ حامل “جائزة نوبل” (باراك حسين أوباما) يستحق “جائزة أوسكار للتمثيل” بدلاً من جائزة نوبل للسلام.. لأنّ المذكور جيء به رئيساً لبلاد “تمثال الحرية!!!!” من أجل أن يسحب القوات العسكرية الأمريكية، من العراق وأفغانستان، وأن يتلافى الانزلاق في أي حرب خارجية كبرى، بعد أن ورّطها المحافظون الجدد، في حروب خسروا فيها، خمسة تريليون دولار: “5000” آلاف مليار دولار، وبعد أن أخذ الاقتصاد الأمريكي العملاق، بالتصدّع بسبب هاتين الحربين، ويكفي حرب ثالثة كبرى تتورط فيها واشنطن، لكي تخرج الولايات المتحدة نهائياً، من على رأس إدارة الساحة الدولية، ولتتحوّل لاعباً من الدرجة الثانية.

على هذا الأساس، جيء بهذا المسمّى “باراك حسين أوباما” ولهذا جرى منحه جائزة نوبل، سلفاً “وقبل أن يظهر خيره من شره”، ولهذا قام المذكور بجولة في بعض دول المنطقة، منذ بداية إيصاله للرئاسة، وقدّم خطابات مليئة بالعبارات الرنّانة البرّاقة التي أكد فيها، أنه سوف يعمل للسير بالعالم، باتّجاه الحرية والسلام والإنسانية!!!!!!!.

ولأنّ الطبع يغلب التطبّع، فقد نكص أوباما على عقبيه، وقرّر أن تكون له حربه الخاصة به، ولم يتعلّم من تجربة سابقه “جورج بوش الصغير”، وتوهّم أنه قادر على تلافي الفشل الذي حل بالوكيل، الذي يستدعي حضور الأصيل، في الحرب الدولية الإقليمية الأعرابية الإرهابية، المعلنة على سورية، بعد أن “نجح” الوكيل التركي -القطري -السعودي ، وبيادقه التكفيرية الإجرامية الدموية، المحلية والمستوردة، في قتل وتدمير كل ما تمكنوا من قتله وتدميره في سورية، ولكن هذا الوكيل، فشل فشلاً ذريعاً في تنفيذ المهمة المناطة به، لإسقاط سورية وتفكيكها والانتقال بها إلى الحضن الصهيوني، وتحويل ما يتبقى منها، إلى لقمة سائغة يتناتشها ويتقاسمها غربان الأرض وعربان النفط والغاز.

الأمر الذي دفع بـ (الأصيل) أي بصانع القرار الأمريكي، أن يزجّ بنفسه مباشرة في عملية استكمال ما عجز عنه (الوكيل)، ولهذا قرّر القيام بعملية جراحية تحقق له المهمة المطلوبة، دون الانزلاق إلى حرب كبرى شاملة، ولكن حساب الحقل لا ينطبق على حساب البيدر هنا، و”دخول الحمام ليس كالخروج منه” ولن يستطيع الأمريكي التحكّم بوتيرة الحرب ولا بمداها ولا بحجمها ولا بنهايتها، ولا باتّساعها لتطال كامل الأذناب الأمريكية المتفرغة لخدمة المشروع الصهيو-أميركي في المنطقة.

وأمّا بالنسبة للسوريين، فلقد عركهم العدوان الإرهابي الدولي الإقليمي الأعرابي الدموي، عليهم، عبر ثلاثين شهراً.. والحرب، بالنسبة لهم هي الحرب، سواء كانت عبر الوكيل أو عبر الأصيل، لا بل يفضّل قسم كبير منهم، أن تكون الحرب مع الأصيل وليس مع الوكيل فقط، مهما بلغ حجم التضحيات فيها، لأنّ حرباً طاحنة، مع الأصيل، كهذه الحرب، سوف تكون كفيلة، باستئصال جميع الأذناب الأمريكية من المنطقة، وستكون كفيلة بوضع المشروع الصهيوني على طريق النهاية، وكفيلة بإخراج النفوذ الأمريكي الاستعماري، من المنطقة وإلى الأبد.

-9-

[ أعراب النفط ومتأسلموهم: أعدى أعداء العرب والإسلام ]

– هل عرفتم اﻵن، لماذا يتحكّم ستة ملايين إسرائيلي، بمصير “350” مليون عربي؟

– وهل عرفتم اﻵن، لماذا صارت الدول العربية “ملطشة (للي يسوى واللي ما يسواش؟)

– وهل عرفتم اﻵن، لماذا يتلاعب بنا الاستعمار الجديد والقديم؟

– وهل عرفتم وعرفتم وعرفتم وعرفتم وعرفتم وعرفتم؟

·  طالما يخرج معتوه هزّاز وهّابي سعودي تلمودي، ليطالب بغزو قلب العروبة النابض، بذريعة أنّها “فقدت هويتها العربية!!!!!!!!!.”

·  طالما أنّ جامعة تسمّي نفسها “عربية” تتوسل حلف اﻷطلسي، لكي يغزو سورية، بذريعة استخدام اﻷسلحة الكيماوية.

·       طالما أنّ معظم الصحف العربية اليومية، تهلّل فرحة وسعيدة، بانتظار ضرب سورية.

·  طالما أنّ عملاء وجواسيس، يسمّون أنفسهم “معارضة سورية” يستعجلون اﻷمريكان لضرب سورية ويطلبون أن تكون الضربة قاصمة وشاملة.

·  طالما أنّ “معارضة داخلية” تتحدّث بحياء وخجل، عن الغزو المنتظر، بحيث ينطبق عليها قول (يتمنعن وهن الراغبات).

·  طالما أنّ هؤلاء جميعاً، يسوّقون سعارهم لغزو سورية، على أنه لـ “تحرير” سورية من “رئيسها” فقط، لكي تعيش سورية بـ “ثبات ونبات وتخلّف صبياناً وبنات”!!!!.

·  طالما أنّ حثالات اﻷرض تتسابق مع حثالات اﻷعراب ومع حثالات الخارجين على سورية، المتبرقعين بـ “اﻹسلام” وهم يتسابقون لتدمير “شام شريف”.

·  طالما أنّ ملايين الأعراب، و”3″ ملايين سوري على اﻷقل، يشكّلون البيئة الحاضنة، ﻷعداء العرب والدين والوطن، ويخلعون ثيابهم، لكل عابر سبيل.

·  وأخيراً، لا آخراً، عندما تقوم بعض البيادق الموسادية-الوهّابية، باستثارة العشائر المفترض أنّها تنتمي إليها، لمطالبتها باقتحام السفارة السورية في “عمّان”، بدلاً من السفارة الإسرائيلية والسفارات اﻷطلسية واﻷعرابية.

§  ومع ذلك، فإنّ سورية ستنتصر على هؤلاء جميعاً، مهما قدّمت من تضحيات، ومهما تكبّدت من خسائر، ومهما تكأكأ عليها ذئاب اﻷرض، ﻷنّها:

– على حق و

– ﻷنّ الحق هو أهم عوامل القوة و

– ﻷنّنا نمتلك إرادة النصر، مهما طال الزمن و

– ﻷنّ الله تعالى يقف مع أصحاب الحق المدافعين عن حقوقهم و

– ﻷنّ اﻵية الكريمة قالت (وكم من فئة قليلة، غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله

مع الصابرين).

– وﻷنّ في سورية، ملايين الكربلائيين، القادرين، ليس على تغيير وجه المنطقة فقط، بل على تغيير وجه العالم وإعطائه وجهاً إنسانياً جديداً، مفعماً بالحب والخير والجمال، وإن كان دون ذلك، أهوال.. والأهوال التي نمر بها هي القابلة والولادة لهذا المستقبل.

-10-

[ المقاوِم مغامِر.. والمستسلِم عاقِل!! ]

·       (كل مَن يقاوم “إسرائيل” مغامر)

·       و(كل مَن يقول: “لا” ﻷميركا، مجنون)

·       و(كل مَن يقول بـ “المقاومة والممانعة” مزايد، أو لغته خشبية، أو منفصل عن الواقع)

·       و(كل مَن لا يستسلم أمام اﻹغراءات البترودولارية ويطرب لرنينها، هو ناقص العقل والدين)

·       و(كل مَن يدافع عن وطنه ويؤمن بأمته، ويرفض خيانتهما، ويرفض المساومة على الحق، يكون أحمق وأرعن)

و هذا في عرف ومنطق و”عقل”:

·  كل مرتزق أو بيدق أو طرطور أو ناطور أو لاعق أحذية أو متسكّع أو متسوّل أو فاشل أو مارق أو خائن، باع نفسه للشيطان الموسادي -الوهّابي: ثم جعل من نفسه واعظاً أو ناصحاً أو كاتباً أو محلّلاً أو شتّاماً أو ردّاحاً أو مفتياً أو “مفكّراً” ، يوزع شهادات حسن السلوك أو سوء السلوك، يميناً ويساراً وفي كل الاتجاهات، إلى درجة يصدق فيها نفسه، رغم أنه مثار سخرية اﻵخرين واستهزاءهم واحتقارهم له ولكل من هو على شاكلته.

-11-

[ هل تعلم أن الغزو العسكري الأطلسي الاستعماري، هو أعلى مراحل “الثورة !!!!” السورية؟ ]

– وهل تعلم أن استماتة المحور الصهيو – أميركي –ا لوهابي، لتعديل موازين القوى، داخل سورية، لصالح “الثوار!!!!” يؤكد التاريخ العريق، لهذا المحور في القيام بالثورات الوطنية التحررية المعادية للإمبريالية والصهيونية والرجعية!!!!!!!!!!.

– وهل تعلم، أن جميع بيادق ومرتزقة وأذناب الاستعمار الصهيو-أمريكي الجديد، الذين هاجموا ويهاجمون الدولة الوطنية السورية، كانوا جزءاً من هذا المخطط الاستعماري، وأدوات رخيصة، يحركها ويوجهها، كما يريد.

– وهل تعلم أن جميع الشخصيات ذات الماضي الوطني أو القومي أو اليساري، التي لم ترَ، منذ البداية، حقيقة هذا المخطط الجهنمي المحاك للوطن العربي، ولبلاد الشام، ولقلب العروبة النابض، كانت وطنيتهم زائفة وملفقة، وبرهنوا أنهم مجرد رموز كاريكاتورية، تتمسح بالوطنية والقومية واليسارية، زوراً وبهتاناً ورياءً وضلالاً.

– وهل تعلم أن الأمة العربية، والشعب السوري في مقدمتها، سوف تلعن تلك المخلوقات المزيفة، طيلة مئات السنين القادمة.

-12-

[ أمام اﻹدارة الأمريكية وأذنابها، خياران لا ثالث لهما ]

– إمّا البحث عن طريقة لحفظ ماء وجهها، بعيداً عن الاعتداء المباشر على سورية.

– إمّا الاستعداد لدخول “فييتنام” جديدة، لن تخرج منها إلّا مرة واحدة، وإلى اﻷبد، من هذه المنطقة، لتلحق بها ربيبتها “إسرائيل” وصنائعهما من حكّام المشيخات والمحميّات الوظيفية.

• والشعب السوري ليس أقل استعداداً للتضحية، وﻻ أقل قدّرة على تحقيق النصر من الشعب الفييتنامي.

-13-

[ باراك حسين أوباما ]

محشور بين خيارين:

• إمّا حفظ ماء وجهه شخصياً – كما يظن – وحفظ ماء وجه سفهاء مهلكة آل سعود، وحفظ ماء وجه أردوغان – أوغلو.. من خلال القيام بالعدوان على سورية، والذي سيتدحرج إلى حرب شاملة تأكل اﻷخضر واليابس في المنطقة، وفي المقدمة منها المصالح والمرتكزات اﻷمريكية في المنطقة.

• وإمّا حفظ ماء وجه الولايات المتحدة اﻷمريكية، بالدرجة اﻷولى، عبر اﻹحجام عن القيام بعدوان عسكري مباشر على سورية.

* ويبقى القرار اﻷمريكي، محصوراً بين “حفظ ماء وجه أوباما”، أو: “حفظ ماء وجه الولايات المتحدة اﻷمريكية”.

-14-

[ الحظ العاثر للشعب الفرنسي ]

تشعر كم أنّ الشعب الفرنسي، سيء الحظ، عندما يرأس الجمهورية الفرنسية، أقزام صغار، كـ “هولاند” الحالي، حينما تراه يقف رأساً برأس مع مرتزق (جربان) قزم سعودي وهّابي، من التابعية السورية، يسمونه (أحمد الجربا) يعقدان مؤتمراً صحفياً مشتركاً، من أجل أن يحصل “هولاند” على شهادة “حسن سلوك” من الإدارة الأميركية، وعلى “مرحى” من “إسرائيل”.

رحم الله فرنسا ثورة “1789”، وفرنسا نابليون، وفرنسا ديغول، وفرنسا بومبيدو، وفرنسا ميتران، بعد أنّ تحوّلت فرنسا على يد خلفائهم الأقزام، إلى دولة تابعة شبيهة بـ “جيبوتي” وبـ “النيجر” من حيث حرية قرارها، رغم التاريخ العريق للفرنسيين، ورغم كون باريس “مدينة النور”.

-15-

[ ثلاثية العار اﻷعرابية ]

– البترو- دولار اﻷعرابي.

– التأسلم اﻷعرابي ” الوهابي-اﻹخونجي “.

– جامعة اﻷعراب ” النفطية -الغازية “.

وقمة العار والشنار في ثلاثية العار هذه، أنّها جعلت من نفسها، ممسحة ﻷحذية المشاريع اﻻستعمارية الصهيو-أميركية، وحذاء ترتديه اﻷقدام الصهيو-أميركية، كلما اقتضت المصلحة اﻻستعمارية، ذلك.

• وعندما تفشل ثلاثية العار هذه في تنفيذ المهام القذرة المناطة بها، يضطر سيّدهم اﻷميركي، إلى التكشير عن أنيابه، والنزول بنفسه إلى ساحة النزال.. ومع ذلك لا تجد ثلاثية العار هذه، التي يجرها سفهاء مهلكة آل سعود، في الاستمرار بدور اﻻستخزاء واللهاث المتلاحق وراء حاميها “وحراميها” الأميركي، لعلها تحظى بنظرة عطف -أو نظرة احتقار، لا فرق – تشعر فيها أنّها لا زالت رهن الحماية والوصاية، وأنّها لم يجرِ الاستغناء عنها بعد.

• وهذا بالضبط، ما قامت به جامعة اﻷعراب المتصهينة، اليوم، في موقف لا يندى له جبين اﻹنسانية فقط، بل يدفع كل عربي شريف، ﻷن يلعن تلك الساعة التي اضطر فيها، شرفاء العرب، بدءاً من “جمال عبد الناصر” وصولاً إلى “هواري بومدين” و”حافظ اﻷسد” للتعامل مع جامعة “عربية” أنشأها الاستعمار البريطاني، لكي يقطع الطريق على الوحدة العربية، التي صارت اﻵن، أبعد من نجوم السماء!!!!!!.

-16-

[ ما يسمّى “منطقة عازلة أو حظر جوي” إعلان حرب ]

ما يسمى بـ ـ: “منطقة حظر جوي” أو “منطقة عازلة” على الحدود السورية -الإسرائيلية، عبر لملمة حثالات من السوريين الفارين والمارقين والخارجين على وطنهم، وحشرهم و”زرب” بعضهم، في ما يسمّى “غرف عمليات” على الحدود السورية الجنوبية، لن ينظر إليه السوريون، إلّا على أنه “إعلان حرب” عليهم، ولن يتعاملوا معه، إلّا على هذا الأساس .

وكل مَن يعلنون الحرب على سورية، وعلى الشعب السوري، وعلى الجيش السوري، وعلى الدولة السورية، قريبين كانوا أم بعيدين، عليهم أن يدركوا بعمق، أنّ السوريين لا ينامون على ضيم، وأنّهم إذا تسامحوا وغضّوا النظر عن الكثير من الممارسات اﻷمنية المعادية ضدهم، فإنّهم لم ولن يسكتوا على كل مَن يتعاون مع “إسرائيل” ضدهم، لحماية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية المحتلة، مهما كانت أسباب هؤلاء ومهما كانت مبرراتهم.

-17-

[ الحلف الوهّابي-الصهيوني ]

لن نسمح للحلف الوهّابي السعودي – الصهيوني الإسرائيلي، الذي يلتزم ويسير ويعمل بمبادئ تلمودية كاملة، بأن يصهين اﻹسلام القرآني المحمّدي، ولن نسمح لهذا الحلف، بأن يسيطر على هذا الشرق، ولن نسمح له بأن يجعل من العرب اﻷحرار في هذا الشرق، أعراباً تابعين خانعين أذلاء، بدون قضية وبدون كرامة، تماماً كما هم أعراب الغاز والكاز.. حتى لو قدّمنا تضحيات أسطورية غير مسبوقة.

-18-

[ إنّ العلم، لا يقابل إلّا بالعلم مثله، أو بالجهل المطبق ]

– هذا القول للجنرال “جياب” البطل الفييتنامي اﻷسطوري –

واستناداً لذلك، يقول السوريون، للإدارة اﻷمريكية:

(إذا كان العقل، يقابل بالعقل مثله، فالجنون، يقابل بالجنون المطبق)

وإذا كانت أقوى دولة في العالَم، ستستغني عن عقلها، في التعامل مع سورية،

فليس من حق أحد أن يلوم سورية، إذا تعاملت بالمثل مع اﻷمريكان وأذنابهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.