خاطرة “أبو المجد” (الحلقة السابعة والثلاثون)

bahjat-soleiman

موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ
سفير الجمهورية العربية السورية في عمان

(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

-1-

[ ويا وطَناً، بالحُبِّ نَكْسو أَدِيمَهُ

فَيَحْرِمُنَا، حتّى رِضَاهُ، ويَمْنَعُ ]

·       مَن يعتقد أنّ (الأخضر الإبراهيمي: سِي لَخْضَرْ) لا زال هو نفسه، أحد دبلوماسيّي الثورة الجزائرية العملاقة، وأحد مُعْتَمَدِي الكبيرَيْن “بن بلّلا” و”بومدين” يكون مخطئاً.. فـ(السّي لَخْضَرْ) انخرط في بوتقة (العالم الحرّ، أي: العالم الصهيو-أمريكي) وذهب بعيداً في الالتصاق بمراكز القرار الغربي، وفَسّر موقفه ذاك، بأنه تناغُم مع العصر ومع مقولاته في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.. والحقيقة، فإنّ هذا الموقف هو انخراط، بل تبعية موصوفة، للمطبخ السياسي الأمريكي وتوابعه الأوربية، والاستعداد لتنفيذ أي مهمّة – دبلوماسية أو غير دبلوماسية – يكلّف بها، في أيّ زاويةٍ على وجه الأرض، وبما يخدم ذلك المطبخ.. والآن، في الأزمة السورية، تنحصر مرجعية (سي لَخْضَرْ) بـ(وليم بيرنز) و(جيفري فلتمان).. وهذا لا يعني أنه سيكون له موقف جامد، لا يتزحزح عنه، بل يعني أنه سوف لن يوفّر فرصة يستطيع أن يتحايل فيها على السوريين، لاستخلاص ما يحقق “الأجندة” الأمريكية.. وأنه كلما فشل في أمر، سوف ينتقل إلى ما دونه، إلى أن يتأكّد – وتتأكّد معه مرجعيته الأساسية – بأنّ الأجندة الأمريكية، لن تمرّ في سورية.

إنّ عوامل قيام (الحكومة الانتقالية.. كاملة الصلاحيات) (بِتَاع سِي لَخْضَرْ.. وكما يريدها) غير متوافرة.. لأنّ:

·       (1) الدولة الوطنية السورية، هي التي تمتلك القوّة السياسية والعسكرية والأمنيّة، الأكبر والأهمّ والأفعل، وقبل ذلك وبعده، تمتلك القوّة الشعبية (بمعنى أنّ أكثر من نصف الشعب السوري، يقف مع الدولة القائمة، برئاسة الرئيس بشّار الأسد.. وهذا ألف باء الديمقراطية التي يرفضها أعداء سورية، باسم البحث عن الديمقراطية).. وأكبر دليل على ذلك، هو تهرّب معظم المعارضات السورية، من اعتماد صندوق الانتخاب الذي يشكّل أبجدية الديمقراطية، حَكَماً للفصل في الموضوع.

·       (2) ما هي قوّة تلك المعارضات على الأرض، وخاصةً (إتلاف حمد موزة وحمد نعجة) في ظلّ وجود مئات الجماعات المسلّحة العاملة على الأرض، وفي ظل وجود تنظيم (القاعدة) الإرهابي الدولي، عبر أحد أذرعه المسمّى (جبهة النصرة) والمُدار من قِبل نائب مراقب الإخوان المسلمين (فاروق طيفور)؟!!

·       (3) ماذا يمكن أن يقدّم المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه الثلاثي (العثماني-الوهّابي-القطري) لهذه الجماعات الإرهابية، أكثر مما قدّمه حتى الآن.. إلاّ المزيد من وسائل القتل والتدمير، العاجزة عن إسقاط الدولة، مهما طال الزمن؟!!.

·       (4) ما هي صدقيّة (مصداقيّة) جميع شخصيات المعارضات السورية، المتنطّحة لإدارة سورية؟! وما هو حجم شعبيّتها على الأرض؟ إنه حجم متواضع، وهذا ما يجعلها تندفع للهروب من الحوار، ومن اعتماد الصناديق الانتخابية، ومن اللجوء إليها لتحديد حجم التأييد الشعبي لها.

·       (5) إنّ كلّ محاولات أعداء سورية (ممن أطلقوا على أنفسهم “أصدقاء سورية”) ستبقى عاجزة عن مساعدة أزلامهم وأدواتهم وبيادقهم، داخل وخارج سورية، على تحقيق الأجندة المرسومة لسورية في مطبخ القرار الأمريكي.. لماذا؟ لأنّ هؤلاء الأزلام والأتباع، مُصَابون بالشلل الفكري والعقلي والعضلي والأخلاقي، وعاجزون ليس عن التفكير السليم فقط، بل عاجزون حتى عن السير، إذا لم يؤمّن لهم سادَتُهم ومشغّلوهم، عُكَّازَاتٍ، يتّكؤون عليها.. فكيف لمَن هو كذلك، أن يتمكن من الاشتراك الفاعل في ميدان السباق الجاري، إقليمياً ودولياً، لصياغة معادلات دولية وإقليمية جديدة؟!.. إنّ هؤلاء ليسوا أكثر من بيادق متخلّعة، يجري تبديلها دورياً، إلى أن يتمّ استهلاكها وَرَمْيها في أقرب مزبلة.

·       (6) إنّ الدول لا تُقاد بـ(الهمبكة) وبـ(الهمروجة) الإعلامية.. ولا بتسويق الرغبات واعتماد الضغائنية والنزعة الثأرية.. ولا يتطبيق مبدأ (غوبلز) (اكْذِب، اكْذِب.. إلى أن يصدّقك الناس أخيراً).. وإذا صَحّت هذه الأساليب في كيانات سياسية تابعة للخارج، وملحقة به، وتستمدّ مقوّمات حياتها الاقتصادية، وعوامل شرعيتها السياسية من هذا الخارج، فإنّها لا تَصِحّ ولن تَصِحّ، في دُوَلٍ مستقلّة القرار، وحُرّة الإرادة، تستمدّ مقوّمات حياتها وعوامل شرعيتها، من الداخل، من شعبها، وليس من الخارج، من أعداء شعبها.. كما هو الحال، لدى جميع الأنظمة التي وقفت ضد الدولة الوطنية السورية، في هذه الأزمة، والتي سَمّت نفسها “أصدقاء سورية”.

·       (7) بل تُقاد الدول وتُدَار، باعتماد ميزان القوى الحقيقي على الأرض أولاً، وثانياً.. وتأتي ثالثاً، التحالفات والصداقات الدولية.. ولا أحد في هذا العالم يقف مع الضعيف أو مع العاجز أو مع المشلول، بل مع القوي ومع القادر ومع المحنّك.. والشعوب والقيادات التي لا تفرض نفسها على ساحتها الداخلية أولاً، ستبقى عاجزة عن أن تجد صديقاً أو حليفاً واحداً في هذا العالم، يقف معها.. حتى لو كانت عواطفهم معك، فإنّ عقولهم سوف تدفعهم حينئذ، للابتعاد عنك، إذا كنت ضعيفاً وعاجزاً.

·       (8) وإذا كان نواطير النفط والغاز من (أعراب الأباعير) يفهمون السياسة، بأنّها ثأر شخصي، على طريقة قبائل الجاهلية.. فإنّ سياستهم تلك، سوف ترتدّ عليهم.. وكلّما أمعنوا في ذلك، فإنّ أسيادهم وراء البحار، بعد أن وصلوا إلى درجة الإشباع في الضغط على سورية وفي القدرة على ابتزازها، وبعد إدراكهم أنّ الاستمرار الطويل في ذلك، يعني تفجير كامل المنطقة.. وَجَدُوا أنفسهم – أي أسياد هؤلاء – أمام مغامرة محفوفة بجميع أنواع المخاطر على مصالحهم الإستراتيجية العليا في المنطقة.. وسيجدون أنفسهم مُجْبَرين على مراجعة حساباتهم، وهذا الأمر قادِم، رغم أنف (حمد موزة وحمد نعجة) ورغم أنف (سعود الهزّاز وبندر بوش) ورغم أنف (الأرعن أردوغان وداؤود أوغلو الفاشل).

·       (9) وهذا يعني أنّ عام (2013) سوف يكون، على الأرجح، مؤلّفاً من ثلاثة فصول على الصعيد السياسي، وليس أربعة، الثلث الأوّل منه، سوف يشهد تصعيداً في مواجهة الدولة الوطنية السورية، ولكنّ الدولة سوف تقصم ظهر هذه العصابات الإرهابية، بما يؤمّن التربة الملائمة، لقيام حوار سياسي، في الثلث الثاني، بين جميع القوى الوطنية السورية، مع دولتها وقيادتها، وبما يحقق الوصول إلى الصيغة السياسية الملائمة لسورية في الثلث الأخير من العام.. أي أنّ الثلث الأوّل من العام، سوف يكون فَصْلَ (الحَرْث) أي تمهيد التربة الوطنية والاجتماعية والسياسية، للزراعة.. والثلث الثاني، سوف يكون فصل (الزَّرْع) في هذه التربة الممهّدة.. أمّا الثلث الثالث والأخير من هذا العام، فسوف يكون عام (الحصاد).

·       (10) أمّا (الحكومة الانتقالية) و(المرحلة الانتقالية) فَتَعْني لدى أعداء الشعب السوري (الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء الشعب السوري) شيئاً، وتعني لدى الشعب السوري، شيئاً آخر مُضاداً.. فالمحور الصهيو-أمريكي وتابِعُهُ الثلاثي (السلجوقي-الوهّابي-القطري) يفهمون المرحلة الانتقالية، بأنّها تسليم الدولة السورية (بالضُّبّة والمفتاح) وبسلاسة ونعومة، إلى أتباع وأزلام وعملاء وجواسيس المطبخ السياسي الصهيو-أمريكي….. وأمّا الشعب السوري – بأغلبيته – ومعه الدولة الوطنية السورية، فيفهمون الحكومة الانتقالية والمرحلة الانتقالية، بأنّها أولاً: الانتقال من حالة الحرب الكونية، والحصار الاقتصادي والمالي، والمقاطعة الدبلوماسية، وتصدير الإرهاب المسلّح لسورية.. إلى حالة السلم والانتهاء من أيّ مظاهر مسلّحة خارجة على القانون، في أراضي الجمهورية العربية السورية.. وثانياً: تكريس وترسيخ الثلاثية الذهبية (الحرية – والكرامة – والكفاية) عبر إطلاق حرية الرأي التي لا يَحُدُّها إلاّ سقف الوطن.. والحفاظ على الكرامة الداخلية، عبر الخلاص من التغوّل الأمني، وتفرّغ الجهات الأمنية للعمل الأمني فقط.. وتحقيق عنصر الكفاية المادية، عبر العودة إلى القاعدة الأساسية للدولة الوطنية السورية، وهي العمّال والفلاّحون وصغار الكسبة، والبورجوازية الصغيرة والبورجوازية المنتجة، واعتماد ممثّلين حقيقيين لها يديرون الدولة، في صيغة سياسية تليق بسورية وبتاريخها وحاضرها ومستقبلها.

·       وهذا ما يتطلّب من كلّ السوريين الشرفاء، الارتقاء فوق جراحات الماضي القريب – الذي لا زال حاضراً – مهما كانت نازفة ومؤلمة – وهي كذلك – والعمل الدائب على بلسمتها، وترسيخ روح التسامح بين أبناء الشعب، وبناء المستقبل، يداً بيد، وأن يكون المستقبل المشترك، هو البوصلة والسمت والهدف وليس الماضي القريب أو البعيد.. هذا لمَن يريد بناء وطنٍ سليمٍ مُعافىً.. أمّا مَن لا يريد ذلك، فما عليه إلاّ أن يغرق في الماضي وفي ثاراتِه وعنعناته وتراكماته.

·       ملاحظة: يثير التعجّب مَن يقولون أنّ القيادة السورية تمتلك (صورة غير دقيقة عن حقيقة الوضع على الأرض، وأنّها لا ترى الصورة كاملةً).. وأمثال هؤلاء، هم الذين يرون الصورة، منقوصة ومجتزأة – لا بل ورغبوية وأحياناً ضغائنية وكيدية أو مرتهنة – ويريدون من القيادة السورية، أن تستسلم لهذا الواقع وأن تسلّم به، وأن لا تعمل على تغييره وتقويمه وتصحيحه، وأن تترك الساحة السورية مستباحة، للعصابات الإرهابية المسلّحة، بدلاً من أن يَعْمَل هؤلاء، لوقف تصدير هذه العصابات المسلّحة وتوريد السلاح إلى سورية من مثلث الشر (العثماني-الوهّابي-القطري).. أمّا عندما ترفض القيادة السورية، الاستسلام لهذا الواقع، وتواجهه، وتعمل لتصويبه، فإنها تصبح، حينئذ، عند هؤلاء، لا ترى الواقع ولا ترى الصورة كاملةً!!!.

-2-

·       من الأفضل للنخب العربية الوطنية – غير المرتهنة – أن لا تنساق أو تنجرف إلى المستنقع الذي يريد الاستعماريون الجدد، دفع الشعوب العربية إليه، وهو مستنقع الصراعات الطائفية والمذهبية.. طالما أنّهم يدركون بعمق – أي هذه النخب – أنّ المحور الاستعماري يستخدم الحساسيات الطائفية والتراكمات المذهبية والخلافات الفقهية والتباينات الجهوية، القائمة منذ مئات السنين.. ويدركون بعمق، أنّ المحور الصهيو-أمريكي وأتباعه وأذنابه، يستخدم هذه الحساسيات والتراكمات والخلافات والتباينات، منذ سايكس بيكو ووعد بلفور، حتى الآن.. وأنّ هذا المحور الاستعماري الجديد، يقوم، في العقود الأخيرة، بتصدير أرتال وقطعان من عصابات الموت التكفيرية التدميرية إلى البلدان التي يريد هذا المحور زعزعتها وإسقاطها.. والآن يقومون بذلك في سورية، ويدعمون موقفهم هذا، عبر تسليح هذه العصابات وتأهيلها وتمويلها، وعبر مساندتها بحصار اقتصادي ومالي ونفطي ودبلوماسي خانق للشعب السوري وللدولة السورية، من أجل إجبار الدولة السورية على الاستسلام.. أو مقاومة هذه الهجمة الاستعمارية الجديدة، بأدواتها الإرهابية المذكورة، وتحميل الدولة السورية، مسؤولية التدمير والقتل الناجم عن هذا العدوان، الأمر الذي سيؤدي إلى ما أدّى إليه من دمار وخراب، يتحمّل مسؤوليته كاملةً، مَن قام بالعدوان على سورية، ومَن ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات وبيادق هذا الهجوم.

·       يتساءل البعض: لماذا وضعت واشنطن (جبهة النصرة) على لائحة الإرهاب؟.. وإذا عُرِف السبب (زادَ) العجب.. لقد وضعت واشنطن هذه العصابات الإرهابية المسلّحة على قائمة الإرهاب، لأنّها تريد تلميعها وتسويقها، لدى الجماهير العربية والإسلامية، المأخوذة بالغيّبيات، والمؤهّلة للانخراط في (جبهة النصرة) هذه، عبر إعطائها الصدقيّة (المصداقية) التي تحتاج إليها، لاجتذاب آلاف جديدة من الانتحاريين إلى صفوفها، طالما أنّ الولايات المتحدة الأمريكية ضدّها ومعادية لها.. هذا هو السبب الأوّل، والسبب الثاني، هو تبرئة ذمّة الفئة الحاكمة الأمريكية، أمام الرأي العام الأمريكي من حيث دعمها لتنظيم (القاعدة) أو لبعض الجماعات التابعة لهذا التنظيم.

·       هل تعلم أنّ (جبهة النصرة) هي الفصيل الإرهابي الأهمّ والأبرز والأقوى في عصابات الموت الإرهابية المسلّحة، المتشكّلة من الذراع العسكري للإخوان المسلمين (الطليعة المقاتلة) والمتبنّاة من زعيم تنظيم “القاعدة” (أيمن الظواهري)، والتي يقودها الآن (فاروق طيفور) نائب المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين، وكان هذا هو أيضاً، قائدها، في النصف الثاني من السبعينيات وأوّل الثمانينيّات، بعد سقوط قائدها (عدنان عقلة).. وأنّ هذا الفصيل الإرهابي هو حصيلة التلاقح السّفاحي بين (الوهّابية) و(الإخونجية).. وأنّ هذا الفصيل هو العمود الفقري للعصابات الإرهابية المسلّحة في سورية.

·       وأخيراً، هل تعلم، أنّ جميع مَن ظهروا على الفضائيات، ممّن خرجوا من سورية سابقاً، أو فَرُّوا منها لاحقاً – من المثقفين والفنّانين والمسؤولين – الذين يقدّمون أنفسهم، الآن، كمعارضين لا تلين لهم قناة.. هل تعلم أنّ جميع هؤلاء، بدون استثناء، كانوا يتسابقون لكي يلعقوا أحذية صِغار صِغار العاملين في الأمن السوري، ويتملّقونهم، سواء للحصول على مكتسبات صغيرة.. أو لتأمين لقاءات لهم مع ضبّاطهم، للتباهي بالعلاقات معهم، أمام زملائهم وأصدقائهم.. أو للتبرّع بتقديم الخدمات اللازمة لهؤلاء الضبّاط (صحيح اللّي اخْتَشوا، ماتوا!!!)

-3-

·       يُخطئ مَن يظن، أنّ الحرب العدوانية الإرهابية الصهيو-وهّابية على سورية، هي ضد الفصائل الأخرى الإسلامية (غير السنّيّة) فقط، أو ضد أتباع الديانة المسيحية، فقط.. لا بل إنّ هذه الحرب الشعواء، تشمل العلمانيين، والمعتدلين، والمحايدين، بل وتشمل – بشكل خاص – جميع المسلمين (السنّة) الذين يرفضون الانضواء في هذه الحرب الهمجية ضد الدولة الوطنية السورية، بحجّة أنّهم (شبّيحة) و(عواينيّة).

·       طالبت مشيخات النفط ومحميّات الغاز، في بيانها الأخير الصادر عن قمّتها الخليجية.. طالبت إيران بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج….. ولكنها في البيان ذاته، تطالب العرب والعالَم، بالمزيد من التدخل في سورية، استكمالاً لما قامت وتقوم به من عمليات تكديس ترسانات السلاح وتصديره مع حامليه إلى سورية، لتأجيج النيران ولزيادة القتل، تحت عنوان (ضرورة انتقال السلطة)….. كم هم نواطير النفط والغاز، منسجمون مع أنفسهم!!!!!!!.

·       [ مَعَّازْ الخطيب ] وما أدراك ما (مَعّاذ الخطيب).. لن يطول به المقام حتى يصطّف إلى جانب سابِقَيه (برهان غليون) و(عبد الباسط سيدا) في مزبلة التاريخ.. والفرق أنّ (غليون) و(سيدا) يعيشان، خارج سورية، منذ عشرات السنين.. أمّا (الشيخ مَعّاذْ) فمنذ أكثر من ربع قرن، وهو في كلّ (صلاة جمعة) في (الجامع الأموي) يدعو للرئيس بشّار الأسد بطول العمر والتوفيق، ويدعو المصلّين لطاعة (وليّ الأمر) (الرئيس بشّار الأسد) حتى إلى ما بعد نشوب الأزمة في سورية، بعدّة أشهر.. هذا أولاً.. وثانياً: هل يتوهّم أحد، أنّ هذه المعارضات، بمختلف زُمَرِها، التي لا تحتاج لأكثر من تصريح واحد، من مسؤول في الخارجية الأمريكية، حتى تتبدّد وتتلاشى إلى قطع متناثرة.. يمكن أن يكون لها دور، إلاّ بمقدار ما يريد لها المطبخ الصهيو-أمريكي، أن يكون؟!.. وهل يتوهّم أحد، أنّ الشعب السوري والجيش السوري، يمكن أن يقبل بأن يُمْلَى على السوريين، قياداتٍ يُفَبْركها ويصنّعها ويقدّمها لهم الصهاينة الأمريكان؟!.. إذا كان الآخرون، في المشيخات والمحميّات، يرتضون ذلك، فالسوريون لن يقبلوا ذلك، في يوم من الأيّام، حتى لو هبطت السماء على الأرض.

·       هؤلاء المتأسلمون، يَحُطُّون من قيمة المرأة، ويَحْقِدون عليها حقداً لا حدود له.. لكنّهم في الوقت ذاته، يَعْبُدون ما بين سَاَقيْها، وبدون مبالغة، بأكثر مما يعبدون الله تعالى، لا بل هم يجعلون من عبادة الله، وسيلةً، لإيصالهم إلى (الحُور العِين).. وشُغْلُهم الشاغل، الذي يؤرّقهم، ليلاً نهاراً، هو (النّكاح) ثم يغلّفون ذلك، بادّعاء الإيمان والتقوى والزهد… خرجوا علينا بفتاوى (إرضاع الكبير) و(نكاح الزوجة المتوفّاة) و(نكاح الجهاد) الذي يُفَضَّلُ فيه أن يكون عمر الفتاة /14/ عاماً، ولعدّة ساعات، تنتقل فيه إلى ناكح جديد (تقرُّباً إلى الله، حسب فقيه الإفتاء هذا، لا بل وتعبيداً للطريق إلى الجنّة!!!) ووصل الأمر بأحد فقهاء الإفتاء لديهم، أن أفتى مؤخراً، بإباحة (مفاخذة الطفلة) منذ بلوغها (3) ثلاث سنوات!!!!.

هؤلاء الآن، هم طليعة مَن يسميّهم البعض (الثورة السورية) لا بل هم الفصيل الأكثر قوّةً وفاعلية، في تخريب وتدمير وتهجير وتفجير سورية..

ولأنّ لله رجالاً، إذا أرادوا أراد، فقد أراد شرفاء سورية، وقرّروا أن يسحقوا هؤلاء، مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، لكي تحيا سورية (إلى الأبد).. ولكي تبقى بلاد الشام، نبع التاريخ وبوصلة المستقبل.

-4-

·       أليس من الأفضل، لمن يسمى (وزير خارجية مصر) ألاّ ينحدر إلى مستوى نواطير النفط والغاز، في مقاربته للأزمة السورية؟ أليس من الأفضل له أن يتفرغ للمصائب (المتلتلة) التي جلبها (الإخوان المسلمون) وراكموها على رؤوس الشعب المصري (فوق المصائب التي كانت قائمة)؟ أليس من الأفضل له ولحكومته، أن يعرفو أن جميع مواقفهم المرتهنة للمطبخ السياسي الصهيو-أمريكي، صارت مفضوحة ومكشوفة ومعروفة، ولم تعد تجديهم جميع المزايدات والمناقصات والادعاءات والمماحكات؟ أليس الأفضل، له ولنظامه، أن يبحثوا عن كيفية الخروج من هذا التّيه، الذي قادوا (مصر) إليه؟ وعن الطريقة المناسبة، للتعامل مع ثلثي الشعب المصري، الذين رفضوا إبداء رأي- مجرد إبداء رأي – بدستور (الإخوان المسلمين) لقناعتهم أنّ الـ:(نعم) أو الـ:(لا) لدستور الإخوان، لا تكفي، طالما أن الإخوان، أغتصبوا الحكم في مصر، عبر همروجة (الثورة)؟؟… ثم كيف يسمح هذا المسمى (وزير خارجية مصر) لنفسه أن يتحدث عن سورية، بتلك الطريقة الوصائية الممجوجة، التي رفضها ويرفضها السوريون، من أي جهة كانت في العالم، عدّوة كانت أم محايدة أم صديقة؟؟!!…. لو كان ذلك المسمى (وزير خارجية مصر) يريد وتريد حكومته ونظامه، حل الأزمة السورية – وليس تأجيجها، عبر الإدعاء بالعمل على حلها – لم يكونوا ليحتاجوا، إلاّ لأخذ موقف موضوعي، ضد من قاموا بحصار سورية، والعمل على خنقها وتجويع شعبها، بدلاً من أن يشاركوا في ذلك الحصار، ويمنعوا ناقلات مازوت التدفئة المتوجهة إلى سورية، من المرور في قناة السويس!!!!!! ولم يكونوا ليحتاجوا إلاّ لأخذ موقف موضوعي، ضد مَن قام ويقوم بتصدير الإرهاب والإرهابيين والسلاح والمسلحين، إلى سورية، وضد عصابات الموت والقتل والتخريب، التي تقوم بتفجير وتدمير المواطنين السوريين والبنى التحتية السورية!!!!!…. ولكنهم لم يتخذوا موقفاً يمتلك الحد الأدنى من الموضوعية، الذي يليق بشعب مصر وتاريخ مصر ودور مصر(ناهيك عن موقف منحاز للشعب السوري، وليس لأعداء الشعب السوري، الذين اختارهم واصطفاهم، المحور الصهيو-أمريكي، وسمّاهم ونصّبهم، ممثلين للشعب السوري)… لماذا؟ لأنّ النظام (الإخونجي) الحالي في مصر، ليس أكثر من (نظام حسني مبارك) ولكن باسم الدين (وهذا أخطر بكثير على الأمة العربية والعالم الإسلامي، لأنه يستغل الدين الإسلامي الحنيف، ويستخدمه ويسخّره، لخدمة أعداء العرب والإسلام)… إنه نظام مرتهن بائس يائس، يحاول جاهداً أن يبدو شريكاً في صياغة المنطقة، بينما هو عاجز عن صياغة مصر وصناعة مستقبلها… لا بل إنّ مستقبل مصر، على يد هؤلاء المتأسلمين، سوف يكون وبالاً على مصر وعلى العرب أجمعين…… وأخيرا، فليتوقف هذا (النكرة) وأمثاله، عن التبجح، بأنّهم (يرفضون التدخل الأجنبي) في سورية!! فماذا يسمون، كل أنواع التدخل الخارجي القائم حالياً، في سورية، الذي يقفون معه، بل ويشكلون جزءاً عضوياً منه؟؟!! بحيث لم يبق أي نوع من أنواع التدخل الممكن، في العالم، ضد الدولة الوطنية السورية، بشعبها وأرضها وجيشها وقيادتها وقائدها، إلاّ وقام به الأجانب والأعراب، ما عدا الغزو العسكري المباشر.. ولو كانوا يدركون أنهم قادرون عليه، بدون خسائر باهظة لهم، وأضرار هائلة تلحق بهم، لكانوا قاموا به منذ زمن، ولذلك (اكتفوا!!!!) بجميع أنواع التدخلات الأخرى، لقتل السوريين، ولتدمير مقدراتهم، وإشعال النيران وتأجيجها بين صفوفهم، والتباهي – في الوقت ذاته – بـ: (رفض التدخل الخارجي، في سورية!!!!)… فليتوقف هؤلاء، عن هذا النوع من التبجح الرخيص والنفاق المقيت.

·       أمّا عندما يقول (سي مرسي: البيدق التابع للمرشد العام للإخوان المسلمين “محمد بديع” التابع بدوره للمحور الصهيو-أمريكي): بأنه لا مكان لـ: بشار الأسد في مستقبل سورية…. فإنّ هذا البيدق المأفون، يعبّر بذلك عمن يمثلهم في مصر، وهم (٢٠ بالمئة) من الشعب المصري، وأمّا أغلبية الشعب المصري، فقد عبّرت عن رأيها بالرئيس الأسد، عندما هتفت بالتحية له، مؤخراً، في (ميدان التحرير) وعندما هتفت (يسقط، يسقط حكم المرشد) ولذلك لا نتوقف كثيراً، عند ما يقوله (سي مرسي) لأنه يقول ما يريده له أن يقوله، من أوصلوه إلى الحكم، ومن أوصلوه هم الأمريكان… وإذا كان الرئيس الأمريكي أوباما (بجلالة قدره) قالها قبله، بمرات عديدة، وفشل في تنفيذها، فكيف لتابع التابع (سي مرسي) أن يتوهم أن قوله لا يشبه بوله!!!!!!.

-5-

لمَن يقولون، ولمَن يردّدون، وراءهم ببغائياً، بأنّ (النظام السوري غير قادر على الحسم).. كم هي هذه المقولة خاطئة ومضلّلة؟!.. فالدولة الوطنية السورية تواجه عشرات الآلاف من فرق الموت الإرهابية الظلامية التكفيرية التدميرية، المُصدَّرة من الخارج، وعشرات الآلاف من قطعان المرتزقة المأجورين ومن اللصوص والمهرّبين والنصّابين والفارّين، المُحتَضَنين، أمريكياً وأوربياً وتركياً وخليجياً ووهّابياً وإخونجياً، والمدعومين بالإعلام والسلاح والمال والإمداد.. ثم يقولون لك (النظام السوري غير قادر على الحسم).. هل استطاع المحور الصهيو-أمريكي، أن يكون قادراً على الحسم، منذ أكثر من عشر سنوات، وحتى الآن، ضد تنظيم (القاعدة) بعد أن خرجت بعض فروع هذا التنظيم، ضد “العمّ سام”، رغم أنه هو الذي اخترعه وأوجده، ودعمه؟!.

وهل يتوهّم أحد أنّ العنف يمكن أن يتوقّف، إلاّ عندما يتوقّف المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه، عن تصدير قطعان الإرهابيين والمرتزقة المتخَمين بالسلاح، إلى سورية، لتدميرها وتفجيرها؟.. وعندما يتوقّف المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه، عن المراهنة على تركيع وتطويع وتدجين وترويض الدولة السورية، لكي تصبح سورية – كغيرها – حظيرة خلفية لدولة “شعب الله المختار”.

وإذا كانت أمريكا (بكلّ ما تمتلك من قوّة) لم تستطع حسم موضوع تنظيم (القاعدة) حتى الآن، رغم أنه لا توجد دولة واحدة في العالَم، تدعم (القاعدة) ضد أمريكا.. بينما يوجد عشرات الدول الكبرى من أمريكا، ومن دول أوربا الغربية، وتركيا، ومن مشيخات (أعراب الأباعير) دعموا ولا زالوا يدعمون، بكلّ قُوّتهم، هذه العصابات الإرهابية، ثم يتساءلون – بِتَذَاكٍ – لماذا لم يستطع (النظام السوري) القيام بعملية الحسم حتى الآن؟!!.

·       هناك منظومة إعلامية دولية أخطبوطية هائلة، لا سابق لها في التاريخ، مترابطة على مستوى الكرة الأرضية كلّها، تُوجَّه من واشنطن، وتُدار من المطبخ الصهيو-أمريكي، ويَرْسم خطوطَها، ويحدّد لها هذا المطبخ، المحاورَ والموضوعات والاتّجاهات المطلوبة، ويضخّ لها ما يجب أن تقوله وما يجب أن لا تقوله… ولذلك نرى هذا القصف الإعلامي الدولي والإقليمي والأعرابي، الجارف والمتناغم واللاّ متناهي، في خطوطه الأساسية، ضد سورية وشعبها وجيشها وقيادتها وقائدها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.