خبراء صينيون: تصريحات ترامب حول سيادة الجولان…تكشف عن انحياز لإسرائيل وتضع المنطقة على صفيح ساخن

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) بأن الوقت قد حان لكي تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية التي استولت عليها إسرائيل منذ يونيو 1967، لتتوالي الانتقادات العربية والدولية لدعوة ترامب المفاجئة.
وبدورهم، رأى الخبراء الصينيون المهتمون بشؤون الشرق الأوسط أن تصريحات ترامب الأخيرة بشأن الجولان تكشف مجددا عن انحياز الولايات المتحدة الواضح لإسرائيل، متوقعين أن تزيد من حالة عدم الاستقرار التي تسود منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات.
فقد أشار ليو تشونغ مين مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، إلى أن اعتراف ترامب على (تويتر) بسيادة إسرائيل على الجولان لم يأت بمعزل عن الإجراءات التي اتخذها ترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط منذ مجئيه إلى سدة الحكم.
وأضاف أنها خطوة تأتي ضمن خطة رسمها ترامب للمنطقة، تهدف على وجه التحديد إلى دفع ما يسمى بـ”صفقة القرن” التي تريد إدارته من خلالها “تسوية القضية الفلسطينية” والتي ألمحت تقارير إعلامية إلى أن مسألة سيادة مرتفعات الجولان قد تكون جزءا منها رغم أن الجانب الأمريكي لم يكشف عن تفاصيل هذه “الصفقة” حتى الآن.
أما تيان ون لين، الباحث بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، فقال إنه رغم كون هذه الدعوة الصادرة عن ترامب، باعتباره رئيسا لأكبر دولة في العالم، يحمل طابعا دبلوماسيا ولا تترتب عليه أي حيثية قانونية، إلا أنها تبعث بإشارة قوية للدول العربية والعالم بأكمله، لافتا إلى أن “ترامب بخطوته هذه يعيد تسليط الضوء على قضية مرتفعات الجولان المعلق مصيرها منذ أمد بعيد، ويزيح الستار مجددا عن موقف الولايات المتحدة تجاه المنطقة، كما يرسخ عزم إسرائيل على أن يظل احتلالها لمرتفعات الجولان قائما وللأبد”.
وحول تأثير تصريحات ترامب بشأن سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة على الوضع الإقليمي، قال تيان ون لين إنها ستؤجج من ناحية الوضع المتأزم بين البلدين، وستؤدى من ناحية أخرى إلى تصاعد وتعقيد الوضع داخل سوريا بشكل أكبر. وفي هذا الصدد، لفت أيضا إلى أنها ستؤثر على المنطقة برمتها، على الرغم من أن النزاع السوري الإسرائيلي شهد تهميشا في السنوات الأخيرة.
وشاطره الرأى ليو تشونغ مين، قائلا إن اعتراف ترامب الآن بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، التي تتمتع بموقع إستراتيجي مهم للغاية، سيزيد من حدة الصراع بين سوريا وإسرائيل وكذا سيؤثر على الوضع السوري الداخلي ليضفى مزيدا من التعقيد على الأزمة السورية. كما أشار إلى أن هذه التصريحات تستفز وبشدة مشاعر الشعب السوري والشعوب العربية كافة، وستضع المنطقة على صفيح ساخن.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد أشار تيان ون لين إلى أن إعلان ترامب يكشف عن انحياز الولايات المتحدة بشكل واضح لإسرائيل، ويعكس جشع الجانب الإسرائيلي إلى الاستيلاء على مزيد من الأراضي. وكل ذلك سيثير المشاعر المناهضة للولايات المتحدة والمناهضة لإسرائيل في نفوس الشعوب العربية، وهو ما قد يفاقم من حالة عدم الاستقرار في الإقليم.
وحول انعكاسات ذلك على الولايات المتحدة نفسها، فذكر ليو تشونغ مين أن تجاهل ترامب لقرارات الأمم المتحدة التي تطالب إسرائيل بالانسحاب من الجولان وتصريحاته- التي جاءت في انتهاك للقرارات الأممية ودون أن تكون له أي صفة – بملكية هذه الأرض لإسرائيل من شأنها أن تقوض وبشكل خطير صورة الولايات المتحدة في العالم.
ومن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وصولا الآن إلى التصريح بأنه “قد آن الأوان للولايات المتحدة للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان”، يبدو أن الولايات المتحدة تسير عبر سلسلة من الإجراءات في خطتها التي رسمتها رغم المعارضات وتوجه للعالم من حين لآخر ضربة مباغتة، لتزيد من حالة عدم الاستقرار وعدم اليقين في المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.