خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئة واثنتان “102”)

bahjat-soleiman1

موقع إنباء الإخباري ـ

الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:

 (صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).

الحلقة المئة واثنتان “102”

[ يقولُ الشعبُ السوريُّ، مُخَاطِباً، العالَمَ ] :
تَجْرِي الرِّيَاحُ، كَمَا تَجْرِي سَفِينَتُنا
نَحْنُ الرِّيَاحُ، ونحنُ البَحْرُ والسُّفُنُ

-1-
[ نحن الباقون…. وأنتم الزّائلون ]

– عندما تتناقل وسائلُ الإعلام الدولية والإقليمية والأعرابية ما تُسَمِّيهِ:

( تحذير خبراء أميركان، من استمرار الحرب، لمدّة عشر سنوات، في سورية )

·  فهذا يعني فشل المخطط الصهيو – أمريكي، في إسقاط سورية… ويعني إصرارَ أصحاب هذا المخطط، على الاستمرار في استنزاف سورية، بِغَرَضِ إشْغَالِها ومَنْعِها من ممارسةِ دَوْرِها الوطني والقومي المناضل والمقاوِم والمُمَانِع للمخطط الاستعماري الصهيو- أطلسي القديم – الجديد.

·  وكأنّ هؤلاء تَنَاسَوا بِأنّ حرْبَ الاستنزاف هذه، سَبَقَ لِلأمريكان أنْ قاموا بها ضدّ سورية، في النصف الثاني من سبعينيّات القرن الماضي، والنصف الأول من عَقْد الثمانينيّات أيضاً… فماذا كانت النتيجة؟:

كانت هزيمةً ساحقةً لِـ “خُوّان المسلمين” الأداة الأولى لِتلك الحرب الصهيو – أمريكية على سورية، والتي كانت تَهْدُفُ – أي تلك الحرب – لِتطويع وإجْبار سورية الأسد، على الالتحاق بِطابور الاستسلام لِـ “إسرائيل”، بَعْدَ زيارة السادات المشؤومة لِلقُدْس، تحت عنوان “معاهدات واتّفاقيات السلام”.

·  ولإنعاش ذاكرة هؤلاء، فإنّ حَرْبَ استنزاف مُشابهة، استمرّت في الجزائر، لِمُدّة عشر سنواتٍ كاملة، في العقد الأخير من القرن الماضي، إلى أنْ وضَعَتْ أوزارَها، ومُنِيَ الظلاميّون التكفيريون المتأسلمون، بالهزيمة.

·  ومع أنّ الأمريكان الذين يخطّطون لاستمرار استنزاف الجمهورية العربية السورية، لِمدّة عشر سنوات، يعرفونَ بِأنّ النّتيجةَ ستكونُ مُشابِهةً لِما حَدَثَ سابقاً، في سورية وفي الجزائر..

لا بَلْ ستكون الهزيمة ُ النّكراء، هذه المرّة، ليس لِـ “خُوّان المسلمين” فقط، بل ستنهزم معهم عصاباتُ الإرهابِ الوهّابي السعودي الظلامي التكفيري المتأسْلِمْ.

مع ذلك، فإنّ المحور الصهيو – أمريكي ومعه أذنابُهُ الأعرابية، يريدون تصفيةَ الحساب مع الشعب السوري، لِأنّ مشكلَتَهُم الكبرى والجوهرية، تاريخياً، هي حَصْراً، مع الشعب السوري، الشعب الأعرق في العالم، ومنبع حضارات البشرية، وسليل عظماء التاريخ، والذي يمتلك أبناؤه، مخزوناً هائلاً من الكبرياء والشّموخ والعنفوان والكرامة والاعتزاز بالنفس، بحيث يُفْرِزُ قياداتٍ تُشْبِهُهُ، وتحمل قضيّته وتُضَحّي دفاعاً عنه وعن أمّته العربية.. ولذلك أرادوا ويريدون، مُعَاقَبَةَ الشعب السوري، بجميع الطرق المتاحة لهم والممكنة لديهم.

·       ولكنّنا نقول لِهؤلاء جميعاً: نحن الباقون، وأنتم الزّائِلون.

-2-
[ حتّى كلمة “المقاومة”، ثقيلةٌ على أسْماعِهِمْ، بل تُرْعِبُهُمْ ]

– بِئْسَ حكومةٌ أو نظامٌ أو دولةٌ، تهْرُبُ وتتَهرّبُ من كلمة (مقاومة)!!!.
– هل يُدْرك أصحابُ هذه المواقف المُخْزِية، أنّهُم يُعَرُّونَ أنْفُسَهُمْ، حتّى مِنْ ورقةِ التّوت، التي كانتْ تَسْتُرُ عُرْيَهُمْ وعُهْرَهُمْ الحقيقي!!!.
– هل يَجْهَلْ هؤلاء الحَمْقَى، أنّهُم بذلك، يفْتَحُونَ على أنْفُسِهِمْ، أبْوابَ جهنّم، وأنّهُم يُحْرِقون آخِرَ عامِل أمان، كانَ يَطْمُسُ جَوْهَرَهُمْ ويُخْفِي حقيقتَهُمْ..
مع أنّ مواقِفَهُمْ لا تُقَدّم ولا تؤخّر، ومع ذلك، لن تَمُرَّ مواقفهُمْ هذه، بدون عقاب!!!.
– هل وصَلَ الغباءُ وضِيقُ الأفق بِهؤلاء، إلى درجة، تناسَوا فيها، أنّ العدوّ الأوّل لِـ “إسرائيل” على وجْهِ الأرض، هو “المقاومة”..
وأنّهم بِمواقفهم البلهاء هذه، صاروا “إسرائيليين” في نَظَرِ عشراتِ ملايين المواطنين العرب!!!.
– وهل نَسِيَ هؤلاء، مصيرَ شاه إيران، وأنور السّادات، وحسني مبارك، وزين الهاربين بن علي، ومصيرَ كُلّ مَنْ راهنَ على “إسرائيل” أو وضَعَ نَفْسَهُ في خِدْمَتِها!!!.
– وهل يعتقد هؤلاء، أنّ “العمّ سام” و”إسرائيل” قادرتانِ على حِمَايَتِهِمْ، مِنْ غَضْبَةِ شرفاء العرب، عندما سيأتي يَوْمُ الحساب، وهُو أقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الوريد!!!.
– وهل يتوهّم هؤلاء، بِأنّ مستحاثّاتِ ومومياءاتِ الغاز والكاز، الغارقة في صِراعاتِها ومَبَاذِلِها وعبودّيتها لِلمحور الصهيو- أميركي، قادرةٌ على حِمايتهم، بينما هي عاجزةٌ عن حِمايةِ رؤوسها!!!.
– وهل وصَلَ ضَعْفُ أو فِقْدَانُ الذّاكرة بِهؤلاء، بِحَيْثُ نَسُوا أنّ “المقاومة” حرّرت جنوب لبنان عام “2000”، وأجهضت العدوان الإسرائيلي على لبنان عام “2006”، مع أنّ جميعَ دول العالم، كانت حينئذٍ، تقف ضدّ “المقاومة” أو لا تقف معها، ما عدا دولتين فقط، هما “سورية الأسد” و”إيران الثورة”!!!.
– وهل فاتَ هؤلاء، أنّ الحربَ الشعواء على سورية الأسد، التي شُنَّتْ عليها، بِشَكْلٍ أساسي، بِسَبَبِ وقوفها الحازم والقاطع مع المقاومة، ولِأنّ سوريّة الأسد كانت ولا زالت، العمود الفقري للمقاومة ورئتها وقلبها.. ومع ذلك، فَشِلوا في إسقاطِ سورية!!!.
– فقط، نقول لِهؤلاء، بِأنّ “المقاومة” ستبقى وستتعاظَمُ، رُغْماً عَنْهُمْ وعن مُشَغّلِيهِمْ وعن أسْيادِ مُشَغّلِيهِمْ.. وأنّه لن يَطُولَ الزّمنُ بهِمْ، حتّى يأتوا راكِعينَ زاحِفِينَ أذِلاّءَ، عندما سيتحقّقُ الانتصار الساحق لمنظومة المقاومة والممانعة!!!.

-3-
[ الصراع الملتهب:

بين “العرب” و”الأعْراب”.. وبين “المسلمين” و”المتأسْلمين” ]

“حَذَارٍ ثمّ حَذارِ ثمّ حذارِ، مِنَ الوقوعِ في الفَخّ القاتِل”

·  سواءٌ كان المرءُ، في الوطن العربي، مؤمِناً، أَمْ مُلْحِداً، وسواءٌ كانَ مُسْلِماً أَمْ كِتابياً، فِإنّ “الدّين الإسلاميّ” ثروةٌ روحيّةٌ هائلة، ورَصِيدٌ معنويٌ ومادّيٌ لا حُدُودَ له.

ولأنّ الاستعمار – القديم والجديد – يُدْركُ عميقاً، هذه الحقيقة.. فَقَدْ قامَ الاستعمارُ البريطاني، منذ حوالي ثلاثة قرون، بالعملِ على مُصادرةِ الدِّين الإسلامي، عَبْرَ اختراعِ “الوهّابية” التلموديّة، وتعبيدِ الطّريق أمامَها لِاحتكار الإسلام، وتكفير كُلّ مَنْ يرفض الانضواء تحت جناح هذا “الدِّين الجديد”.

ثمّ أكْمَلَ المُسْتَعْمِرُ البريطانيُّ، مُخَطَّطَهُ الخبيث هذا، في النصف الأوّل من القرن العشرين، عندما اخْتَرَعَ ما سَمّاهُ “جماعة الإخوان المسلمين”، وكان “ونستون تشرشل” وزير المستعمرات البريطانية، حينئذٍ، هو صاحب هده الفكرة، مِنْ أجْلِ إحْكَامِ الطَّوْقِ على المسلمين والعرب، عَبـْرَ التحكّم بِعُقُولِهِمْ، من خلالِ حَشْوِها، بِمَفَاهِيمَ مُزَيَّفَة لِلإسلام، يتمكّنون من خلالِها، تحقيق مخططاتِهِم الاستعمارية اللاحقة، بِأدواتٍ محلّيّة، تُخَفِّفُ تكاليفَ السيطرة والهيمنة الاستعماريّة المنشودة.

·  ولذلك يرتكبُ خطيئةً قاتِلَةً، مَنْ يقفُ مُتَفَرّجاً، في مواجهة هذه المصادرة الاستعمارية لِلإسلام، أو مَنْ يُمَاهِي أو يُسَاوِي، بين “الإسلام” من جهة، وبين “الوهّابية” التلموديّة، و جماعة “الإخوان المسلمين” البريطانية، مِنْ جهةٍ أخرى.

لِأنّ الموقف الحيادي، تِجاهَ هذه المُصادَرَة، أو الاستسلام أو التسليم، بِأنّ الوهّابية والإخونجية، ينضوِيانِ في إطارِ الإسلام، يعني التخلّي عن الإسلام المحمّدي القرآني الحضاري، والقبول بِإحـْلالِ المفهوم البريطاني والتلمودي لِلْإسـلام، بديلاً للإسلام الحقيقي.

·  ولكنّ الخطيئةَ الأكـبر، هي توجيهُ التُّهْمَةِ لِلإسلام كَكُلّ، عَبْرَ اعْتِبَارِهِ “أداةً، بِيَدِ الاستعمار الجديد!!!”، أو اتّهام الإسلام بِأنّه فِكـرٌ “صحراويٌ عقيم!!!” وبِأنّهُ “سبب تخلّف العرب!!!”.

إنّ السُّقوطَ في بِئْرِ الخطيئةِ هذا، الذي لا قرَارَ له، يعني حُكْماً، التخلّي عن السّلاح الأفْعَل والأمْضى، بِيَدِ العرب والمسلمين، وتَسْليمِهِ لِلاستعمار الصهيو- أميركي الجديد، ولِأدَوَاتِهِ مِنْ أعداء العرب والإسلام، من “المتأسلمين” و”الأعراب”، لِكَيْ يُحَارِبُوا به ملايينَ الوطنيين والقوميين واليساريين والعلمانيين، بل ولمحاربة المسلمين والإسلام المحمّدي والمسيحية المشرقية وجميع العرب المتمسّكين بِعُرُوبتهم وباستقلالِ قرارِهِمْ والرّافضينَ لِلتّبعيّة.

·       فَحَذارَ ثمّ حذارِ ثمّ حذارِ، من الوقوع في هذا الفخّ القاتِل.

-4-
[ المهلكة الوهّابية السعودية الإرهابية.. وضرورةُ محاكمةِ حُكّامِها الإرهابييّن ]

·  لماذا يجب أنْ يُحاكَمَ سُفهاءُ ولُقطاءُ وعبيدُ العائلةِ السعودية، عَبْرَ مَحَاكِمَ عالمية – على مستوى العالَمْ – كَإرْهابيِّينَ خارِجِينَ على القانون الدولي، وعلى القِيَمِ الإنسانية والأخلاقيّة؟!:

·  لِأنّ هذه العائلة السعودية المارِقة، هي السبب الأوّل لِكوارث ومصائب الأمّة العربية، بدْءاً من اغتصاب فلسطين، وتحويلها إلى “إسرائيل”، وُصُولاً إلى الحرب العدوانية، الدولية والأعرابية، الإرهابية الصهيو – وهّابية، التي تُشَنُّ على الجمهورية العربية السورية، منذ عدّة سنوات.

·  وقامَتْ هذه المُسْتَعْمَرَة الصهيو- أمريكية، المُسَمّاة “السعودية”، بِدَوْرَ العرّاب الصهيو- استعماري لِجميع المشاريع الاستعمارية الأجنبية، منذ احتلال آل سعود لِبلاد الحجاز ونَجْد، وحتّى اليوم.

·  وكان “آخر طبّ الكيل” – كما يقول المثل العامّي -، لهذه المهلكة الصهيو-وهّابية، هو إعلان أقذر وأفظع وأعْهَر أنواع الحروب الإرهابية في التاريخ، على الجمهورية العربية السورية…

ولم تكْتَفِ هذه المهلكة الجاهليّة، بِتجييش وتسليح وتصدير وشحن عشراتِ آلاف الإرهابيين التكفيريين المتأسْلمين، من مختلف بقاع العالم، إلى سورية، لِإحْراقِها وقَتْلِ أبْناءِ شَعْبِها…

ولم تَكْتَفِ بِالتحوُّلِ إلى رأْسِ حَرْبةِ العدوان الصهيو- أميركي على سورية، ولا بِتمويل هذا العدوان، ولا باستجْداء الإدارة الأمريكية لِشنّ حرْبٍ ساحقة ماحقة على الجمهورية العربية السورية.

بل أضافَتْ إلى ذلك، مُساهَمَةً كبيرَةً، في الحصار الاقتصادي والمالي، الأطلسي، لـِسورية، بِغَرَضِ إجـْبَارِ شعبها على الاستسلام والتسليم، لِما يُرِيدُهُ المحور الصهيو – أميركي.

·       وهذان الأمْرَانِ:

الغزو الإرهابي الصهيو- وهّابي.

والحصار الاقتصادي والمالي الصهيو- وهّابي، لِلجمهورية العربية السورية.. هُمَا:

سَبَبُ كُلّ ما تُعانِيهِ سوريّة والسوريّون.. وَهُمَا:

سَبَبُ كُلّ الآلام والدّماء والدَّمار والخرَاب والخسائر الهائلة في سورية.. وهُمَا:

سَبَبُ كُلّ التّهجير والنّزوح في سورية ومِنْ سورية..

·  وكُلّ مَنْ يُصَدِّقْ غَيْرَ ذلك، عَلَيـْهِ أنْ يُرَاجِعَ أقـرَبَ مصحّ عقلي، إذا لم يَكُنْ مُرْتَهَنَاً وعميلاً لِلمحور الصهيو- أميركي، أو لِأذْنابِهِ ورخويّاتِهِ ومشيخاتِه.

·  كلمة أخيرة: وعلى كلّ حال، سوف تجري محاكمةُ آل سعود على جرائِمِهِمْ الكبرى، بعد انهيارِ مهلكتهِمْ وسقوطِهِمْ القريب، وسَيَلـقَوْنَ القصاصَ الذي يستحقّونَهُ.

-5-
[ بَيْنَ الثّابِتْ والمُتَغَيّرْ… تغييرُ بِغَالِ آل سعود، المتعفّنة المتفسّخة، حاجة ٌ أمريكية ]

·  على الرغم من أنّ المهلكةَ السعودية الوهّابية التلمودية، أكبرُ وأربحُ استثمارةٍ سياسيّةٍ وماليّةٍ، للسياسة الاستعمارية الصهيو-أميركية، في الوطن العربي والعالم اﻹسلامي.. فهي لا تُكَلّفُ اﻷمريكان، شيئاً، بل يوظّفُ ويستخدمُ اﻷمريكان:
– (1) النفط السعودي و
– (2) المال السعودي و
– (3) المقدسات اﻹسلامية و
– (4) نواطير وسفهاء أل سعود.
·  ولكن ما بدأ يبعثُ القلقَ في أوصالِ صانعِ القرارِ اﻷميركي، هو وُصُولُ هؤلاءِ النواطير والسفهاء، إلى الحدّ اﻷقصى من البلاهة السياسية، بسبب الاهتراء والصدأ الذي انتاب عائلةَ آل سعود، خلالَ قَرْنٍ من الزّمن مضى على احتلالِهِمْ لِبلادِ الحجاز ونَجْد.
·  وهذا ما دفعَ اﻷمريكيَّ، للتفكيرِ جدياً، في الطريقةِ الكفيلةِ بالحفاظِ على استمرارِ الثوابت الثلاثة “النفط – المال – المقدّسات اﻹسلامية” تحتَ هيمنتهِ وفي خدمةِ مصالحهِ.
فَتوصّلَ إلى قناعةٍ بأنّهُ مُضْطَرٌ للاستغناءِ عن المتحرّك الوحيد – الذي هو رخويّات آل سعود – لكي يتمكّنَ مِنَ الاحتفاظِ بِهَيْمَنَتِهِ على تلك الثوابت الثلاثة.
·  وطبعاً، لا يعني ذلك، اختفاءُ آل سعود، غداً أو بعد غدٍ، بل يعني أنّهم سيصبحونَ، خلالَ السنواتِ القادمة، أثرا بَعْدَ عَيْنْ.

-6-
[ دَخَلَ نَوَاطِيرُ النّفط، في المرحلة، التي، لا يَنْفَعُهُمْ فيها مالٌ ولا بَنُونْ ]

·  بِاللَّهِ عليْكُمْ، أيُّها الأصدقاء والصّديقات، أَلاَ يُذَكّرُكُمْ سَحْبُ السفراء، بين نواطير الغاز والكاز، رُغْمَ عبوديّتِهِمْ للمحور الصهيو- أميركي.. بالحروب الشعواء بَيْنَ فُروع “القاعدة” الإرهابية الوهّابية السعوديّة الصهيو – أميركية، وخاصّةً “داعش” و”النُّصْرة”؟؟!!.

لماذا ؟

·       لِأنَّ الأتْباعَ والعبيدَ والأُجَرَاءَ والأذْنابَ، لا يمتلكونَ قضِيّةً، يُدَافِعونَ عنها..

ولِأنّهُمْ لا يتمتّعونَ بِشيءٍ ممّا تتمتّعُ به مُعْظَمُ دُوَلِ العالَمْ، مِنَ الحِرْص – ولو بِالحدُّ الأدْنى – على مصالِحِ “مَحْكُومٍيها”..

ولِأنّهُمْ لا يفقهونَ ألفَ باء السّياسة، بل يظُنّونَ أنّ سياسة (عليهم يا عرب) و(طال عمرك) و(الشّرهات) و(النزعة الكيديّة) و(الحقد البدائيّ الغرائزيّ) هي السياسة الوحيدة الصّحيحة.

·  إنّ هؤلاء المتطفّلينَ على التّاريخ، اسْتُنْفِدَتْ صلاحيَّتُهُمْ، وصارا في (نهاية المشوار) حتى لو كانت الثرواتُ التي نهبوها، أضْعافَ ما هي عليه.

لقد دخلوا في مرحلةٍ، لا ينفَعُهُمْ فيها “مالٌ ولا بَنُون”.

-7-
[ الخلافات الأمريكية مع تنظيم “القاعدة” الإرهابي، تكتيكية، لا، إستراتيجية ]

·  عَوْدَةُ الولايات المتحدة الأمريكية، عن تصنيف ما يُدْعَى زعيم “جبهة النُّصْرة” على “لائحة الإرهاب” رُغْمَ أنّ زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي: “أيمن الظواهري” أعلن أنّ “النُّصْرة” هي “الممثّل الشرعي الوحيد للقاعدة” في سورية.
·       هذا يُبَرْهِنُ بُرْهاناً قاطعاً وجازماً:
بِأنّ “الإرهاب المتأسلم” صناعة أمريكية، بامتياز، و
بِأنّ تمويل نواطير الغاز والكاز، لهذا الإرهاب، يأتي تنفيذا ً لِأوامر أمريكية، و
بِأنّ الخلافات والتّباينات، بين واشنطن وبين هذه التنظيمات الإرهابية، هي خلافاتٌ تكتيكيّة، وليست إستراتيجية.

-8-
[ بين ميشو شو.. ومرتزقة “تيّار المستقبل” ]

·  يا أخي “ليش مستغْرْبين” موقف “ميشو شو: Meesho Show”، أو موقف “الحكيم: صفّ أوّل بكليّة الطبّ”، أو موقف “الصبي بْتاع الكتائب”، أو مواقف “تيّار آل سعود – نتنياهو، المُسَمَّى: تيّار المستقبل”، من مشاركة “حزب الله” في مواجهة عصابات الإرهاب الوهّابي – السعودي، في سورية؟؟!!!!.

·  يا أخي “هَدُولْ” حريصين على عدم التفريط بِالدّماء اللبنانية في سورية، ويريدون توفيرها وادّخارها لِـ “مواجهة الإسرائيلي فقط”!!!!!!. وهم حريصون على أبناء حزب الله، أكثر من حِرْص حزب الله على نَفْسِه، لا بل هُمْ يعرفون مصلحة حزب الله، أكثر مما يعرفها حزب الله، بكثير!!!!!.

·  وَمَنْ لا يُصَدّق ذلك، فَلْيـرْجع إلى تاريخ “حزب الكتائب”، وإلى تاريخ “القوّات اللبنانية” المليئ بِـ “النِّضالات والحروب” في مواجهة “إسرائيل”!!!!!.

وأنْ يرجع إلى “دموع السنيورة فؤاد”، وإلى “شاي أحمد فتفت”، وإلى “دعم المقاومة بِمُصَادَرَة السلاح من المقاومة نفْسِها!!! “في حرب تموز 2006″، وإلى مئات المواقف “النضالية!!!!” المشابِهة، التي قامَ بها هؤلاء، لكي يتأكّد بِأنّهُم همُ الذين هزموا الإسرائيليين حينئذ، وأنّه لولاهُمْ ولَوْلا أسْيادِهِمْ مِنْ “طَوِيلي العمر” وعَدِيمِي القَدْر، لِكانت “إسرائيل” قد احتلّت لبنان بِكامِلِه!!!!.

·       فَـ “خافُوا الله يا جماعة” ولا “تظلموا هَدُولْ”!!!!!.

-9-
[ إرادة النصر: هي السلاح الوحيد الكاسر للتوازن ]

·       كم تدعو لِلسُّخْرية، تلك الأحاديث والأوهام، عَنْ ما يُسَمّى “أسلحة كاسِرَة للتّوازُن”!!!!!.

وكأنّ هؤلاء يجهلون، أنّ هناكَ سِلاحاً واحداً في هذا العالَمْ، يستطيع كَسْرَ التّوازُن، هو:

( إرادةُ النَّصْر )

·  وهذا السلاحُ الجبّار، تمتلك منه الدّولةُ الوطنية السورية – بِشَعْبِها وجَيْشِها وأسَدِها – مخزوناتٍ هائلةً، تكفي لِتَوْزِيعِها على جميعَ الشعوب الحيّة، في هذا العالَمْ.

-10-
[ بين تحدّي سَحْقِ الإرهاب.. وسَحْقِ “المَحْسوبيّات” ]
·  في سورية الجديدة المتجدّدة، المنتصِرَة على الغزوة الصهيو- وهّابية.. تحتاج الأمور إلى مُعالَجَاتٍ ومُقارَبَاتٍ سياسيّة وتنظيميّة وإداريّة، تقومُ بِتصـويبِ الحيَدَاناتِ المتراكمة منذ عشراتِ السّنين، وبِتقْوِيمِ الأخطاء العابرة والبنيويّة، التي تحوّلت إلى خطايا، وأهَمُّ هذه “الأخطاء” هو:
– ( رَداءَةُ ) الكوادِر والمفاصِل الإداريّة، مِنْ حَيْثُ:
– الكفاءة و
– الأخلاق و
– الولاء الوطني

·       وهذا هو التحدّي الأكبر للسوريين جميعاً، بَعْدَ تَحَدِّي مواجَهَةِ الإرهاب المتأسْلِمْ واستِئْصالِهِ مِنْ جُذورِه.

-11-
[ الدِّبْلوماسيّ في الحرب: مُحَارِبٌ بِقَفّازات ]

·  عندما تكونُ الحربُ العدوانيةُ، مشتعلةً في أنحاءِ الوطنِ وفي صُفُوفِ الشعبِ… لا يَحِقُّ لِأيِّ مُوَاطِنٍ شريف، أنْ يمارسَ عَمَلَهُ، بالطريقةِ نَفـسِها، التي كانَ يمارسُها قَبـْلَ الحربِ… وعليه أنْ يتحوّلَ إلى خَلِيّةِ نَحْلٍ وورشةِ عملٍ، وأنْ يضاعفَ جهودَهُ، أضعافاً مضاعفة، وأنْ يضعَ مصالِحَهُ الشخصيّة وطُمُوحَاتِهِ الذاتيّة جانباً، وأنْ يتفرّغ َ لِلقيامِ بالواجبِ الوطنيّ المقدّس.

·       – فَكيفَ بالدبلوماسيّ الذي يعملُ جندياً، خارجَ وطنِهِ؟.
عليه أنْ يضعَ جانباً، كلّ ما هو مُتَعَارَفٌ عليه، مِنْ حَيْثُ العمَلُ الدبلوماسيّ التقليديّ، وأنْ يتحوّلَ إلى مُحارِبٍ شَرِسٍ، لا يكلّ ولا يملّ، ولا يخشى في سبيلِ وطنِهِ، لَوْمَةَ لائِمْ، وأن يقومَ بِالإعدادِ والتعبئةِ والتفنيدِ والتوضيحِ والتحشيدِ والمبادرة والمبادهة والمواجهةِ والمجابهةِ، بالشَّكْلِ الذي يمنحُهُ شَرَفَ المساهمةِ في وضعِ مِدْماكٍ – مهما كانَ صغيراً – في قلعةِ الوطنِ الشامخة.

-12-
[ قال (مونتسكيو) منذ قَرْنَيْنِ ونِصْف مِنَ الزّمَنْ ]:

– مخاطِباً الحُكّامْ:
( كُلّ مَنْ يَمْتَلِكْ سُلْطَةً، يَمِيلْ إلى إساءةِ اسْتِخْدَامِها )
– ولذلك، نادى بِفَصْلِ السُّلُطات –
وقال ( مونتسكيو ) أيضاً..
– مُخاطِباً المُوَاطِنِينْ:
( الحريّة، هي الحقّ في أنْ تعملَ، ما يُبِيحُهُ لكَ القانون )
– ولِذلك، أكّدَ على الرّبْط بين “الحريّة” و”المسؤوليّة” –

-13-
كلّمَا سَمِعْتُ بِمَرْكَزٍ لِـ (حقوق اﻹنسان) من المراكز، المموّلة أجنبياً..

أتذكّرُ، على الفور: المناضل الفلسطيني والمفكر القومي والباحث الموسوعي العربي اﻷردني:

( د. إبراهيم ناجي علوش )

عندما سَمَّى هذه المراكز:

مراكز ( حقوق اﻹنسان، والحيوان، والباتنجان ).

فَجزاهُ اللهُ خيراً.

-14-
“كارل فون كلاوزفيتز” الإستراتيجي العسكري، الأشهر في التاريخ، وصاحب مقولة:
( الحربُ، امْتِدادٌ للسياسة، بِوسائِلَ أخرى )
قال:
( لا يكفي أنْ تُدَمِّرَ الوسائلَ القتاليّةَ لِعَدُوِّك، لكي تربحَ الحرب….لا بُدَّ أنْ تكسرِ إرادَتَهُ، في استمرارِ الصّراعِ معك، لِكي تنتصر. )

-15-
وتصِلُ البلاهةُ في السياسة، إلى ذروتها.. عند كلّ مَنْ توهّمَ أنّه يستطيع أنْ يأخذ من خلال “جنيف” شيئاً، عَجِزَ عَنْ أخْذِه خلال سَنَواتٍ ثلاث من الحرب الضّروس على سورية.

-16-
“الحالة النّمَطِيّة STEREO TYPE” قد تُعْمِي الأبصارَ، ولكنها لا تعمي البصائرَ، إلاّ في حالةٍ واحدة.. وهذه الحالة، هي تَسَمُّمُ البَصِيرَة.
وهناك أسبابٌ عديدة، لِتسمّم البصيرة.

-17-
– الشُّحُّ المادّي، مُصِيبَة..
– والشُّحُّ الرّوحي، كارِثَة..
– وأمّا اجْتِمَاعُ الأمْرَيْنِ، فَكارِثةُ الكوارِثْ.

-18-
[ لا دخان، بلا نار ]

على جميع شرفاء بلاد الشام، أن يعملوا على إطفاء النار، لا على تأجيجها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.