دماؤهم المقدسة تُطهِّر الارض والتاريخ … شهداؤنا الابطال

 

موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
العميد شارل ابي نادر:

اليوم يحتفل لبنان كل لبنان بتكريم وتخليد شهداء الجيش اللبناني الذين ارتفعوا في معركة الكرامة – فجر الجرود ، معركة القرار القوي ، الجريء والمدروس ، وايضا بتخليد ذكرى الذين ارتفعوا في معركة اللاقرار ، معركة ضريبة الدم المفروضة داخلياً على ابطال المؤسسة العسكرية و على الوطن .

اليوم يرفع كل لبناني شريف وصادق راسه فخرا واعتزازا بالشهداء … بجميع الشهداء دون استثناء ، فجميعهم سقطوا في اغلى واشرف واقدس مواجهة يستشهد فيها من نذر نفسه ودمه في سبيل الوطن .

اليوم تفتخر كل عائلة بشهيدها الذي رعته و حضنته وقدمته على مذبح الوطن ، و يحق لها ان تقف مزهوة وشامخة بانها فازت بلقب عائلة شهيد ، اب شهيد … ام شهيد … اخ شهيد … زوجة شهيد … ابن او ابنة شهيد .

صحيح ان هؤلاء جميعا لم يشترطوا على المؤسسة العسكرية عندما تطوع ابناؤهم كيف ستكون شهادتهم ، ولم يحدد احد منهم مكان او زمان او طريقة الشهادة ، او على يد من ستكون …

وصحيح ايضا انهم قد سلموا ابنائهم اولا للخالق الديان ، وثانيا للمؤسسة التي تحتاجهم لحماية الوطن … نعم لحماية الوطن ولكن ، لحمايته من الاعداء وهم معروفون ، وعقيدة المؤسسة تحددهم بشكل واضح وصارخ ، وليس لحماية الوطن والتضحية في سبيله بسبب ما اقترفه المسؤولون الفاشلون المرتهنون … المسؤولون الضعفاء اصحاب اللا قرار، والذين هم اشد خطرا على الوطن من اعداء الخارج …

اليوم ، وبعد معركة الكرامة – معركة فجر الجرود – معركة القرار ، وبعد ان كان عدد شهدائنا الذين كانوا دائما يسقطون بسبب المسؤولين المرتهنين اكبر بكثير من عدد الذين كانوا يسقطون بمواجهة عدو الخارج ، اقتنع اهالي هؤلاء الشهداء ، ونحن جميعا اقتنعنا ايضا ، اننا بعد الان ، لن نحتاج شهداء لمعركة اللاقرار ، والتي سيشنها اعداء الداخل المسؤولين الجبناء السارقين ، فهؤلاء من المفترض ان يكونوا قد ذهبوا الى غير رجعة ، وبعد هذه الدماء التي سالت مهراقة فوق الجرود وسابقت مياه الامطار والثلوج بغزارتها وبانسيابها ، اصبحنا نحتاج فقط الى شهداء لمواجهة اعداء الوطن ، الصهيونيين او التكفيريين الارهابيين …

شهادة هؤلاء الابطال الذين نكرّمهم اليوم ستزهر عنفوانا وكرامة وآباء ، انها شهادة الدم الذي روى ارض الوطن … الدم الذي سال على سفوح وهضاب جرودنا الشرقية … الدم الذي لوّن تراب تلك الجرود البعيدة ، الناشفة والصفراء فاصبحت قريبة ، خصبة و حمراء …

شهادة ابطالنا اليوم ، كما انها ستبقى وصمة عار على جبين من قصّر او تواطىء او فَشِلَ او ضَعُفَ ، ستبقى ايضا علامة مُشرّفة ناصعة مقدسة في تاريخ من وُجِد ليضحي ومن قاتل ليحمي ومن استشهد وقضى ليدافع عن الكرامة وعن الشرف .

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.