دولة ضمن الدولة تحمي الإرهاب

 

tayar moustakbal - irhab

وكالة أخبار الشرق الجديد ـ

غالب قنديل:

يتبين لمن يدقق أن الرئيس سعد الحريري زعيم تيار المستقبل ما يزال مصمما على توفير الغطاء السياسي والحماية لعصابات التكفير على الرغم من المعلومات الخطيرة التي كشفها وزير الدفاع والتي تضمنت الأسماء والمواقع التي يتواجد فيها المتهمون بالعمليات الإرهابية التي جرت مؤخرا.

أولا: أظهرت معلومات الأجهزة الأمنية اللبنانية ومخابرات الجيش بصورة خاصة أن المجموعات التي قامت بإطلاق الصواريخ خلال الأسابيع الماضية وزرعت العبوات في الهرمل ضد الجيش اللبناني وفي البقاع تنتمي إلى شبكات تكفيرية إرهابية تتواجد رؤوسها المدبرة في حضن تيار المستقبل الذي حمى قتلة الضباط والجنود في عرسال تماما كما فعل في عبرا قبل وبعد الحسم العسكري الذي قام به الجيش اللبناني في مربع الأسير.

يمكن القول وبكل صراحة إن التغطية السياسية التي يقدمها تيار المستقبل لعصابات الإرهاب مستمرة بعد تفجير الرويس وأن الحريري والسنيورة ذرفا دموع التماسيح على شهداء الضاحية وجرحاها فهما متمسكان بمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية من خلال التقيد بشروط وتوجيهات بندر بن سلطان وفي نفس الوقت يمعنان في تغطية القتلة والمفجرين الذين باتوا معروفين بالأسماء وهذا ما يضع السلطات والأجهزة المعنية أمام حاجز سياسي لا بد من كسره لحماية اللبنانيين من الإرهاب التكفيري.

ثانيا: عندما وقعت عمليات إطلاق الصواريخ والتفجيرات السابقة وصولا إلى جريمة التفجير الإرهابي في الرويس انطلق مجموعة من المتحدثين السياسيين والنواب من قوى 14 آذار ليتهموا حزب الله بالمسؤولية عن تلك العمليات ولم يرف جفن لهؤلاء بعد بلاغ وزير الدفاع الواضح والصريح فهم واصلوا اتهام الحزب ولكن هذه المرة بالقول إن دوره في سوريا يجلب ردود الفعل عليه وعلى سكان الضاحية وهذا الكلام هو جريمة إرهابية بذاته لأنه تبرير للاعتداءات المجرمة وتحوير للوقائع والأدهى أنه فجور يغطي به أصحابه تورطهم المباشر في حماية واحتضان عصابات الإرهاب الإجرامي من المجموعات اللبنانية والسورية والفلسطينية التي حشدوها منذ أكثر من عامين بهدف إدخالها إلى سوريا.

ثالثا: المعلومات الصحافية تشير إلى دور لفرع المعلومات في تغطية وحماية خلايا القتل والإرهاب والتفجير وذلك سيبقى عائقا أمام أي عمل أمني جدي لحماية اللبنانيين خصوصا وان قيادة هذا الفرع ترتبط بعلاقات وثيقة مع المخابرات السعودية بقيادة بندر بن سلطان وهي متورطة مباشرة في دعم الإرهاب والمجازر على الأرض السورية وهذه المعلومات تضمنتها تقارير صحافية وإعلامية كثيرة وبالتالي فان أي جهد امني حقيقي تقوم به الدولة المسؤولة عن أمن المواطنين وعن تفكيك شبكات الإرهاب التكفيرية في لبنان يفترض أن يبدأ بتحقيق قضائي في نشاط فرع المعلومات وعلاقته بالجماعات التكفيرية وبحلف الاستخبارات الدولي الداعم للتكفير والإرهاب.

فرع المعلومات بموازناته الضخمة وبشبكاته المتشعبة وبمرجعيته الحزبية يدار من الرياض بأوامر سعد الحريري ويقيم تحالفات أمنية وعلاقات تنسيق وتعاون خارج القنوات والأصول مع المخابرات الغربية والخليجية ويقدم معلومات عن أي لبناني إلى الخارج دون وازع وتبين أنه وراء بعض قرارات الإبعاد الخليجية التي جرت مؤخرا بحق بعض اللبنانيين في المملكة السعودية ودولة الإمارات.

هذا الفرع هو دولة ضمن الدولة وهو اليوم جهاز خطير على حياة كل لبناني لأنه مشتبه بتورطه في إيواء وتسليح وحماية قادة الجماعات الإرهابية التكفيرية الذين كشفتهم مخابرات الجيش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.