دولة لا تقوى على جمهورية عرسال

موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
إدمون ساسين:
منذ شهرين تقريبا طوّق فرع المعلومات مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في الحمرا. من زار الشارع يومها لا حظ مستوى الانتشار الممتد على مسافة مئات الأمتار في محيط المركز ومن تابع الاتصالات السياسية الأمنية يعرف كم كانت قوى الأمن الداخلي جدية وتصرّ على تسليم اشخاص اعتدوا بالضرب على عنصر من فرع المعلومات كان يمر في المنطقة. وللتذكير بالحادث أن اشكالا فرديا وقع بين اشخاص ينتمون الى الحزب السوري القومي الاجتماعي وبين عنصر أمني بلباس مدني . الاشكال أدى الى مصادرة مسدس العنصر الأمني لكن المعتدين لم يكن يعلمون أن العنصر هو من فرع المعلومات وبالتالي كان الاشكال فرديا بحتا لا يحمل أبعادا سياسية. على الرغم من كل ذلك استنفرت قوى الأمن الداخلي فاستعادت المسدس وطالبت بتسليم المعتدين ولم يفك الطوق عن مركز الحزب الاّ بعد تسليم الشخصين اللذين كانا في مكان آخر طبعا. في المبدأ تمكنت القوى الأمنية يومها من تأكيد هيبتها ومنعت فرار معتدين على عنصر أمني كان يمر بلباس مدني.

بعد شهرين وقعت حادثة أكثر خطورة في عرسال تحمل أبعادا وطنية أشمل بكثير من حادثة الحمرا الفردية. بالأمس قامت مجموعة من الجيش السوري الحر ومسلحين من عرسال بالاعتداء على حاجز للفهود في قوى الأمن الداخلي في عرسال ما أدى الى سقوط أحد عشر جريحا من قوى الأمن الداخلي . الاعتداء حصل على خلفية محاولة المجموعة المسلحة ادخال جريح من الجيش السوري الحر الى عرسال وهو على ما يبدو ذات أهمية خاصة . التحريض على عناصر الحاجز جاء مباشرة من قبل رئيس بلدية عرسال علي الحجيري. لم يكتف المعتدون بالهجوم على الحاجز بل هددوهم بالعودة الى المكان. ولولا تدخل الجيش اللبناني لتحول عناصر الحاجز ربما الى رهائن لدى المسلحين. الرد الوحيد المعروف حتى الآن ان واثر الحادث كان هناك توجه لسحب عناصر قوى الأمن الداخلي من المكان.

الأسئلة البديهية التي تطرح عن قراءة الحادثتين: هل هيبة الدولة والقوى الأمنية تصان فقط في الحمرا في حادث اعتداء فردي؟ وهل يجوز أن تسحب عناصر قوى الأمن  من المكان ليسود المسلحون العرساليون والسوريون؟ هل تتجرأ الدولة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي على توقيف رئيس بلدية عرسال ومن يثبته التحقيق متواطئا ومشتركا ضد حاجز قوى الأمن الداخلي في عرسال والاعتداء على عناصره وجرح أحد عشر منهم؟

هل سيطوق منزل رئيس بلدية عرسال حتى توقيف الفاعلين والمعتدين؟ ما هو موقف نواب القوات والكتائب الذين زاروا مرة عرسال متضامنين ضد كلام لوزير الدفاع يتحدث عن انتقال عناصر متطرفة من عرسال الى سوريا؟ يومها قيل أن عرسال لا تشارك بما يحصل في سوريا حتى تبين اليوم أن مجموعات من الجيش الحر والعرساليين اشتركوا في الهجوم على حاجز لقوى الأمن الداخلي ؟ أين الأصوات التي هاجمت حزب الله منذ ايام بسبب اتهامات له بالمشاركة في الأزمة السورية وماذا تفعل مجموعات للجيش السوري الحر على الأراضي العرسالية الى جانب مجموعات مسلحة من عرسال؟ أسئلة تعبّر حتى اللحظة عن عجز الدولة اتجاه جمهورية عرسال برئاسة علي الحجيري؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.