دول خليجية تبتعد عن المركب السعودي وترفض استمرار التورط في الأزمة السورية

BAHRAIN-GULF-GCC-POLITICS-SUMMIT-ECONOMY

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين عام 1948:

شهد الدول الخليجية انقساما في المواقف اتجاه الأزمة السورية، وهناك دول بدأت تبتعد عن الموقف السعودي الذي يصر على مواصلة تدمير الدولة السورية، وتحاول الرياض الضغط على دول مجلس التعاون الخليجي للبقاء معها في مركب واحد متسترة على الانقسام الذي بدا يطفو على السطح، هذا الانقسام عنوانه، مدى الرغبة في التورط في الأزمة السورية ارضاء لأمريكا واظهار التعاون معها في خطتها المرسومة للتغيير في الشرق الاوسط.

وتكشف دوائر واسعة الاطلاع لصحيفة المنــار أن الاختلاف والانقسام في مواقف الدول الخليجية يظهر من خلال ما يجري خلف الكواليس من تحركات وخطوات تقوم بها بعض هذه الدول بعيدا عن الخطاب الخليجي الرسمي المعلن أمام العالم بموقف موحد، فدولة الامارات على سبيل المثال بدأت البحث عن مسارات آمنة وتحاول رغم الضغوط السعودية، وحالة التوتر القائمة منذ زمن بينها وبين مشيخة قطر، على خلفية صعود جماعة الاخوان المسلمين بالمناورة بين الرغبة السعودية في اظهار موقف خليجي واحد من الازمة السورية وبين رغبة القيادة في الامارات عدم الانجرار أكثر الى مناطق غير آمنة في بحر الشرق الأوسط المتقلب، وكشفت الدوائر أيضا عن وجود اتصالات جرت مؤخرا بين الامارات وروسيا على هامش لقاءات اخذت الطابع الاقتصادي عقدت في موسكو، حيث أكدت الامارات على أنها لن تكون الا مشاركا في أي عمل سياسي يهدف الى انهاء الازمة السورية، مؤكدة تحفظها على بعض الخطوط الاساسية في السياسة السعودية اتجاه سوريا التي تدعي الرياض بأنها سياسة تمثل كافة الدول الخليجية وملزمة لها، وليست سياسة فردية.

وحسب هذه الدوائر تسعى السعودية الى بث حالة من القلق والخوف لدى الانظمة الحاكمة في الامارات والدول الخليجية الاخرى، بأن البقاء على الحياد والابتعاد عن المركب الأمريكي سيؤدي الى احداث هزات قوية داخل الساحات الخليجية ويهدد استمرارها وبقاءها، وبالتالي، تطالب الرياض دول الخليج باعلان مواقف داعمة بصورة دائمة للولايات المتحدة، وبأن الولايات المتحدة هي الدولة الحليفة والداعمة لأمن دول الخليج، لكن ، هناك توجه يتجاوز الامارات وتحديدا في بعض الدوائر الخليجية يرى أهمية عدم مواصلة التورط في اللعبة الأمريكية، وأن هذا التورط في حال انتهت هذه اللعبة بالشكل الذي لا تتمناه أمريكا، سيجعل نهايتها سيئة بالنسبة لتلك الدول، وأن الاعتماد على أمريكا كدولة لا تتخلى عن حلفائها هي مقولة قد سقطت ولم تعد هذه الورقة وهذا الاغراء مقنعا في ظل التقلبات التي حدثت منذ بدء ما يسمى بالربيع العربي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.