رأي: الأخوان المسلمون ..”أهو ده اللي صار”

موقع إنباء الإخباري ـ
مريم حجازي:
“تلوم علينا ازاي يا سيدنا وخير بلادنا ما هوش بايدنا” ..
هذا ما قاله سيد درويش منذ ما يقارب التسعين عاما، إبّان ثورة المصريين على الإنجليز، فكان يدعو أهل بلاده إلى الوحدة لاسترجاع خيرات البلد الضائع.
خير “أم الدنيا” بيد من اليوم ؟
إلى حد ما التاريخ يعيد نفسه، فخير البلاد بنظر المصريين يضيع على أيادي ديكتاتوريي مصر. واليوم باتت بيد فرعون عصر الثورة “محمد مرسي”.
الثورة التي كان وقودها الشباب المصري من مسيحي ومسلم وقبطي وعلماني، أثمرت، فقطفها الأخوان المسلمون.
نعم، الإخوان المسلمون الذين نأوا بأنفسهم في بادئ الثورة إلى حين رجحت كفة الحراك لمصلحة الشعب ضد مبارك وحكم العسكر، فقام هؤلاء باحتضان الثورة حتى نسي البعض الكم الهائل من الفتاوى التي كفرت بالثورة وحرّمت القيام على الحاكم وإن كان جائراً.
المشكلة هنا ما عادت بتسلمهم السلطة، بل التباين الحاصل ما بين المبادئ التي تقوم عليها جماعة الإخوان المسلمين والتطبيقات، هذا التباين الذي يقود اليوم مصر الى ميدان تحرير ثاني.
عرّف مؤسس الاخوان حسن البنا بجماعته على أنّها “دعوة سلفية وطريقة سنية  وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية”.
اليوم، الإخوان في مصر هم ” محمد مرسي”، خصوصاً بعد أن حصر جميع هذه العناصر ضمن صلاحياته.. فما بقي منه إلا أن ينصّب نفسه شيخاً للأزهر وبناء هرم مرسي بيه.
ما هي الإصلاحات التي دعا إليها الشيخ الجليل مرسي منذ تسلمّه الحكم؟ لاشيء يذكر سوى توطيد علاقته مع الإسرائيليين بحمام زاجل ورسائل على حساب فلسطين. لا شيء سوى رحلة من الصلوات على جثة أحلام المصريين.
يستحضرني قول صديقي المصري: “إحنا منصلي برضو.. عاوزين إصلاح قبل البلد ما تبقى لحية من غير مخ”..
رغم بساطة هذه الجملة إلا أنها تعبّر عن واقع تسلم الإخوان السلطة، مجموعة من الفتاوى الدينية والمواقف المذهبية والترضي على الصحابة والجلابيات واللحى.. مظاهر خالية من المبادئ والفكر والثقافة.
مرسي يقتات على صبر الشعب المصري، فمن ينتظر إصلاحه تحت ذريعة “مالوش في القصر غير مبارح العصر”، سيرى بعد فترة أن الرئاسة المصرية لم تثُر إلا لتلبس لحية الإسلام السلفي.
“أهو ده اللي صار .. مالكش حق تلوم عليّا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.