رعاع في السياسة


صحفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
لم تكن لقطات سينمائية تلك التي جرت على تخوم رئاسة الحكومة اللبنانية في بيروت، بل مشاهد لرعاع لم يحترموا موت رجل جاؤوا من أجل تشييعه فاذا بهم في مهمة أخرى كما قرر اصحاب المشروع الانقلابي على السلطة اللبنانية. ولهذا السبب أتمسك برئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي كي لاينجح الرعاع في مهمتهم، ولكي لاتأتي الفرصة الذهبية لمن يقفون وراءهم وهم يتأملون كرسي الرئاسة، ومن أجلها لديهم الاستعداد لحرق، ليس رئاسة الوزارة بل كل لبنان.
قياديون رعاع، ورعاع في السياسة، وجمهور أرعن تم سوقه الى معركة مثلما تذهب النعجة الى مكان الذبح …. تلك الكتلة البشرية التي تحركت باتجاه رئاسة الحكومة اللبنانية اضاعت بالأمس بوصلتها وقدمت مشهد من جاء بها ومن سخر التشييع من أجل اهدافه، ومن أجل ان يقوم رئيس الوزراء الحالي كي يجلس مكانه، بل من اجل كرسي الرئاسة كاد اللبنانيون المغفلون يفعلونها كما تشتهي انفاس قادة (14 آذار).
قبل تشييع اللواء الذي أغتيل وسام الحسن، أشيع ان ثمة مفاجأة اثناء التشييع، فاذا بها عملية هجوم على رئاسة الحكومة دبرها قادة (14 آذار) بالاتفاق فيما بينهم ونفذها احد رؤساء وزارة سابقين وحسمها مذيع تليفزيوني ” ان أهجموا على السرايا”. لكنهم اسقط في يدهم .. فلا نجيب ميقاتي قد اهتز، ولا القوى اللبنانية الأخرى قد تراجعت عن دعمه حتى النهاية، ولا المناخ الاقليمي سمح لهم باكمال اللعبة، بينما فاضت الاتصالات الدولية بميقاتي طالبة منه البقاء على رأس الحكومة التي هي مطلب دولي واقليمي في هذه الظروف، والا فالفراغ القاتل.
لايعرف الرعاع شيئا من كل تلك التفاصيل سوى انهم يتحركون بلا عقل وبلا مبدأ وبلا فهم وبلا عقيدة .. لكن، ماذا كان يفعل مايسمى بالجيش الحر السوري على اعتاب السرايا الحكومية وهو يختبيء وراء علم الانتداب الفرنسي، وماذا كان يفعل جماعة العقل الصهيوني الذي يديره سمير جعجع ومن المؤسف انه مكلف من عدد من الدول العربية بادارة الازمة بعد صرف الاموال عليه.. بل ماذا كانت تفعل اعلام ” القاعدة ” وهي تتنطح امام رجال الامن اللبنانيين وتصطدم بهم بين الفينة والأخرى.
كانت مؤامرة كبرى نفذها رعاع فاذا بها ترتد عليهم .. واذا كان الطرف اللبناني الآخر قد ترك للمشهد كل تأثيراته، فهو ليس ضعيفا، خصوصا وان الامين العام حسن نصرالله قال لهم كلمته الشهيرة ” لاتجربونا”.
مرة أخرى يسقطون، اما نجيب ميقاتي فسيظل في مكانه ليظل حلمهم بالكرسي مؤبدا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.