سلام: لا مصلحة بحكومة تكون نسخة مصغرة عن الواقع السياسي بمجلس النواب

 

أشار رئيس الحكومة المكلف تمام سلام إلى انه “إذا كان الاعتذار يساهم في انفراج ما أو في تحقيق أمر مساعد بشأن تأليف الحكومة، فليس عندي حرج منه، ولكنني لغاية هذه اللحظة أرى بما ألمسه من تأييد شعبي كبير بأن الاعتذار قد يشكّل إنتكاسة عند بعض الناس”، لافتاً إلى ان “القوى السياسية تهدّد بأن هذه الحكومة غير ممكنة وبأنها ستتصدّى لها بشكل مباشر، وطالما كان جوابه بأنّه يسعى الى حكومة “واقع” وليس الى حكومة “أمر واقع”، وحكومة الواقع برأيه هي الحكومة التي يريدها الناس، أي التي تضمّ أشخاصاً أكفّاء لديهم صدقية وليس بالضرورة أن يكونوا تكنقراطاً بل قد يكونوا آتين من تجربة سياسية سابقة ولكن لهم وزنهم لدى الناس وقادرين على عبور هذه المرحلة الحرجة والدقيقة”، قائلاً: “هذه الحكومة لم تر النور لأننا حاولنا الأخذ بالاعتبار مطالب القوى السياسيّة التي تبدّلت أيضا واتخذت أشكالا مختلفة معيقة الوصول الى تأليف حكومة سياسيّة”.

وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الرياض” السعودية، أضاف: “بعد الوضع الأمني الذي ضرب البلد، أصبح المطلب منصبّا على حكومة جامعة أي أنّها تضمّ جميع القوى السياسية وأحد صيغها الـ 8- 8- 8″، لافتاً إلى ان “جميع الصيغ الحكومية لا تزال حيّة، لأن ثمة فريق يوافق على صيغة الـ 8-8-8 وفريق آخر لا يوافق على صيغة الـ 9-9-6، وهلم جرا وما زلنا في دوامة رغبات القوى السياسية”، مؤكداً انه “لم يتوقف يوماً عن التواصل مع القوى السياسية لكنه وضع لنفسه منذ بداية الطريق بعض القواعد في العمل، وهي ليست كما يقول البعض شروطا قيّد نفسه بها بل هي قواعد لتحصين دوره أولها، المداورة في الحقائب وألا تضمّ الحكومة شخصيات حزبية منفّرة كي لا نشكّل حكومة متاريس في الدّاخل، وعدم القبول بالثلث المعطّل لأنه لا يرى حكومة تريد الإنتاج والتصدي والعمل وفيها تعطيل منذ بداياتها ولا زال يعمل ضمن هذه القواعد وهذا ما قد يصطدم مع القوى السياسيّة”.

كما رأى سلام ان “هناك حملة تقودها القوى السياسية ويواجهها بكل بساطة بما يتلقاه من دعم غير مشروط من جميع الناس ومن مختلف الطوائف، فالقوى السياسية تعرقل عملية التأليف وليس الرئيس المكلّف”.

وعن التواصل مع النائب وليد جنبلاط وتحليله لموقفه، قال: “هو من ينبغي أن يشرحه، نحن منذ البداية حرصنا على التعاون مع جنبلاط في تشكيل الحكومة لأننا اعتبرنا بأنّ موقعه الوسطيّ بين القوى السياسيّة سيساعدنا ونأمل بأن يستمرّ هذا الموقع الوسطي بالرغم من الموقف الأخير الذي تمّ اعتماده من قبله والذي أعطى انطباعا فيه وكأنه أصبح مع فريق 8 آذار وليس مع فريق 14 آذار، مع ذلك فنحن نتابع ونأمل بأن يكون جنبلاط دور يتمكّن من خلاله من المساهمة في إيصال الأمور الى حكومة منتجة”.

وفيما يتعلق بالفراغ في رئاسة الحكومة، شدد على اننا “نحرص على هذا المركز وعلى هذه المؤسسة التي هي شريكة أساسية في نظامنا الديمقراطي الذي يقوم على سلطتين، تنفيذية وتشريعية، ينبغي أن يكون بينهما تكامل وتوازن، وهنا تكمن المساءلة والمحاسبة”، معتبراً انه “لا مصلحة بتشكيل حكومة تكون نسخة مصغّرة عن الواقع السياسي في مجلس النوّاب، لأن الأمر يشبه من يستنسخ مجلس النواب في السلطة التنفيذيّة، بينما يجب أن يكون دور السلطة التنفيذية خاضعا للمساءلة وللمحاسبة من السلطة التشريعية، وإذا كان الاستنساخ قائما، ونفس القوى السياسية موجودة في السلطتين التنفيذية والتشريعية عندها تضيع المحاسبة ومعه الفصل بين السلطتين”، مضيفاً: “إذا لم تتم الانتخابات الرئاسية في أيار المقبل فسنصبح في فراغ رئاسي أيضاً، كما أن ثمة فراغاً تشريعياً على مستوى عدم إجراء الانتخابات، لأن التمديد ليس هو الحلّ”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.