سلطنة عمان تبتعد تدريجيًا عن مجلس التعاون الخليجي

 

نشرت صحيفة “رأي اليوم” الإلكترونية مقالًا بعنوان “سلطنة عمان تطوّر هوية جديدة مستقلة محايدة وتبتعد تدريجيا عن مجلس التعاون الخليجي”، جاء فيه أن “سلطنة عمان تبدو أكثر الدول في منطقة الخليج هدوءًا، فقد نأت بنفسها عن حربي اليمن وسوريا وحافظت على علاقات قوية مع ايران، وأبقت على سفارتها مفتوحة في دمشق، واستضافت المفاوضات السرية الامريكية الايرانية التي تكللت باتفاق تاريخي”.

المقال ينقل عن أحد المسؤولين العمانيين الكبار في الدولة لم يذكر اسمه، أن “السلطنة تملك إرثًا حضاريًا يعود الى آلاف السنين، ولهذا ربما يكون من غير الملائم أن تُحسب على هذا التجمع أو ذاك، وتنجر الى حروب وتحالفات غير مدروسة تهدد استقرار المنطقة”.

وتيضيف المقال أن “ما لم يقله هذا المسؤول هو أن السلطنة تحاول تدريجيًا الابتعاء عن مجلس التعاون الخليجي لكن دون الخروج منه، وتقليص أنشطتها فيه، والتزامها بسياساته الى أدنى درجة ممكنة اذا تعارضت مع سياسات السلطنة في إقامة جسور من التعاون مع جميع الدول في المنطقة، وتطوّر هويتها ككيان مستقل، مثل معظم الدول العربية الاخرى، وتركز على دور الوسيط في صراعاتها، وهذا ما يفسّر عدم مشاركتها في التحالف العربي الذي اسسته المملكة العربية السعودية بقيادتها لخوض العدوان على اليمن، وكذلك انسحابها من منظومة دول أصدقاء سوريا، وكذلك التحالف الستيني بزعامة أمريكا للقضاء على “داعش” في سوريا والعراق”.

سلطنة عمان تبتعد تدريجيًا عن مجلس التعاون الخليجي

سلطان عمان قابوس بن سعيد

ويشير السياسي العماني نفسه في حواره للصحيفة إن “تطوير هذه الهوية المستقلة بدأ بقوة عندما رفض السيد بن علوي وزير الخارجية اقتراحًا سعوديًا قبل ثلاث سنوات بتطوير مجلس التعاون الخليجي الى اتحاد، على غرار الاتحاد الاوروبي أثناء مشاركته في منتدى “حوار المنامة”، وتصدّى من موقع المشاركين لنزار مدني وزير الدولة السعودية للشؤون الخارجية، الذي أوحى في مشاركته من على منصة الندوة أن هناك موافقة من قبل دول الخليج (على هذا التوجه الجديد الذي تبناه الملك السعودي آنذاك عبدالله بن عبد العزيز”. كما نأت السلطنة بنفسها أيضًا عن الخلاف القطري من ناحية، والسعودية الاماراتي البحريني من ناحية أخرى، حول مسألة الاخوان المسلمين، وهو الخلاف الذي ادى الى توتر بين الطرفين ونتج عنه قرار بسحب السفراء من الدوحة.

ويتحدث مسؤولون عمانيون بمرارة عن هذه الهجمة الاعلامية التي يتعرضون لها هذه الأيام من قبل أجهزة وصحف ومحطات تلفزة ووسائط التواصل الاجتماعي في دول خليجية متعددة، ويستغربون صدورها، مثلما يستغربون شراستها، ويعتقدون أنها مقصودة وموجّهة من دول، لكنهم يؤكدون عدم السماح للاعلام العماني بالردّ عليها حفاظًا على “علاقات الأخوّة”.

وتتوقّف الصحيفة عند وصف الإعلام العُماني لإيران بالدولة “الشقيقة” وليس “الصديقة”، قائلةً “من المؤكد أن هذا التوصيف يثير حساسيةً لدى دول عديدة وعلى رأسها السعودية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.