سلّتنا الكبيرة لا تتسع لأمريكا!

marwan-soudah-america

موقع إنباء الإخباري ـ
مروان سوداح*:

جيد  أن تكون صديقاً لجميع الانقياء، وجيد جداً أن تصبح وأحداً من المُتخندقين في معسكر العدالة والتحرر، لكنها مذمّةٌ وقبحٌ ان تجمع الشرفاء سوياً مع غير الشرفاء في صداقاتك الشخصية والسياسية والفكرية، فلا يَستوي ذلك أبداَ، وهو ليس استقامة في الخُلق، ولا شرف في حصافة السلوك وصحيح الفكر وصراحة السياسة وكمال العقيدة.

لا اعتقد أن جَمع الشرفاء وأنقياء العقول والقلوب والدول الصديقة الصدوقة الى جانب إضداهم وخلطهم معهم في بوتقة واحدة هو مَفخرة، إلا إذا كان صاحب هذه الفكرة وهذا السلوك أشعث العقل ومرتبك السياسة وسِرّي الانتماء لمن يعملون بطشاً بنا، فكيف يمكن ان لا نكون ضد أمريكا، حين تجهر هي بعدائها لنا ودعم أعدائنا بالمال والسلاح المُحمّل بموتنا والورود لعدونا.. وكيف ينطق البعض بذلك جهاراً نهاراً وأمام الجماهير وهذه الأمريكا تعطّل عشرات قرارات مجلس الامن والامم المتحدة في القضية الفلسطينية والملف السوري وملفات إنسانية أخرى..، وكيف نجهر بأننا لسنا ضد أمريكا عندما نُكبرُ في روسيا صداقتها وتحالفها معنا..  كيف يمكن ان نَجمع كل الدول – مَن يَصادقنا منها ومَن يُعاندنا منها أيضاً – في سلّة واحدة؟!.. إنها لعمري انتهازية مُفرطة.. لا حدود لها.. ويستحيل الثقة بصاحبها..

الحديث يجري هنا عن الذوات الذين يُسّمون ذواتهم “أصدقاءً لروسيا”، أو يدّعون بذلك.. ففي هذا الزمن العربي الردئ الذي تنقلب فيه المفاهيم وتتزحلق المواقف خلاله الى القاع فخاراً، يستمعون مرغمين للبلهاء والأغبياء وأعشار الكتبة، ويصفقون لهم ويُعظّمونهم.

شخصياً، لا استمع لتفاهات أولئك كلهم، ولا اريد أن أعرف عنهم شيئاً، لأنني أعرف جبلات قلوبهم وعقولهم منذ قرون،، ولانني خبرت دهوراً أهدافهم وطبائعهم، فلا يشرفني ان أُصافح أيّا من هؤلاء الباكين والمرتعدين أمام جلادي شعبي وأمتي، ولأنهم يحنون رؤوسهم أمام الجلادين ولو بأقوالهم ناهيك عن أفعالهم غير المرئية.

ان هؤلاء بأقوالهم التي تنطق بها أدمغتهم قبل شفاههم وُضعاء ومُنسحقين كالقثائيات مقابل ثلاثين من الفضة تنزف دماءً. هؤلاء لا يقوون حتى النظر في وجوه اسيادهم القتلة الذين يَجلد سوطهمُ يومياً عائلات بأكملها مُنعت من أعمالها وحُوصرت حَيواتها في عمليات مخزية شبيهة بحصار الجلادين لوالدي المرحوم عندما تم إُبعاده، هو الآخر، من موقع عمله في ليلة ظلماء، ليُقاد بسيارة شرِطية محروسة الى الحدود الدولية مع الاردن.. فكيف نقول بعد ذلك وبعد غيره الكثير بأننا لسنا ضد أمريكا؟!

لكن هؤلاء لا يستحون.. فهم انتهازيون يستمرؤون بلا خجل إطلاق تصريحات على شاكلة “لسنا ضد أمريكا”.. لكننا نقولها على الملأ: أما نحن فضد أمريكا ونتحالف مع روسيا والصين.. وسَلّتنا الكبيرة لا تتسع لأمريكا، فليس لدينا ما نخاف عليه من مكاسب أو مواقف.. وسنبقى نكرّر ماقاله ماركس ذات مرة: ليس للبروليتاريا ما تخسره سوى أغلالها!.. ونحن كذلك.

*رئيس رابطة القلميين الالكترونية مُحبي بوتين وروسيه في الاردن والعالم العربي ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.