سيناتور أمريكي سابق يكشف عن دور نظام آل سعود المحوري بتمويل “داعش”

usa-senator-bob-graham

أكد السيناتور الأمريكي السابق والرئيس المشارك في لجنة التحقيق الخاصة بهجمات أيلول في الولايات المتحدة بوب غراهام أن نظام آل سعود له “دور محوري ورئيسي” في تمويل تنظيم “داعش” الإرهابي مشيرا إلى أن فشل الولايات المتحدة في التحقيق بالدور الذي لعبه النظام السعودي الحليف الوثيق لواشنطن في هجمات أيلول عام 2001 ودعمه لتنظيمات متطرفة منذ ذلك التاريخ أدى إلى ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي وساعد في امتداد نطاق إرهابه وجرائمه في المنطقة.

وفي مقابلة لغراهام مع صحيفة الاندبندنت البريطانية أجراها معه الكاتب باتريك كوكبيرن أوضح غراهام أن الإدارات الامريكية المتعاقبة غضت الطرف عن الدعم الذي يقدمه نظام آل سعود للمتطرفين معربا عن اعتقاده بأن “عدم تسليط الضوء الكامل على التصرفات السعودية وخاصة تورطها في هجمات الحادي عشر من أيلول ساهم في زيادة قدرة السعودية على مواصلة الانخراط في الأعمال التي تضر الولايات المتحدة وخاصة دعمها لتنظيم “داعش”.

واعتبر غراهام الذي شغل منصب حاكم ولاية فلوريدا لولايتين متعاقبتين ما بين عامي 1979 إلى عام 1987ان تجاهل ما يفعله نظام آل سعود والتعامل معه كحليف موثوق للولايات المتحدة ساهم في فشل أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتحديد تنظيم “داعش” الإرهابي بوصفه “قوة صاعدة”.

ولفت غراهام إلى أن أحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء التقديرات الضعيفة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن تنظيم “داعش” الإرهابي تعود إلى عدم الاهتمام بما يكفي بدور نظام آل سعود في دعم التنظيمات الإرهابية على شاكلة تنظيم “القاعدة”.

وأشار غراهام إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وغيرها من الأجهزة الأمريكية لم تواجه سوى انتقادات قليلة في الولايات المتحدة بسبب فشلها الواضح في توقع التوسع الهائل لتنظيم “داعش” الإرهابي.

وردا على سؤال مهم حول السبب الذي يكمن وراء حرص الولايات المتحدة منذ عام 2001 على التغطية على نظام آل سعود طيلة العقود الماضية أوضح غراهام أن هناك تفسيرا واحدا “وهو التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية الذي يعود إلى الحرب العالمية الثانية” مشيرا إلى وجود علاقة شخصية وثيقة تجمع بين عائلة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ونظام آل سعود.

وأكد غراهام أن هناك “جانبا مظلما” لنظام آل سعود وسياساته وأن هذا الجانب يتضح بشكل كبير في هجمات ايلول ومن حق الأمريكيين الاطلاع على حقيقة هذا الأمر مشيرا إلى أن الولايات المتحدة والحكومات الغربية الحليفة لها سيضطرون عاجلا أم آجلا إلى تقديم تفسيرات وإيضاحات حول فشل سياستهم بشأن “مكافحة الإرهاب” عندما يتعلق الأمر بظهور تنظيم “داعش” الإرهابي وتمدده على نطاق واسع.

بدوره علق الكاتب البريطاني كوكبيرن على انتقادات غراهام للسياسة الأمريكية تجاه السعودية بأنها مهمة لأنها تأتي وسط تزايد الشكوك في الولايات المتحدة حول الفائدة والحكمة من الخطة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأربعاء الماضي حول مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي والتي شملت التعاون مع “مشيخات الخليج” كحلفاء حاسمين من أجل التصدي للتنظيم المذكور.

وأشار كوكبيرن إلى أن خطة اوباما المعلنة تتضمن استضافة السعودية لمعسكرات مخصصة لتدريب الإرهابيين الذين تسميهم واشنطن بـ “المعارضة المعتدلة” في سورية وذلك استمرارا لخطط وأهداف واشنطن الأصلية والمتمثلة بتدمير الدولة السورية بمساعدة حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم مشيخات الخليج.

وأوضح كوكبيرن أن الدور السعودي في هجمات ايلول على مركز التجارة العالمي عام 2001 واضح ومعروف حيث كان 15 من أصل 19 إرهابيا ممن خطفوا الطائرات التي ساهمت في تلك الهجمات سعوديين وكان زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن عضوا في النخبة الحاكمة السعودية.

وأشار كوكبيرن إلى أن التحقيقات في هجمات أيلول كشفت أن تمويل تنظيم القاعدة اعتمد على مجموعة أساسية من المانحين من القطاع الخاص ومؤسسات في السعودية ومشيخات الخليج.

ولفت كوكبيرن إلى أنه على الرغم من علاقة السعودية الوثيقة بالمتورطين في هجمات أيلول إلا أنه تم علاج الموقف مع السعودية ومواطنيها بتساهل استثنائي وسمح لنحو 144 شخصا معظمهم من الطبقة الأرستقراطية السعودية بالعودة إلى بلدهم في غضون أيام بعد الهجمات دون استجواب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

واستشهد كوكبيرن بتعليق وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي وبعد مضي ثماني سنوات على هجمات أيلول كتبت في وثيقة سربها موقع ويكيليكس الاخباري الأمريكي أن “السعودية لا تزال تشكل قاعدة دعم مالي رئيسية لتنظيم القاعدة وحركة طالبان والاشقر طيبة في باكستان وغيرها من التنظيمات الإرهابية”.

ولا تشكل التقارير والتصريحات المتزايدة التي تتحدث عن دعم نظام آل سعود للتنظيمات الإرهابية في سورية وحقيقة أن هذا النظام يعتبر أحد أبرز الممولين الرئيسيين للارهاب ليس في المنطقة فحسب بل في العالم بأسره مفاجأة جديدة لكن صدور مثل التصريحات عن احد مسوءولي الادارة الامريكية التي تعتبر شريكة رئيسية للسعودية في دعم الارهاب يمثل حدثا جديدا نوعا ما.

وقد بدأ نظام آل سعود منذ نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات في القرن الماضي بدعم وتمويل الإرهاب ولم يقتصر ذلك على سورية والعراق أو غيرهما من دول الشرق الأوسط بل بدا بدعم الإرهاب العالمي من أجل نشر الفكر الوهابي المتطرف بغض النظر عن عدد الأرواح والخسائر التي تحصدها التنظيمات الإرهابية.

وأكد مسؤولون أمريكيون قبل أيام موافقة نظام آل سعود على استضافة معسكرات لتدريب الإرهابيين الذين يحلو لواشنطن أن تطلق عليهم اسم “معارضة معتدلة” في خطوة غير مفاجئة حيث يعمل هذا النظام منذ سنوات طويلة على تقديم كافة أشكال الدعم والتمويل والتسليح والغطاء السياسي واللوجستي للتنظيمات الإرهابية في سورية بتنسيق علني ومكشوف مع الولايات المتحدة والقوى الغربية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.